يطغى طابع "الديربي" على الجولة الثامنة عشر لبطولة الرابطة الثانية، والتي ستكون فيها الإثارة حاضرة أكثر بملاعب عنابة، قسنطينة وبجاية، ولو أن المعطيات الأولية توحي ببقاء دار لقمان على حالها على مستوى قمة هرم الترتيب، في ظل حيازة الرائد شباب برج منايل ووصيفه اتحاد خنشلة على أفضلية عامل الأرض، مما يرشح كل طرف للخروج من هذه المحطة بكامل الزاد.
القمة الأولى لهذه الجولة، سيكون ملعب 19 ماي بعنابة مسرحا لها، وتضع فريقي المدينة، الإتحاد والحمراء وجها لوجه، في "ديربي" النقيضين، لأن "الطلبة" ورغم خسارتهم نقطة لقاء باتنة على البساط إلا أن حظوظهم في التنافس على تأشيرة الصعود تبقى قائمة، الأمر الذي يجعلهم يراهنون أكثر على نقاط هذه المباراة لتمرير الإسفنجة على آثار الخطأ الإداري المرتكب، وبالتالي مواصلة المشوار بنفس "الديناميكية"، وتمديد أمل الصعود في قلوب أنصارهم إلى إشعار آخر، بينما تبقى "الحمراء" تتواجد على ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، ووضعيتها على مشارف منطقة الخطر تلزمها بالصمود في هذا "الديربي" لوضع حد لسلسلة الهزائم المتتالية خارج القواعد، وهي معطيات تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن حوار أبناء "بونة" يحتفظ بالكثير من الخصوصيات، رغم أن الإتحاد يحوز على أفضلية تاريخية كبيرة بكسبه الرهان أغلب المواجهات مع الجيران.
معطيات "ّديربي" عنابة، يمكن إسقاطها ولو بدرجة أقل على اللقاء الذي سيجمع مولودية قسنطينة بنادي التلاغمة، لأن الموك تصارع من أجل تفادي السقوط، ووضعيتها الراهنة تحتم عليها عدم التفريط في النقاط الثلاث، في رحلة البحث عن مكانة في بر الأمان، خاصة وأنها تتقدم بخطوتين فقط عن عتبة السقوط، وأي تعثر آخر سيزيد في تعقيد الأوضاع، رغم أن تشكيلة المدرب بوجعران كانت قد استعادت توازنها تدريجيا في الجولات الأخيرة، لكن الهزيمة الأخيرة بأم البواقي، والتي جاءت بعد سلسلة من النتائج الإيجابية امتدت على مدار 7 جولات، جعلت الفريق مطالبا بالفوز في لقاء اليوم، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام ضيف مازال يتمسك بحظوظه في الصعود، وبصيص الأمل معلق على نتيجة هذا "الديربي"، لأن "التلاغمية" الذين لم ينهزموا سوى مرتين منذ بداية الموسم، يبنون حساباتهم على نقاط هذه المقابلة للبقاء في سباق الصعود، وبالتالي شحن البطاريات تحسبا لاستقبال الرائد في الجولة القادمة.ثالث "ديربي" في هذه المحطة سيكون بطابع خاص، ويضع قطبي مدينة بجاية، الشبيبة والمولودية وجها لوجه في صراع مباشر من أجل تفادي السقوط، رغم أن الموب تتواجد في رواق أفضل، بينما لا يملك الجيران أي خيار سوى الانتصار للإبقاء على حظوظهم في النجاة قائمة، لأن شبيبة بجاية تعد رابع النازلين، وتتأخر بنقطتين عن أول الناجين، والتعثر قد يكلفها غاليا، في ظل تقلص فرص التدارك.
إلى ذلك، فإن الرائد شباب برج منايل مرشح للمحافظة على مشعل القيادة لجولة أخرى على الأقل، لأنه سيعود إلى الديار بعد منعرج من 3 سفريات، حصد خلالها 5 نقاط، ونجح في مواصلة مشواره دون هزيمة على امتداد 13 مقابلة متتالية، واستضافة اتحاد الشاوية تتيح لأبناء "الكوكليكو" فرصة تدعيم الرصيد، والأمر ذاته ينطبق على الوصيف اتحاد خنشلة، المتواجد في فسحة عند استقبال صاحب الصف الأخير اتحاد الأخضرية، مما يرشح "الخناشلة" للمرور إلى السرعة القصوى، بالنظر إلى الفعالية الكبير التي أظهرها خط هجوهم في الجولات الأخيرة.
بالموازاة مع ذلك، فإن شباب باتنة الذي خسر رهان الورق في قضية الاحترازات سيلعب آخر حظوظه الميدانية بسكيكدة، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث سيرهن حظوظ "الكاب" في الصعود، بينما ستخوض مولودية العلمة مباراة "أمل النجاة" بالبرج، بنية البحث عن فوز طال انتظاره، لبعث نسبة ضئيلة من الحظوظ في القدرة على تفادي السقوط، رغم أن المهمة صعبة للغاية، مادام اتحاد ورقلة سيمد خطوة إضافية نحو بر الأمان، لأن استضافة جمعية عين مليلة يرجح كفة الاتحاد للظفر بالنقاط الثلاث، وبالتالي رفع عتبة البقاء.
ص / فرطــاس