شهدت المباريات التسعة الأولى من الطبعة الحالية للعرس الكروي القاري، ضعفا كبيرا في آداء المهاجمين، رغم أن المنتخبات المعنية تضم في صفوفها نجوما يصنعون أفراح أكبر النوادي الأوروبية، لكن خصوصية المنافسة في القارة السمراء تحد في غالب الأحيان من نجومية العديد من الأسماء الرنانة، خاصة في الأدوار الأولى من "الكان"، بدليل أن حصيلة الأيام الثلاثة الأولى من النسخة 33 كانت بعيدة عن التطلعات، وذلك باهتزاز الشباك في 9 مناسبات فقط، بنفس عدد اللقاءات الملعوبة، وهو ما يجعل المعدل الأولي مضبوط عند هدف في كل لقاء، بعدما كان طبعة 2019 بمصر قد عرفت تسجيل 102 هدفا في 52 مقابلة.
والملفت للإنتباه، أنه وباستثناء المباراة الافتتاحية بين منتخبي الكاميرون وبوركينافاسو، والتي شهدت تسجيل 3 أهداف، فإن باقي اللقاءات سارت على نفس الإيقاع، وذلك بفوز المنتخب الذي يصل إلى الشباك، أو الافتراق على التعادل إذا صام اللاعبون عن التهديف، فكانت الحصيلة تحقيق 6 منتخبات الانتصار بهدف وحيد، مع انتهاء مقابلتين دون فائز، بينما صنع منتخب الكاميرون الاستثناء، باعتباره الوحيد الذي وقع هدفين، مما سمح لنجمه أبوبكر فينيست من اعتلاء صدارة لائحة الهدافين، بفضل الثنائية التي سجلها في مرمى منتخب بوركينافاسو، في الوقت الذي يبقى فيه منتخب "الخيول" الوحيد الذي وصل إلى شباك المنافس لكنه انهزم، لأن المباريات الثمانية الأخرى سارت بنفس الريتم، وشعارها "من يسجل أولا يكون الانتصار حليفه".
إلى ذلك، فإن 10 منتخبات دخلت المنافسة إلا أنها لم تتمكن من هز الشباك في لقاءاتها الأولى، ويتعلق الأمر بكل من إثيوبيا، زيمبابوي، مالاوي، غانا، جزر القمر، الجزائر، مصر، السودان وغينيا بيساو، في الوقت الذي نجحت فيه 8 منتخبات أخرى في التسجيل، في صورة الكاميرون، بوركينافاسو، المغرب، الغابون، السنغال، غينيا، جزر الرأس الأخضر ونيجيريا، إلا أن المنتخب البوركينابي ورغم أن مهاجمه سانغاري كان قد نال شرف توقيع أول هدف في هذه الدورة، غير أنه فشل في كسب الرهان.
من جهة أخرى فإن الفعالية الهجومية كانت حاضرة في الأشواط الأولى، حيث تم توقيع 7 أهداف، بينما اهتزت الشباك في مناسبتين فقط في المراحل الثانية من المباريات، وقد كان ذلك في لقاء السنغال وزيمبابوي، والذي حسمه ساديو ماني من ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، وكذا في مباراة المغرب ضد غانا، بينما كانت باقي الأهداف حاسمة في الأنصاف الأولى من المقابلات.
هذا وقد أعلن الحكام عن 4 ضربات جزاء، نصفها كان في المباراة الإفتتاحية لصالح المنتخب الكاميروني، وسجل على إثرها المهاجم أبوبكر فيسينت ثنائية، كما رجح ساديو ماني كفة السنغال على حساب زيمبابوي، في حين فوت مامادو بيلي الفرصة على منتخب غينيا بيساو للفوز على السودان، بتضييعه ضربة جزاء في أواخر الشوط الثاني، وهي أول ركلة يتم إهدارها في هذه الطبعة من "الكان"
ص / فرطــاس