أثارت الوضعية الصعبة، التي يعيشها قائد المنتخب الوطني رياض محرز مع ناديه مانشستر سيتي، مع انطلاق الدوري الانجليزي الممتاز القلق والخوف، قبيل المرحلة الحاسمة التي تنتظر التشكيلة الوطنية، بداية بالتصفيات المؤهلة لمونديال قطر، وصولا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، المرتقبة مطلع شهر جانفي.
محرز الذي أنهى الموسم الماضي بقوة، بعد مساهمته الفعالة في تتويج «السيتي» بلقب «البريميرليغ»، فضلا عن قيادته النادي السماوي للوصول لأول مرة في تاريخه إلى نهائي رابطة الأبطال، لم يكن يتصور للحظة واحدة أن يكون حبيس الاحتياط في الموسم الكروي الجديد، سيما وأنه يتفوق في كل شيء على العناصر التي يعتمد عليها غوارديولا لحد الآن، على غرار الوافد الجديد غريليتش والإسباني توريس والبرازيلي خيسوس، الذي بات الخيار الأول في مركز جناح أيمن، رغم أنه ليس منصبه الأصلي، مقارنة بمحرز الذي تم تلقيبه الموسم الماضي من طرف الصحافة البريطانية، بملك الرواق الأيسر لما يقدمه من سحر.
معاناة محرز متواصلة منذ ثلاث جولات متتالية، فبعد إشراكه كأساسي في لقاء الجولة الأولى أمام توتنهام، وهي المباراة التي انهزم فيها أشبال التقني الإسباني، اكتفى رياض بالمشاركة كبديل أمام نوريتش سيتي، غير أنه نجح في تسجيل أولى أهدافه، ولو أن الأخير لم يشفع له في لقاء أرسنال الذي لعب منه دقائق معدودات، ولكنها كانت كافية لتقديم كرة حاسمة، وعديد الكرات المفتاحية التي أضاعها زملاؤه، قبل أن يصدم بعدم قيامه بالإحماءات في لقاء أمس الأول أمام ليستر سيتي، خاصة مع عودة البلجيكي دي بروين والانجليزي فول فودن، وهو ما سيزيد وضعية محرز تأزما، على اعتبار أن غوارديولا يعتبرهما ركائز مهمة.
ويبدو أن وضعية محرز الجديدة باتت تثير استياء الناخب الوطني، خاصة وأن ذلك قد ينعكس بالسلب على مردوده مع المنتخب الوطني، الذي تنتظره تحديات صعبة في الأشهر القادمة، بداية بلقاءي النيجر مطلع شهر أكتوبر الداخل، إذ تشير كافة المعطيات لقدوم محرز دون خوض الدقائق المطلوبات، كما كان الحال في تربص سبتمبر الذي شارك فيه وهو يعاني من نقص المنافسة، ما تسبب في ظهوره بوجه شاحب، حتى وإن كان قد سجل أمام جيبوتي وقدم تمريرة حاسمة.
ومما لا شك فيه، يود الناخب الوطني الاستفادة من أفضل نسخة من محرز في الفترة القادمة، خاصة وأنه من أبرز مفاتيح لعب الخضر، وتُعلق عليه الآمال في تصفيات المونديال من أجل حجز مكانة في العرس العالمي بقطر، كما ينتظر منه الكثير في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، وهو الذي أسهم بقسط كبير في تتويج 2019.
ولن يكون بمقدور محرز الظهور بمستوى كبير في المواعيد المقبلة، إذا ما تواصلت وضعيته الصعبة مع ناديه الانجليزي، خاصة وأن الغياب عن المباريات الرسمية جد مؤثر، فما بالك بلاعب بمستوى محرز الذي يعد قائدا للخضر، وأحد العناصر المعول عليه دوما لصنع الفارق.
وسبق للناخب الوطني أن هاجم المدرب بيب غوارديولا في ندواته، ولو بطريقة غير مباشرة، بسبب تهميش محرز، إذ تساءل في عدة مناسبات عن المعايير المعتمدة من طرف التقني الإسباني، لاختيار العناصر الأساسية، خاصة وأن رياض يكون في الموعد في كل مرة يشارك فيها كأساسي، عكس بقية زملائه، خاصة الإسباني توريس الذي يحظى بدعم كبير من طرف مواطنه، دون نسيان الوافد الجديد جاك غريليتش المستفيد من المبلغ الضخم، الذي حول به من ناديه السابق (100 مليون جنيه إسترليني).
وفي جهة أخرى، قد تزيد التزامات رياض محرز مع المنتخب الوطني من معاناة اللاعب، خاصة وأن فصل الشتاء سيعرف غياب مطول لمحرز، بسبب مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا التي ستنطلق مطلع شهر جانفي المقبل.
سمير. ك