حظيت البطلة إسمهان بوجعدار المتوجة بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب شبه الأولمبية باليابان، باستقبال رسمي وشعبي عند عودتها إلى مدينة قسنطينة، حيث حرصت السلطات المحلية والأمنية لعاصمة الشرق، على تخصيص استقبال يليق بما حققه رياضيو ذوي الهمم، خاصة بعد النتائج الباهرة المحققة في هذا الحدث العالمي.
إعداد: حمزة.س
وكان دخول البطلة بوجعدار وزميلتها نادية مجمج، من بوابة القاعة الشرفية لمطار محمد بوضياف، حيث تم تخصيص وسط ممر شرفي لابنتي قسنطينة اللتين عبرتا إلى القاعة عبر بساط أحمر، وضع خصيصا لهما، أين كان المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية مسعود جاري أول المهنئين من خلال تقديم باقة ورد للبطلة بوجعدار، شاكرا إياها نيابة عن كل الشعب الجزائري والقسنطيني على وجه الخصوص، على النتيجة المحققة بنيلها ميدالية ذهبية في رمي الجلة (f33)، ورفع الراية الوطنية عاليا في سماء اليابان.
ورغم تأخر وصول الطائرة القادمة من الجزائر العاصمة إلى مطار قسنطينة بحوالي ساعة كاملة، وذلك راجع إلى التزامات البطلة بوجعدار وبقية الرياضيين، بالحفل الذي خصصه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على شرف البعثة العائدة من اليابان، إلا أنه بمجرد أن وطأت أقدام بوجعدار مطار محمد بوضياف، إلا وتعالت الزغاريد وأصوات فرقة «العيساوة»، التي حضرت لاستقبال ممثلي الولاية رقم 25 في الألعاب البارالمبية.
ولم يكن البطل القسنطيني اسكندر عثماني حاضرا على متن نفس الرحلة، حيث أكدت مصادر موثوقة للنصر، أن المتوج بميدالية ذهبية وأخرى فضية في دورة اليابان اضطر للبقاء في العاصمة، على أن يلتحق لاحقا بمدينة الجسور المعلقة، أين سيحظى باستقبال من طرف السلطات المحلية إلى جانب البطلة بوجعدار، وبقية الرياضيين المشاركين في الألعاب شبه الأولمبية.
وحرصت مديرية الشبيبة والرياضة لولاية قسنطينة، على توجيه الدعوة إلى 22 جمعية رياضية وثقافية للحضور إلى مطار محمد بوضياف لاستقبال البطلة بوجعدار ومدربها إلى جانب الرياضية نادية مجمج، في رسالة واضحة للتعبير على سعادتهم وفخرهم بالبطلة بوجعدار، وهي الصور التي تفاعلت معها كثيرا المتوجة بالذهب، ما جعلها ترقص على أنغام «العيساوى»، والابتسامة لم تفارق محياها، خاصة وأنها وجدت أفراد العائلة في انتظارها، والحال كذلك بالنسبة لمجمج، التي اشتاق لها كثيرا أبناؤها ما جعلهم يذرفون الدموع عند وصولها.
كما لم تفسد الحادثة الطريفة، التي وقعت مباشرة بعد ركوب البطلة بوجعدار ومجمج وأفراد عائلتيهما على متن العربة المتحركة التي أحضرت خصيصا لهم الحفل، حيث تعرض الحصان الذي يجر العربة لإصابة، ما جعل صاحب العربة ينوب عليه ويصر على جرها بنفسه، في صورة تؤكد حرص جميع الحضور على عدم إفساد الاستقبال، أين غادرت البطلة الأولمبية، تحت الأهازيج والتصفيقات وفي موكب رسمي.
البطلة الأولمبية إسمهان بوجعدار للنصر: لم أتوقـــع هـــذا الاستقبــــال والشكر موصـــول لرئيس الجمهوريــــة
* تفاعل الجزائريين معي زادني عزيمة وإصرارا على التتويج
قالت البطلة الأولمبية إسمهان بوجعدار أنها لم تكن تتوقع الاستقبال الذي خصت به عند وصولها إلى مطار قسنطينة، مؤكدة في حوار مع النصر، بأن تفاعل الشعب الجزائري معها عبر منصات التواصل الاجتماعي، منحها دفعا معنويا إضافيا للتتويج بالميدالية الذهبية.
- في البداية، ما تعليقك بعد نجاحك في الاحتفاظ بالميدالية الذهبية؟
لقد تنقلت إلى طوكيو بنية الدفاع عن اللقب الأولمبي، والحمد لله نجحت في ذلك، كما أنني تمكنت من تحطيم الرقم القياسي الأولمبي، وأنا سعيدة للغاية بهذا الإنجاز، وخاصة بعد التفاعل الكبير من طرف الشعب الجزائري، الذي كان يدعمني عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما زاد من عزيمتي وإصراري على ضرورة إهدائهم ميدالية ذهبية، رغم المنافسة القوية، إلا أنني كنت عند حسن ظنهم.
- الألعاب هذه المرة جاءت في ظروف خاصة، ما أثر نوعا ما على تحضيراتكم، أليس كذلك؟
صحيح، رغم كل الصعوبات إلا أنني أود أن أوجه الشكر لمدربي كحلوش عبد المجيد، على التضحيات الكبيرة التي قام بها معي، لقد عملنا طيلة الفترة الماضية بكل جدية، من أجل ضمان التواجد في أفضل مستوى في دورة طوكيو، وكان لنا ذلك والتتويج بالميدالية الذهبية وتحطيم الرقم القياسي الأولمبي، خير دليل.
- وهل كنت تتوقعين هذا الاستقبال؟
صراحة لم أكن أتوقع هذا الاستقبال، ولم أكن أتوقع أن يكون كل هذا الجمع في استقبالي، وهو ما يشعرني بالفخر أكثر، كما أود أن أشكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على الحفل الذي أقامه خصيصا على شرفنا، وهو ما رفع من معنوياتنا جميعا، ويجعلنا ندرك قيمة الإنجاز الذي حققناه في طوكيو، كما أشكر السلطات المحلية لقسنطينة، وأشكر كل الشعب الجزائري الذي دعمني كثيرا.
- هل من كلمة أخيرة؟
لا أجد العبارات التي يمكنني أن أوجهها إلى كل الشعب الجزائري، الذي تفاعل كثيرا معي ومع كل المشاركين في طوكيو، ويكفيني فخرا أنني نجحت في رسم البسمة على وجوههم.
أمال شقيقة بوجعدار للنصر: نفتخـــر كثيــــــــرا باسمهــــــــــــان
عبرت شقيقة البطلة الأولمبية اسمهان بوجعدار عن سعادتها بالاستقبال الذي خصت به شقيقتها وكل الوفد العائد من طوكيو، مؤكدة في تصريحها للنصر بأن هذه الالتفاتة، سيكون لها الوقع الإيجابي في المستقبل:" الاستقبال الذي حظيت به شقيقتي، سيحفزها أكثر على مواصلة التألق وتحقيق نتائج أفضل مستقبلا، كما أود أن أشكر الشعب الجزائري على الدعم الكبير لكل الرياضيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونيابة عن شقيقتي أقول لهم إننا ممتنون لهم، خاصة وأنهم لعبوا دورا مهما في تتويجها، على اعتبار أنها كانت تقرأ التعليقات، وهو ما منحها دفعة معنوية كبيرة".
وتابعت:" الاستقبال المميز للأبطال من طرف رئيس الجمهورية يحسب للسيد عبد المجيد تبون، ويؤكد الاهتمام الذي يوليه لهذه الفئة، ولمست تأثر الرياضيين بهذه الالتفاتة، وهو ما سيمنحهم دافعا أكبر، وحتى بالنسبة للأجيال القادمة".
وردا على سؤالنا المتعلق بأحاسيس أفراد عائلة البطلة بوجعدار، لحظات التتويج، قالت:" عشنا لحظات التتويج بجميع الأحاسيس، كانت أوقاتا لا تنسى، ومزيجا بين الدموع والفرح، وأهم شيء الفخر كون اسمهان تنتمي إلى عائلتنا ونجحت في إسعاد كل الشعب الجزائري، وهو ما يشعرننا جميعا بالفخر".
مدرب بوجعدار عبد المجيد كحلوش للنصر: تضحياتنا لم تذهب في مهب الريح
أكد عبد المجيد كحلوش مدرب البطلة الأولمبية إسمهان بوجعدار، في تصريح مقتضب للنصر، بأن التتويج بالميدالية الذهبية، جاء نتيجة مجهودات جبارة وتضحيات كثيرة، مشيرا إلى وجوب مواصلة العمل على نفس المنوال، والتحضير للتحديات القادمة، حيث قال:" الحمد لله تضحياتنا لم تذهب في مهب الريح، وتتويج اسمهان بالميدالية الذهبية ورفعها الراية الوطنية عاليا في سماء طوكيو جعلني أشعر بالفخر، خاصة وان الشعب الجزائري، تفاعل كثيرا مع الإنجاز المحقق، دون أن ننسى الاستقبال الذي حظينا به من طرف رئيس الجمهورية والسلطات المحلية في قسنطينة".
وأضاف:" لن نتوقف عند هذا الحد، وسنواصل العمل بنفس الجدية، ونتمنى أن يتحسن الوضع الصحي، حتى نستطيع التحضير في أحسن ظروف، خاصة وأنه تنتظرنا عدة تحديات".
رئيس مصلحة التربية البدنية والرياضية، هوام للنصر : سنكرم الأبطال في حفل يليق بهم
تحدث رئيس مصلحة التربية البدنية والرياضة، على مستوى مديرية الشبيبة والرياضة لولاية قسنطينة عبد الحميد هوام للنصر، عن الاستقبال الذي خصص على شرف البطلة بوجعدار وزميلتها نادية مجمج، وقال:"نحن في ولاية قسنطينة المضيافة، وقمنا بالواجب فقط من أول مسؤول على مستوى الولاية إلى آخر موظف في مديرية الشبيبة والرياضة، حيث حرص كل القائمين على مختلف القطاعات على أن يكون الاستقبال، في مقام الحدث والإنجاز المحقق".
كما كشف محدثنا عن التحضير لحفل تكريم على شرف الرياضيين، سيتم تحديد موعده لاحقا من طرف السلطات الولائية، حيث قال:" سيكون هناك دعم لهذه الفئة، وهذا ليس غريب عنا، حيث نحرص دائما على تقديم الإعانات للسماح لهم بضمان أحسن تحضير، إضافة إلى برمجة حفل تكريم على شرف الرياضيين، بالتنسيق مع السلطات الولائية، وسيتم تحديد موعده لاحقا، وهذا أقل شيء يمكن القيام به".
الرياضية مجمج للنصر: تمنيت التتويج بميدالية ولكن..
اعتذرت الرياضية نادية مجمج، عن عدم تتويجها بميدالية في الألعاب شبه الأولمبية، بعد أن ضيعت الحصول على ميدالية برونزية ببضعة سنتمترات، عندما اكتفت باحتلال المرتبة الرابعة، حيث قالت في تصريحها للنصر:" أود فلي البداية أن أشكر الجميع على حفاوة الاستقبال، واعتذر من كل الشعب الجزائري عن عدم تتويجي بميدالية مثلما عودتهم من قبل، من خلال حصدي الذهب والفضة، حيث تمنيت الصعود فوق البوديوم، لكن يجب أن يعلم الشعب الجزائري بأنني مررت بفترة صعبة للغاية، بعد إجرائي لعملية جراحية، ما أثر كثيرا على سير التحضيرات".
وأضافت مجمج:"أعتقد بأن النتائج المحققة في طوكيو مشرفة ومحفزة كثيرا، وبحول الله ستكون هناك نتائج أفضل في المستقبل».