طرح الأداء المقدم من المنتخب الوطني في مباراة بوركينافاسو، الكثير من علامات الاستفهام، ولعل من أبرز الأسئلة، التي دارت في مخيال محبي الخضر، تركزت حول إمكانية ضخ دماء جديدة لأجل منح خيارات وحلول للناخب الوطني، خاصة بعد تراجع أداء بعض العناصر، وخاصة التي سبق لها وأن تألقت في كأس إفريقيا الأخيرة، وهو ما ظهر جليا في مباراتي الحسم أمام منتخب الخيول، وفي جميع الخطوط، بداية من حراسة المرمى، مرورا بالخط الخلفي، ثم وسط الميدان، وصولا لمنصب قلب الهجوم.
وكان بلماضي، قد صرح في الندوة الصحفية الأخيرة، أنه ليس من النوع الذي يعتمد على 11 لاعبا فقط، بدليل أنه وجه الدعوة في تصفيات المونديال ل 35 عنصرا، واعتمد على 33 منهم، إلا أن منح الفرصة لبعض العناصر الشابة والقادرة على تقديم الإضافة على مستوى بعض المناصب، بات ضروريا خاصة على مستوى الخط الخلفي، لأن تشكيل منتخب متماسك يبدأ بامتلاك حارس مرمى قوي، والحارس مبولحي تقدم نوعا ما في السن (36 سنة)، رغم أن الاستغناء عنه في هذه الفترة صعب نوعا ما، لكن يجب التفكير في فترة ما بعد "الرايس"، خاصة عندما نشاهد طريقة تلقيه الهدف الأول.
كما يجرنا الحديث عند تقييم الأداء إلى مشكلة الظهيرين، على الرغم من أن بن عيادة لم يخيب في لقاء بوركينافاسو، والتزم بالتعليمات المقدمة له من بلماضي، لكن طريقة لعبه تختلف كثيرا عن أداء عطال، وهو ما يتطلب البحث عن ظهير أيمن إضافي، خاصة بعد أن خيب حلايمية آمال بلماضي، ولو أن زفان يبقى من بين الحلول المتوفرة، لكن حتى زدادكة قدم أوراق اعتماده بقوة في الدوري الفرنسي، وهو ما أكده حتى مدرب الخضر نفسه، الذي اتضح بأنه يتابعه عن قرب، وأما بالنسبة للجهة اليسرى التي يبقى ابن مدينة قسنطينة الرقم واحد فيها ودون منازع، رغم عدم ظهور بن سبعيني بنفس الأداء الذي عودنا عليه، لكن عودة فارس ستزيد حتما من المنافسة وترفع مستوى اللاعبين.
وفي السياق ذاته، فإن محور الدفاع الذي كان يعتبر من بين أبرز نقاط قوة المنتخب في الكان الأخيرة، بدليل أن شباك مبولحي اهتزت في مناسبتين فقط، وهو نفس العدد الذي سجل على الخضر في مباراة واحدة أمام الخيول، غير أن بلعمري وماندي ظهرا مؤخرا بعيدين عن مستواهما المعهود، بدليل أن بلعمري اعترف في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي، بعدم تقديمه مباراة كبيرة، مرجعا السبب إلى الضغط، وخوفه ورفاقه من تخييب الجماهير التي حضرت منذ الصباح الباكر.
وأما بالنسبة لوسط الميدان، فقد تجلى بأن الدور الذي كان يقوم به قديورة في الكان الماضية صعب تعويضه، رغم أن زروقي تألق في المباريات الماضية، لكن عند الاصطدام بأول منافس قوي، لم يتمكن من البروز، مثلما جرت عليه العادة، ولو أن الخطة المعتمدة في الشوط الأول أثرت عليه نوعا ما، لكن الدفاع عن اللقب القاري يتطلب عناصر تقوم بالتغطية الجيدة عن ثنائي المحور، والفوز بالصراعات الثنائية، لأن كسب معركة وسط الميدان في مباريات الكان أبرز سلاح للفوز باللقاءات، قبل الوصول إلى منصب الهجوم، الذي اتضح بأن بونجاح فعلا يمر بفترة صعبة مع الخضر، ومستواه في تراجع رهيب، على أمل أن تحمل البطولة العربية المقبلة، التي سيشارك فيها مع المحليين أنباء سارة لبغداد، من خلال عودته لممارسة هوايته المفضلة بتسجيل الأهداف.
ويبقى الأكيد أن بلماضي يدرك جيدا بأنه مطالب بفتح ورشات عديدة، لكن الإشكال الوحيد يبقى في ضيق الوقت، حيث سيكون أمام مدرب الخضر عشرة أيام فقط، لتحضير الكان المقبلة. حمزة.س