تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة الثانية زوال اليوم، صوب ملعب 19 ماي بعنابة، الذي سيكون مسرحا لقمة الجولة السادسة من المنافسة، والتي تضع رائد مجموعة "وسط - شرق"، اتحاد عنابة، وجها لوجه مع أحد مطارديه المباشرين، جمعية عين مليلة، في قمة تقليدية تعد بالكثير من التنافس، ويبقى مصير كرسي الريادة في المزاد، بحكم أن الفارق بين الطرفين لا يتجاوز نقطتين، فضلا عن استفادة وصيفين آخرين من فرصة اللعب داخل الديار.
قمة عنابة تعتبر بمثابة اختبار التأكيد بالنسبة لأهل الدار، على اعتبار أنهم حصدوا الزاد كاملا في الجولات الأربع الأخيرة، ورحلة البحث عن الانتصار الخامس تواليا تكون باستقبال جمعية عين مليلة، في قمة تقليدية بذكريات صراع الصعود قبل 4 مواسم، ولو أن "الطلبة" يراهنون على ورقة الأرض في مسعاهم الرامي لمواصلة المشوار بنفس الديناميكية، على وقع الانتصارات المتتالية، وإلحاق "لاصام" بقائمة ضحايا الانتفاضة المبكرة، التي سجلتها تشكيلة سلاطني منذ تأهيل لاعبي الأكابر، مادام النجاح في تجسيد هذا الطرح سيكون كافيا لأبناء "بونة" من أجل الاحتفاظ بمشعل القيادة، وتقديم أوراق الاعتماد كمرشحين للتنافس على ورقة الصعود، رغم أن المهمة لن تكون سهلة أمام ضيف يضم في صفوفه لاعبين أصحاب خبرة في مستويات أعلى، كما أن إدارته سعت لاحتواء المشاكل الداخلية التي كانت قد طفت على السطح، على أمل إعادة القطار على السكة قبل فوات الأوان، وبالتالي توفير الأجواء الكفيلة بتجسيد حلم العودة السريعة إلى الرابطة المحترفة.
من جهة أخرى، سيكون ملعب زرداني حسونة بأم البواقي تحت ضغط عال، لأن اتحاد الشاوية سينشط "ديربي" يجمعه بالجار شباب باتنة، في قمة بتوابل مختلفة، سيما وأن المحليين أصبحوا يتواجدون أمام حتمية الفوز، لتدارك التعثرين الأخيرين، خاصة الهزيمة الثقيلة بالتلاغمة، وبالمرة البقاء على صلة بقمة هرم الترتيب، في حين ستدخل تشكيلة "الكاب" هذه المباراة بمعنويات مرتفعة، بحثا عن الفوز الميداني الرابع تواليا، في ظل الفعالية الكبيرة لخط الهجوم، وهي معطيات تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن هذا "الديربي" يحتفظ بالكثير من خصوصياته.
بالموازاة مع ذلك، تبدو مهمة نادي التلاغمة الأسهل بالنسبة لأندية الصدارة، لأن اللعب للمرة الثانية على التوالي داخل القواعد يمنحه أفضلية كبيرة، بصرف النظر عن وضعية الضيف، فريق مولودية العلمة، الذي نجحت إدارته في التخلص من إشكالية "الإجازات"، التي كانت "عالقة"، وذلك بتأهيل عناصر الأكابر، لكن ذلك لن يشكل العقبة التي من شأنها أن تكبح جماح "التلاغمية" في معقلهم، لأن نقاط ملعب خبازة غالبا ما تكون من نصيب أهل البيت، ووضعيتهم الحالية في الترتيب تزيد في تحفيزهم لانتزاع فوز، قد ينصبهم في صدارة الترتيب.
على صعيد آخر، فإن بعض النوادي تسعى لطي صفحة التعثرات انطلاقا من هذه المحطة، كما هو الحال بالنسبة لفريق مولودية قسنطينة الذي يتواجد في وضعية تحتم عليه الفوز، لوضع نقطة النهاية لإنهاء حالة "الإفلاس" التي ظهر عليها في بداية هذا الموسم، وسعي الموك لتذوق طعم الانتصار يمر عبر تجاوز عقبة مولودية بجاية بسلام، في مباراة بذكريات الرابطة المحترفة الثانية بين الطرفين، لكن المعطيات الميدانية ترجح كفة القسنطنيين للظفر بكامل الزاد، مادام الضيوف يعتمدون على تشكيلة مزيج بين الأكابر "المجددين" والرديف، كحل فرضته عقوبة غرفة المنازعات، بينما تبقى رحلة الفوز القاسم المشترك بين شبيبة سكيكدة واتحاد الأخضرية في قمة المؤخرة التي ستجمع الفريقين، في الوقت الذي سيكون فيه اتحاد خنشلة على صفيح ساخن ببجاية، وكذلك الشأن بالنسبة لحمراء عنابة، التي ستلاقي الصاعد المتمرد شباب برج منايل. ص / فرطــاس