تسببت قضية القائد أكرم جحنيط في فتنة في بيت وفاق سطيف، بعد خلافه العلني مع المدير العام فهد حلفاية، الذي اتهمه بتحريض زملائه على الدخول في إضراب قبل لقاء رابطة الأبطال أمام الرجاء البيضاوي، قبل أن تتطور الأحداث إلى مقاطعة اللاعبين للتدريبات، تضامنا مع زميلهم المهدد بالإحالة على المجلس التأديبي.
وبالموازاة مع قضية جحنيط، رفض رفاق بلقروي التدرب صبيحة أمس، احتجاجا منهم على تأخر الإدارة في تسوية مستحقاتهم العالقة، والمتمثلة في عدد من الرواتب الشهرية، ومنح بعض المباريات، حيث استعانوا بمحضر قضائي لتدوين تواجدهم بالملعب، كرد مباشر على الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة في الساعات الماضية، حينما استنجدت هي الأخرى بمحضر قضائي لتدوين الغايابات.
وصنعت قضية جحنيط الحدث، خاصة بعد أن عبر زملاؤه في الفريق عن تضامنهم معه، عبر حساباتهم الرسمية بمواقع الاجتماعية، معلنين في نفس الوقت رفضهم المطلق لقرارات الإدارة القاضية بإحالة جحنيط وبن بلعيد على المجلس التأديبي، بدليل مقاطعتهم الجماعية لتدريبات صبيحة أمس. ويبقى التخوف كله من استمرار الصراع بين الطرفين، أياما قليلة جدا عن موعد لقاء الجولة الثالثة من المسابقة القارية أمام نادي «أمازولو» من جنوب إفريقيا.
يحدث هذا، في الوقت الذي حاول فيه المدرب نبيل الكوكي التدخل لتهدئة الوضع، ودعوة الطرفين إلى التعقل في هذا الظرف الحساس، خاصة وأن الفريق لا يزال يمتلك جميع الحظوظ في التأهل إلى الأدوار المقبلة من مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، وحتى مواصلة التنافس على نيل اللقب في الدوري المحلي.
وتتجه السلطات المحلية بسطيف أيضا إلى احتواء الوضع، وإعادة المياه إلى مجاريها، وتقديم وعود جدية بتخصيص إعانات هامة لصالح الخزينة، لاسيما وأن الفريق سيكون معنيا هذا الجمعة على موعد هام جدا في المسابقة القارية، وبالتالي وجب توفير كل الظروف المناسبة لإجراء تحضيرات في المستوى المطلوب.
وكان أكرم جحنيط، قد فند جميع الاتهامات التي وجهها له المدير العام للنادي، فهد حلفاية، مباشرة عقب لقاء الرجاء البيضاوي، ضد اللاعبين وضده شخصيا «باطلة ولا أساس لها من الصحة»، مضيفا في منشور على صفحته الرسمية على «الإنستغرام»، أن كل المعلومات التي تحدثت عن تهديد اللاعبين بمقاطعة مواجهة الرجاء، في حال التأخر في تسوية مستحقاتهم العالقة، والمتمثلة في المنح والأجور «مغلوطة وكاذبة». وحسب تأكيدات جحنيط، فإن اللاعبين اجتمعوا فيما بينهم، ثلاثة أيام قبل موعد الرجاء، من أجل الحديث هاتفيا مع المدير حلفاية، حيث أرادوا معرفة موعد تسوية المستحقات، خاصة في ظل وجود بعض الأسماء التي تدين بأكثر من عشرة أشهر كاملة، نافيا بشكل مطلق تصريح حلفاية بخصوص قوله إنه يريد الأموال قبل الألقاب، مؤكدا أن الإدارة أرادت أن تجعله «كبش فداء» عقب الخسارة المسجلة.
وأبدى جحنيط استغرابه من قرار الإدارة بمنعه من السفر برفقة الفريق إلى جنوب إفريقيا، وإنزاله للتدرب مع تشكيلة صنف الآمال، وذلك لغاية مروره على المجلس التأديبي، حيث قال إنه تفاجأ بقرار الإدارة عند مراسلته من قبل أحد المسيرين في مجموعة المحادثة الخاصة باللاعبين عبر تقنية «الواتساب»، مشيرا أن ما فعله هو حديثه فقط عن موضوع المستحقات العالقة مثل بقية اللاعبين.
وأكد اللاعب أنه لا يوجد أي شخص بإمكانه أن يمحي تاريخه في النادي، خاصة وأنه كان من أبرز المساهمين في قيادة الوفاق إلى التتويج بلقب كأس رابطة أبطال إفريقيا في نسخة 2014، مضيفا أيضا أنه تنازل في العديد من المناسبات عن مستحقاته القديمة، بل وأمضى في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية بروتوكول خاص حول جدولة ديونه القديمة، مقابل البقاء في الفريق دون الرحيل نحو أي فريق آخر طلب خدماته.
وأظهر اللاعب استعداده للرحيل في فترة التحويلات الشتوية، لكن اشترط الحصول أولا على مستحقاته العالقة لمدة عشرة أشهر كاملة، ثم تسليمه وثائق تسريحه، حتى يتسنى التوقيع في صفوف أي فريق يراه مناسبا، مؤكدا في الختام أن إمكاناته البدنية والفنية تسمح باللعب والتوقيع في أي فريق من الدوري الجزائري.
أحمد خليل
