استهل المنتخب الوطني سهرة الخميس، رحلة البحث عن تأشيرة العودة إلى نهائيات كأس العالم، بفوز كاسح على منتخب جيبوتي المتواضع وبثمانية أهداف دون رد، في سهرة كانت بشعار «متضامنون مع ضحايا الحرائق، لكننا متحدون» و كسر فيها لاعبو الخضر عدة أرقام، بداية بتسجيل أحد أثقل الانتصارات على مر تاريخ المنتخب، ناهيك عن توقيع القناص سليماني لرباعية، وضعته على بعد خطوة من كسر رقم الهداف التاريخي للمنتخب عبد الحفيظ تاسفاوت، دون نسيان أن «غلة» لاعب شباب بلوزداد الأسبق أدخلته التاريخ، كونه أول لاعب جزائري، يسجل «سوبر هاتريك» في مباراة رسمية.
ولم ينقص مستوى منتخب جيبوتي وتواضع أداء لاعبيه الذين اكتفوا بالدفاع، وكذا خوض أشبال الفرنسي جوليان ميت قرابة الساعة الأخيرة من المقابلة، منقوصين عدديا بعد طرد المدافع باتيو محمد يوسف، من حماسة زملاء القائد رياض محرز، الذين كانوا جد محترفين في تعاملهم مع معطيات اللقاء، ولم يقعوا في فخ السهولة، ما مكنهم من إنهاء المرحلة الأولى، بتسجيل رباعية كاملة تداول عليها كل من سليماني (5)، (24 ض.ج)، ثم بن سبعيني (26)، وأخيرا بونجاح (39 ض.ج)، قبل أن يبصموا على مثلها في الشوط الثاني، بثنائية أخرى من سليماني (46) و(53)، ثم محرز (66) وزروقي (68)، رغم أن الحصيلة كان بالإمكان أن تكون أثقل، بالنظر للكم الهائل من الفرص التي أتيحت لعريس السهرة سليماني وبقية رفاقه، ولو أن مآل هذا الموعد جعل الناخب الوطني يبدي سعادة ورضى كبيرين، بما تحقق وهو الذي شدد قبل هذا الموعد على ضرورة التعامل بجدية مع المباراة والعمل على تسجيل أكبر عدد من الأهداف، قد تكون مفيدة في حسابات التأهل في آخر المطاف، حتى أنه لجأ لتغيير أسلوب اللعب بسحب لاعب من وسط الميدان (فغولي)، وإشراك مهاجم ثاني في وسط دفاع المنافس (سليماني)، ما مكن النخبة الوطنية، من خنق عناصر منتخب «قروش البحر» وتسجيل هذا الكم الكبير من الأهداف مثلما رسمه بلماضي في ذهنه.
وبعد أن بصم المنتخب على المباراة رقم 28 من دون تذوق طعم الخسارة وتسجيل سليماني لرباعية تاريخية، قربته من اعتلاء صدارة الهدافين التاريخيين للخضر، والبصم على أثقل انتصار في مباراة رسمية، يكون المنتخب الوطني متصدر الترتيب، بعد نهاية مباريات جولة الافتتاح، قد وجه إنذارا شديد اللهجة للمنافس الأول على تأشيرة المجموعة «أ» منتخب بوركينافاسو قبل أيام، على صدام المنتخبين في مراكش المقررة سهرة الثلاثاء المقبل.
كريم - ك