دشن أمس، اتحاد عنابة عودته إلى ملعب العقيد شابو، بتعثر أمام مولودية العلمة، في قمة النقيضين، والتي أهدر فيها «الطلبة» نقطتين من ذهب في حسابات الصعود، بينما انتزعت «البابية» نقطة الأمل في النجاة من شبح السقوط. المقابلة جرت بحضور 1000 مناصر، بناء على ترخيص الوالي، تلبية لطلب إدارة الاتحاد، وقد كانت الدقائق الأولى عبارة عن مرحلة جس النبض، لكن الخطورة كانت من جانب المولودية، التي كاد مهاجمها حمودي أن يفتتح باب التسجيل في الدقيقة العاشرة، لما انفرد بالحارس شكال.
مع مرور الدقائق اتضحت معالم الصراع التكتيكي، لأن الزوار تكتلوا كلية في الدفاع، مقابل رمي عناصر الاتحاد بكامل ثقلهم في الهجوم، بالاعتماد على التوغلات على الرواقين الأيمن والأيسر، عن طريق كل من بن يحي وحمزاوي، وقد كانت أخطر الفرص في الدقيقة 27، عندما سدد بوعزيز من على مشارف منطقة العمليات، والتي اضطر فيها الحارس مرسلي، لاستعمال كامل رشاقته لإبعاد الكرة إلى الركنية.
إيقاع اللعب ارتفع في الدقائق العشرة الأخيرة من المرحلة الأولى، لأن مهاجمي اتحاد عنابة، تاهوا أمام الجدار الدفاعي للزوار، رغم تعدد الفرص لكل من بن يحي، حمزاوي وبن مرزوق، والتي لم تزعج كثيرا الحارس مرسلي، لتكون آخر محاولة تلك التي صنعها عمارة للزوار، الذي استغل سوء تموقع محور دفاع الاتحاد لينفرد بالحارس شكال، غير أن تسديدته جانبت إطار المرمى بقليل، لينهي الحكم أوكيل المرحلة الأولى دون اهتزاز الشباك.
النصف الثاني من المباراة، سار في اتجاه واحد على وقع سيطرة مطلقة للاتحاد، الذي توجه كلية صوب الهجوم، بينما تراجع الزوار كلية إلى الدفاع، مما جعل الصراع ينحصر في منطقة الحارس مرسلي، الذي كان له تدخل ساخن في الدقيقة 56، بتصديه لتسديدة بن مرزوق، في حين كان حمزاوي، فاقدا للتركيز في مناسبتين. السيطرة العنابية ظلت عقيمة، الأمر الذي أجبر المدرب سلاطني على إعادة النظر في خياراته، وذلك بالمراهنة على التوغل عبر المحور، وهو الخيار الذي كان ناجعا وفعالا، لأن بن مرزوق لعب دور «المايسترو» بتقديمه تمريرة ذكية في العمق إلى زميله زرقين، الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس مرسلي، وأسكن الكرة بذكاء كبير في عمق الشباك، وكان ذلك في الدقيقة 74.
فرحة العنابيين بهذا الهدف لم تدم طويلا، لأن رد فعل الضيوف كان قويا وسريعا، على اعتبار أن بودوخة نجح في تعديل النتيجة بعد 4 دقائق فقط، بعد عمل هجومي جاد، أنهاه بتسديدة قوية فشل الحارس شكال في التصدي لها.
هذا «السيناريو» جعل الدقائق الأخيرة من المباراة، تشهد ضغطا رهيبا من جانب العنابيين، بحثا عن هدف الفوز، لكن صلابة دفاع المولودية والتفافه المحكم حول الحارس مرسلي حال دون الوصول إلى المبتغى، لتنتهي المقابلة بتعادل بطعم الهزيمة للاتحاد.
ص / فرطاس