تصبّ الحسابات الأولية للجولة الواحدة والعشرين من بطولة الرابطة الثانية، في رصيد اتحاد خنشلة، المتواجد في أفضل رواق لتعزيز مركزه الريادي في ترتيب مجموعة "وسط - شرق"، مع إمكانية تعميق الفارق عن أقرب الملاحقين، وذلك بالنظر لسهولة مهمة "الخناشلة"، مقارنة بالطرفين الآخرين لمعادلة الصعود، في الوقت الذي يبقى فيه باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، بخصوص معطيات السقوط، لأن الصراع أصبح ثلاثيا من أجل تفادي المقعدين المتبقيين على متن قطار النزول المؤدي إلى قسم ما بين الرابطات.
وتنطلق هذه الحسابات من استفادة اتحاد خنشلة من عامل الأرض، حيث سيستقبل شبيبة بجاية في قمة النقيضين، لكن بأفضلية كبيرة لأهل الدار في كسب الرهان، على اعتبار أن الاتحاد يتواجد في "فورمة" عالية، تضعه أمام اختبار تأكيد النوايا، بالبحث عن الانتصار السابع تواليا، وبالمرة تعزيز مركزه الريادي، والمهمة تبدو في المتناول، كون الزوار تراجعوا بشكل ملفت للإنتباه، بدليل أنهم لم يتذوقوا طعم الانتصار في المباريات الثمانية الأخيرة، وقد رهنوا نسبة كبيرة من حظوظهم في البقاء، الأمر الذي يجعل هذا اللقاء غير متكافئ على الورق.
بالموازاة مع ذلك، فإن ثنائي المطاردة سيجبر على الدفاع عن حظوظه خارج الديار، إذ أن شباب برج منايل سيحط الرحال بعنابة، لملاقاة "الحمراء" في مقابلة لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لكن الضغط سيكون أكبر على الزوار، الذين يبقى لزاما عليهم التمرد على المنطق والخروج بالنقاط الثلاث، حتى يتسنى لهم البقاء على صلة بالريادة، والتمسك بحظوظهم في الصعود، خاصة بعد تنازلهم عن الصدارة في الجولة الفارطة، رغم أنهم لم ينهزموا على مدار 15 مقابلة متتالية، والمهمة ستكون صعبة أمام مستضيف يراهن على هذه المواجهة، لمد خطوة عملاقة نحو ترسيم النجاة، وتأكيد الانجاز المحقق في الجولة الماضية بقسنطينة.
وعلى نفس الموجة يتواجد اتحاد عنابة، لأن الرحلة إلى عين مليلة ليست محمودة العواقب، مادام الفوز يبقى الخيار الحتمي لأبناء "بونة" من أجل تمديد "السوسبانس" بخصوص أمل الصعود، والمأمورية صعبة أمام "لاصام"، التي تبحث عن نقاط إضافية للخروج نهائيا من دائرة الحسابات.
أما على مستوى القاعدة الخلفية، فإن الصراع سيكون عن بعد بين مولوديتي العلمة وقسنطينة، في ظل المهمة المعقدة لشبيبة بجاية بخنشلة، لأن "البابية" تراهن على عامل الأرض لتأكيد الصحوة، وذلك عند استضافة نادي التلاغمة، بينما ستكون "الموك" على صفيح ساخن ببجاية، لأن حاجة "الموب" إلى المزيد من النقاط تضع التشكيلة القسنطينية أمام اختبار عسير، وهي معطيات توحي بأن صراع النجاة سيحتدم أكثر، وبحسابات جديدة في الثلث الأخير من المشوار، خاصة وأن اتحاد ورقلة مرشحة لمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، والخروج نهائيا من منطقة الخطر، باستقباله أهلي البرج.
ص / فرطــاس