تضع مباريات الجولة السادسة عشر لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، كوكبة المقدمة على صفيح ساخن، انطلاقا من سفرية الرائد شباب بلوزداد إلى مقرة، مرورا برحلة الوصيف شبيبة الساورة إلى الجزائر العاصمة، وصولا إلى قمتي سطيف وقسنطينة، في الوقت الذي تبقى فيه عملية "الغربلة" في قائمة المهددين بالسقوط متواصلة، لأن تواجد نصف تركيبة الفوج في دائرة الحسابات يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، والتنافس من أجل تفادي مرافقة وداد تلمسان إلى الرابطة الثانية احتدم بين 8 فرق، هامش المناورة بين أفضلها وأسوئها لاتتجاوز 4 نقاط.
رحلة شباب بلوزداد إلى مقرة لملاقاة النجم المحلي تبقى محفوفة بالمخاطر، رغم أن الشباب مطمئن على عرش الصدارة مهما كانت النتيجة، بالنظر إلى الفارق الذي يحوزه، لكن المعطيات قابلة للتغيير عند تسوية الرزنامة، وعليه فإن العودة بنتيجة إيجابية، يبقى مسعى تشكيلة التقني البرازيلي باكيتا (تعذر عليه مرافقة لاعبه بعد إصابته بفيروس بكورونا)، التي تراجع مردودها نسبيا في الجولات الأخيرة، بدليل الصعوبة الكبيرة التي وجدتها في تجاوز عقبة سريع غليزان في آخر مباراة، هذا بصرف النظر عن حاجة "المقراوية" للنقاط الثلاث، لأن وضعيتهم ضمن رباعي المؤخرة تجبرهم على الانتفاضة، والإطاحة بقائد القافلة، بحثا عن جرعة أوكسجين تحسبا لباقي المشوار، وهي معطيات أولية توحي ببلوغ الإثارة ذروتها في قمة النقيضين.
ما قيل عن الرائد يمكن إسقاطه على الوصيف، لأن فريق شبيبة الساورة سينزل في ضيافة نصر حسين داي، في لقاء يبقى القاسم المشترك بين طرفيه، السعي لتدارك ما فات، لأن أهل الدار تراجعوا بشكل كبير، وأصبحوا يتواجدون على مشارف منطقة الجاذبية، متقدمين بخطوة واحدة عن أول النازلين، وأي تعثر آخر قد يدخلهم رباعي المؤخرة، في حين ستعمل "نسور الجنوب" على تفادي الهزيمة، بعد التعثر المسجل ببشار في الجولة الفارطة، وبقاء الشبيبة في برج المراقبة يمر عبر النجاح في العودة بكامل الزاد.
إلى ذلك، فإن وفاق سطيف سيكون على موعد مع "ديربي" يستقبل فيه اتحاد بسكرة، مع حيازة "النسر الأسود" على أفضلية نسبية لكسب الرهان، بالنظر إلى الوضعية التي تتواجد فيها "خضراء الزيبان"، جراء كثرة الغيابات بسبب "الكوفيد"، ولو أن الاتحاد سجل إلى حد الآن نتائج فاقت كل التوقعات، وبصم على أفضل مشوار له في الرابطة المحترفة، وعليه فإن الوفاق سيكون أمام امتحان "مفخخ"، يسعى فيه لتأكيد الانتفاضة المحققة في الجولات الأخيرة، وبالتالي مواصلة مراقبة السباق عن كثب.
من جهة أخرى، سيكون ملعب بن عبد المالك بقسنطينة ظهيرة غد الأحد مسرحا لقمة تقليدية، يستقبل من خلالها السنافر فريق شبيبة القبائل، في مباراة تعد بالكثير من الإثارة والتنافس، ويبقى فيها لزاما على أشبال المدرب حجار الظفر بالنقاط الثلاث للتصالح مع الأنصار، بالمرة العودة مجددا إلى سكة الانتصارات بعد 3 تعثرات، ولو أن الفائز في هذه القمة سيقفز أكثر نحو قمة الهرم، في انتظار تسوية الرزنامة.
بالموازاة مع ذلك، فإن معطيات معادلة السقوط قد تتغير نسبيا بعد هذه الجولة، لأن سريع غليزان مهدد بمواصلة الغوص نحو المجهول، كونه مجبر على التنقل للمرة الثانية تواليا، ورحلته اليوم باتجاه مدينة الأربعاء ليست مفروشة بالورود، في ظل حاجة أصحاب الضيافة للنقاط، حتى يتسنى لهم الابتعاد أكثر عن منطقة الخطر، وبالتالي تأكيد "الصحوة" المسجلة، الأمر الذي قد يزيد في تعقيد أوضاع "الرابيد"، وكذلك الشأن بالنسبة لهلال شلغوم العيد، الذي يحتفظ بذكريات تاريخية في ملعب عمر بن رابح بالدار البيضاء، أين اقتطع تأشيرة الصعود، إلا أن مهمته هذه المرة جد معقدة، لأن نادي بارادو لا يفرط في النقاط داخل الديار إلا في حالات "شاذة".
وإذا كان نجم مقرة و"النهد" يراهنان على ورقة الأرض سعيا لتدعيم الرصيد، فإن أولمبي المدية يواصل رحلة البحث عن أول فوز منذ 9 جولات، ومهمته في الخروج من عنق الزجاجة صعبة للغاية، كون الضيف اتحاد الجزائر من العيار الثقيل، مما قد يؤدي بأبناء "التيطري" إلى مواصلة السقوط الحر، بينما تتواجد مولودية وهران في مهمة إحراز ثاني انتصار لها خارج الديار هذا الموسم، وذلك من "بوابة" تلمسان، في "ديربي" القاعدة الغربية، والذي لن يكون متكافئا هذه المرة، لأن "الزيانيين" استسلموا مبكرا للسقوط، وأصبحوا ينتظرون التعرف على مرافقيهم على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية.
ص / فرطاس