تضع مباريات الجولة 38 والأخيرة لبطولة الرابطة المحترفة، رابع تذاكر السقوط، محل صراع عن بعد بين ثلاثة أندية، ويتعلق الأمر بجمعية عين مليلة، وداد تلمسان وجمعية الشلف، ولو بحسابات واضحة لكل طرف، على اعتبار أن وضعية "الشلفاوة"، تبقيهم بحاجة إلى فوز لترسيم البقاء، وشرط الانتصار يبقى أيضا مخرج "لاصام" من النفق المظلم، بينما يبقى مصير "الزيانيين" مرهون بالحصول على "هدية" إما من ملعبي الشلف أو بشار، مادامت النقاط الثلاث لا تكفيهم للنجاة
معطيات جولة إسدال الستار، تجعل الأنظار مشدودة أكثر صوب ملعب 20 أوت ببشار، أين سيتم التعرف على هوية رابع النازلين، بناء على نتيجة المقابلة التي ستجمع شبيبة الساورة بجمعية عين مليلة، التي تبقى حاسمة، ومحددة لمصير فريق آخر على الأقل، لأن حسابات هذا اللقاء، تنعكس على مستقبل "لاصام" ووداد تلمسان.
وإذا كانت الصدف قد وضعت ملعب بشار في خانة "الفيصل" في مصير السقوط، بعدما كان قبل أسبوعين مسرحا لصراع حول تذاكر المشاركة القارية، فإن معطيات موعد سهرة اليوم مختلفة، على اعتبار أن أهل الدار بمنأى عن كل حسابات نهاية الموسم، بعد حجزهم المسبق لتأشيرة كأس الكاف، بينما تبقى وضعية الضيوف "مفصلية"، لأنهم سيلعبون آخر 90 دقيقة هذا الموسم، ونجاتهم من شبح السقوط تمر عبر العودة بكامل الزاد، وإلا فإن السقوط قد يكون مصير أبناء "قريون".
وساهمت البرمجة "الاستثنائية" في تمديد "السوسبانس" أكثر بخصوص حل معادلة السقوط، على اعتبار أن وداد تلمسان سينهي استقبال وفاق سطيف قبل انطلاق لقاء بشار، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بظلاله على معطيات وأجواء هذه المباراة، والتي ستصبح شكلية، في حال تعثر "الزيانيين"، بينما ستبلغ درجة أهمية نتيجتها أعلى المستويات إذا ما فاز الوداد، وهذا ما قد يرفع من الضغط المفروض على لاعبي ومسيري عين مليلة، الذين ومهما كانت الظروف فإن مصيرهم يبقى بأرجل لاعبيهم، ومفتاح النجاة يبقى إذاقة شبيبة الساورة طعم الهزيمة داخل الديار لأول مرة هذا الموسم.
وتبقى معطيات معادلة السقوط، تحصر الصراع أكثر بين جمعية عين مليلة ووداد تلمسان، لأن حسابات المادة 80 المحددة لكيفية الفصل في حالات التساوي في الرصيد النقطي الإجمالي، تمنح الأفضلية لجمعية الشلف على حساب "الزيانيين"، وهو الأمر الذي على ضوئه أصبح مصير "الشلفاوة" بأيديهم، والبقاء في الرابطة المحترفة لموسم آخر يستوجب هزم سريع غيليزان، وهذا الشرط بالامكان تجسيده ميدانيا، لأن "الرابيد" دخل في أجواء العطلة وإعفاء غالبية تعداد الأكابر يبقى بمثابة مؤشر أولي على الشروع في التفكير في الموسم القادم.
على هذا الأساس، فإن التنافس من أجل تفادي السقوط سيكون عن بعد، والإثارة ستكون ببشار أكثر من تلمسان، مما يعني بأن أمر السقوط سيتم الفصل فيه ببشار، وجمعية عين مليلة لا يكفيها التعادل، بحكم أن رصيد 45 نقطة قد لا يسمح لها بتفادي النزول، إذا ما تساوت مع وداد تلمسان وجمعية الشلف، وذلك بالنظر إلى نتائج المواجهات المباشرة بين الأندية الثلاثة، لأن الأفضلية في هذه الحالة، تكون من نصيب "الشلفاوة" بمجموع 7 نقاط، متقدمين بنقطة عن تلمسان، في حين لا يتعدى رصيد "لاصام" 4 نقاط، ولو أن إجمالي الاحتمالات الواردة لهذه الوضعية يقدر ب 27، لكن ثلاثة منها فقط تبقى الأقرب إلى منطق كرة القدم، لأن فوز الشلف وتلمسان في عقر الديار أمر شبه مسلّم به، في حين تبقى نتيجة عين مليلة ببشار مفتاح بوابة السقوط، لأحد أطراف هذه المعادلة.
بالموازاة مع ذلك، فإن المباريات السبعة المتبقية من جولة إسدال الستار على الموسم الجاري ستكون شكلية، بعد إعفاء جميع منشطيها من كل الحسابات، ولو أن البطل شباب بلوزداد سيتسلم درع البطولة بمناسبة استقباله اتحاد بسكرة، والفرصة ستكون مواتية للأنصار للاحتفال باللقب الثامن في تاريخ النادي، في حين تبقى باقي الأندية في عطلة.
ص / فرطــاس