بداية من هو مصطفى السبع ؟
أنا خريج معهد تكنولوجية الرياضة ومستشار في المجال الرياضي على المستوى العالي بألمانيا 2010 و انجلترا 2014 مدرب، ومحلل، وخبير في كرة القدم.
ما هي الفرق التي لعبت لها ؟
فريق كازوران وعين البنيان و بولوغين و الفريق الوطني الجامعي، كما عدت لتدريب فريق عين البنيان في موسم 89/1990 و حققت معه الصعود إلى الجهوي الثاني، إضافة إلى تدريب فريق برج الكيفان الذي خرج من رحمه لاعب الكناري عبد السلام. كما دربت في القسم الثاني فريق أمل الأربعاء، ونجم البرواقية التي مكنتها من الصعود إلى القسم الثاني.
وبعد ذلك انتقلت إلى تدريب العديد من الأندية الكبيرة على غرار مولودية قسنطينة، شبيبة سكيكدة، حمراء عنابة، اتحاد بسكرة، أمل بوسعادة، رائد القبة، شباب باتنة و مولودية العلمة.
هل سبق لك و أن دربت بعض الفرق الوطنية ؟
سمحت لي الفرصة و أن دربت المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، تحت إشراف شيخ المدربين حميد زوبا الذي اعتبره مثلي الأعلى في مجال التدريب والتوجيه، وصاحب الخبرة والتجربة في حل المشاكل وتقديم النصائح المفيدة للشباب الواعدين في مجال التدريب، وأنا واحد من الذين عملوا معه و لم يكن عمري يتعدى 25 سنة، حيث شغلت منصب مدرب وطني و تعلمت منه الكثير حول خبايا اللعبة.
فما هي أسباب توقف مشوارك كلاعب مبكرا ؟
كنت أتمنى أن أواصل مشواري كلاعب لأطول فترة ممكنة، لكن تعرضي لإصابة خطيرة حرمني من مواصلة اللعب، ورغم الإخفاق في مواصلة اللعب، حققت المعادلة الصعبة وهو إحرازي على شهادة التدريب من المعهد الوطني العالي للرياضة، كما تخرجت من معهدي الرياضة بألمانيا وانجلترا.
البطولة استأنفت قبل أسبوع ماذا تقول كخبير في مجال كرة القدم ؟
أتمنى أن تكون الأندية قد تمكنت من ترتيب بيوتها قبل عودة البطولة إلى نشاطها العادي، لأن ما وقع في الموسم الماضي مؤثر من الجانب النفسي والمعنوي خاصة لدى اللاعبين، ومن الضروري أخذ الإجراءات اللازمة بكل ملاعب الجمهورية من حيت التنظيم، الأمن، المراقبة الفردية، التنسيق مابين كل الأجهزة المعنية بتنظيم المباريات مع تأطير الجماهير.
ما هو دور رؤساء الأندية في هذا الظرف بالذات ومع بداية الموسم الكروي الجديد 2015 /2016 ؟
حان الوقت بأن يبينوا أنهم أهلا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويجب عليهم أن يلعبوا دورا كبيرا وأن يكون التنسيق فيما بينهم و بين الرابطة المحترفة، والمعنيين بتنظيم المباريات مع إشراك الإعلام الرياضي في التنظيم وكذا لجان الأنصار التي لها دورا كبيرا في التأطير، قبل وأثناء وبعد المباريات مع تطبيق القانون بصرامة على كل من يتسبب في تحريك ظاهرة العنف.
ماذا ينقص ملاعبنا ؟
في الماضي كانت الملاعب تفتح أبوابها مبكرا والجماهير تؤم المدرجات دون حرج، لأنه في ذلك الوقت كان التأطير يتم عبر الأحياء من طرف اللجان و المسؤولين رغم قلة الإمكانيات، أما اليوم فهناك جيل جديد و يجب مخاطبته بلغة جديدة، وهو توفير الإمكانيات المادية داخل الملاعب من دورات المياه، أو التأطير الداخلي عبر مكبرات الصوت، وإجراء مباريات افتتاحية وتعليق لافتات مسبقة تكتب عليها عبارات المحبة والاتحاد ما بين الفرق، وهنا يأتي دور الرؤساء ولجان الأنصار وكل الفاعلين في عالم كرة القدم، و بالإمكان أيضا وضع أمور تشجيعية من طرف المسؤولين عن الرياضة لأحسن ملعب عمت فيه الروح الرياضية أسبوعيا، وغيرها من المبادرات للحد من ظاهرة العنف.
نترك نقاط التنظيم جانبا، و نعود إلى عملية الاحتراف في الجزائر التي دخلت سنتها الخامسة ماذا يقول ؟
بعد خمس سنوات من عملية الاحتراف كان من المفروض على الفيدرالية أن تقوم بعملية تقويم من الناحية الفنية ومن الناحية التجهيزية لجميع الأندية التي تنتمي إلى الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، لكن رغم هذا يجب على الأندية أن تتجاوب مع العملية الاحترافية بعقلانية وبروح المسؤولية لأن الاحتراف الذهني... أفضل وسيلة لنجاح الاحتراف التقني.
وحاليا يطبق الاحتراف بصعوبة في الجزائر نظرا لقلة الإمكانيات، لكن لا خيار أمام الأندية إلا التجاوب مع هذا النظام، والتعامل معه حسب إمكانياتها، خاصة عن طريق التكوين والاهتمام بالقاعدة لأنها هي أمل نجاح الكرة الجزائرية حاضرا ومستقبلا.
و كيف ترى فوز المنتخب الوطني في أول لقاء ضمن تصفيات كان 2017 بالغابون ؟
فوز الخضر على السيشل جميل ومهم في التصفيات، و نتمنى أن يتحقق الانتصار على فريق من الوزن الثقيل، حتى نتمكن من الحكم على الخضر، وهو ما قد يحصل في اللقاءين المتبقيين، خاصة لقاء إثيوبيا الذي سيكون مغايرا للقاء السيشل، المهم في كل هذا وذاك أن الخضر حققوا انجازا مهما في التصفيات.
و ماذا عن مردود لاعبينا ؟
لا يمكن تقييم اللاعبين في جولة واحدة وأمام فريق ضعيف، وأظن أن للجزائر توليفة دولية هائلة، وهي قادرة على أن تلعب الأدوار الأولى في الكان القادمة.
من هم اللاعبون الذين لفتوا انتباهك في مباراة السيشل ؟
لقد كنت في تلك المباراة محللا وقلت أن جل اللاعبين لهم مستقبل واعد، دون ذكرى الأسماء.
و كيف تقيم مشوارك مع الكرة من لاعب إلى مدرب، ثم محلل ؟
(توقف محدثنا ملتزما الصمت لبرهة من الزمن) التجارب العديدة التي خضتها مع كبار المدربين وعلى رأسهم حميد زوبا أكسبتني تجربة كبيرة ومفيدة، فعملي مع أغلب الأندية في قسم الهواة والقسمين الثاني والأول فتح لي الأبواب لأصبح مدربا ناجحا، وأعتقد أنني أسير في الطريق السليم.
فما هي شروط المدرب الناجح ؟
المدرب الناجح هو الذي يعرف كيف يفرض شخصيته على اللاعبين، مع استعمال الطريقة الناجحة لتوظيف أهدافه، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان هذا المؤطر صاحب تجربة وخبرة وثقافة علمية واسعة في المجال الكروي ويعرف عالم التدريب، ومطلع على ما يجري في العالم مع مسايرة الأحداث الكروية وطنيا وقاريا وعالميا أولا بأول.
ما تعليقك على القرار الذي اتخذته الاتحادية بمنع جلب اللاعبين الأجانب ؟
بكل روح رياضية إلى غاية اليوم لم نفهم هذا القرار، وعلى أي مادة أو معطيات استند المكتب الفيدرالي عند اتخاذه، لكن ربما يعود إلى كون اللاعبين الأجانب ليسوا دوليين، وأمور أخرى لا نعرفها نحن، وكما لاحظنا جميعا عدد اللاعبين الأجانب في تزايد وهذا ما همش اللاعب المحلي ولذلك يجب أن نعطي فرصة للمنتوج المحلي. ومنذ تواجد اللاعبين الأجانب في الفرق الجزائرية لم يقدموا مردودا جيدا، ما عدا خمسة لاعبين على غرار إنيرامو و ديالو، الذي انتقل إلى فريق نانت الفرنسي.
و ماذا عن قرار منح إجازتين في الموسوم الواحد للمدرب ؟
قرار صائب ومفيد، خاصة وأن بعض المدربين أصبحوا يتنقلون من فريق إلى آخر دون مراعاة قيمة هذه المهنة الشريفة، وهذا ما أراه بالأمر غير المعقول ولا يخدم الفريق ولذلك أقول وأؤكد كمدرب محترف أدعم هذه الفكرة وأنوه بقرار الاتحادية، حتى يكون الجميع أمام الأمر الواقع لأن كرتنا بحاجة إلى مدربين أكفاء، لأن النتائج لا تأتي بالصدفة وإنما بالعمل والاستقرار .
ما رأيك في نتائج عملية سحب قرعة مونديال روسيا 2018 ؟
لا أستطيع الحكم على منتخبي تانزانيا ومالاوي، لكن استطيع القول أن للخضر القدرة على تجاوز عقبة هذا الثنائي بالنظر للإمكانيات البشرية، والتوليفة التي يتمتع بها أشبال غوركوف لكن هذا لا يعني أننا تأهلنا، بل هناك عمل كبير ينتظر الناخب الوطني، واعتقد أنه يعي جيدا مدى قيمة الرهان في هذه التصفيات وما ينتظره في أدغال إفريقيا. واعتقد أن المرور إلى دور المجموعات لن يتوقف، وغير منطقي مع منتخب مونديالي، لأن منتخبنا يضم عناصر ذات مستوى دولي عال، على غرار فغولي، براهيمي، غلام، سليماني و قادر على ضمان المشاركة في المونديال للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في التاريخ.
و ماذا عن الصفقات الخيالية للاعبين ؟
هذا يعود إلى رؤساء الأندية الذين يضخمون الفواتير ويعطون للاعبين أكثر مما يستحقون وعليه فإنني أقول أن هذه المبالغ الخيالية لا تتناسب مع المردود المقدم من أي لاعب.
ثلاثة أندية جزائرية متواجدة في دور المجموعات من منافسة رابطة أبطال إفريقيا ماذا تقول والفرق الثلاث على موعد مع الجولة الخامسة؟
اعتقد أن اتحاد الجزائر حتى الآن يستحق التواجد في المربع الذهبي، نظرا لانتصاراته الأربعة و برصيد (12) نقطة سيلعب لقاءه القادم أمام الوفاق بأريحية نفسية، على عكس النسر السطايفي الذي رهن حظوظه بالخسارة الأخيرة أمام المريخ في أم درمان، وعليه فهو مجبر على الفوز أمام سوسطارة والانتظار.
و ماذا عن المنتخب الأولمبي المتأهل إلى كان السنغال ؟
حسب ما شاهدته في المباراتين السابقتين فالمستوى الفني العام متوسط، وعليه يتوجب على الناخب الوطني أندري بيار شورمان أن يحضر كتيبته جيدا لموعد السنغال، لأنه سيلعب على ورقة الذهاب إلى أولمبياد البرازيل، وسيلتقي منتخبات من الوزن الثقيل، وليس منتخب «سيراليون».
ما رأيك في العمل الذي تقوم به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ؟
الرئيس محمد روراوة يقوم بعمل جاد و متميز على مستوى الفاف، وقد حقق عدة إنجازات لم يبق فقط إلا أن يلعب الرؤساء دورهم كاملا وأن يتحملوا مسؤولياتهم مع أنديتهم، وأن يهتموا بالتكوين القاعدي الذي سيوفر لهم الكثير من الوسائل المادية ويخفف عنهم.
هل من كلمة توجهها إلى القراء؟
الجمهور الجزائري، جمهور من ذهب وأقول للقراء أبقوا دائما مساندون لأنديتكم والفريق الوطني وأن تلتفوا حوله وتنظرون إلى مستقبله بنظرة الأمل والنجاح.
حاوره: فؤاد بن طالب