كشفت مصادر حسنة الإطلاع للنصر، أن الناخب الوطني جمال بلماضي حريص على تطبيق التعليمات والتوجيهات في لقاء الإياب أكثر من حرصه على الخيارات، على اعتبار أن موقعة تشاكر ستلعب على جزئيات صغيرة، وعلى لاعبي المنتخب الوطني الاستجابة لكل الإرشادات المقدمة، إذا ما أرادوا تخطي عقبة منتخب الكاميرون، الذي سيقدم كل ما يملك في سبيل انتزاع تذكرة التأهل.
بلماضي الذي جرب الخطة التي سيلعب بها مباراة العودة في حصة أمس، لم يركز كثيرا على الأسماء المعنية بهذا الموعد، بقدر ما ظهر مهتما بتفاصيل أخرى، على غرار تطبيق النهج التكتيكي بحذافيره، كما حصل في لقاء الذهاب بجابوما، أين افتك الخضر انتصارا ثمينا بفضل الخطة الناجحة.
هذا، ويستعد الناخب الوطني لتغيير الرسم التكتيكي، مقارنة بما شاهدناه في مباراة جابوما، عندما اختار خطة حذرة ووفق فيها.
وشرع المنتخب الوطني، بمجرد العودة إلى الجزائر في الاستعداد للمعركة الثانية، أين حاول بلماضي نقل عديد الرسائل المهمة للاعبيه، لعّل أبرزها ضرورة التحكم في الإيقاع، وعدم منح الفرصة للمنافس لصناعة اللعب، خاصة وأنه لا يود رؤية سيناريو بوركينافاسو يتكرر، مع الحرص على تأمين المناطق الخلفية، كون تلقي هدف قد يخلط الحسابات.
ويصر بلماضي على فرض الإيقاع، مع التحذير من التهور في الاندفاع نحو الأمام، على اعتبار أن ذلك قد يترك المساحات أمام لاعبي المنافس، من أجل نقل الخطر إلى مرمى الحارس رايس وهاب مبولحي.
كما يسعى الطاقم الفني للخضر لتسيير اللقاء بذكاء، وهذا من خلال السيطرة على وسط الميدان، بالموازاة مع إضافة لاعب ثالث، عكس لقاء الذهاب الذي لُعب في حضور عنصرين فقط، ويتعلق الأمر ببن ناصر وزروقي، ما جعل رفاق بو بكر يتحكمون أكثر في الكرة، وإن كان الاستحواذ سلبي، ولم يترتب عنه أي خطورة تذكر، باستثناء بعض المحاولات الفردية من الثنائي موتينغ وأبو بكر.
ويمني بلماضي النفس في نجاح خطته من جديد، وهذا من خلال التسجيل مبكرا، كون ذلك سيمنح راحة أكبر للاعبين، الباحثين عن التخلص من الضغوطات الناجمة عن أهم استحقاق ينتظره كل الجزائريون، منذ انتكاسة الكان الأخيرة.
وأكثر المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر من العمل النفسي، منذ العودة من دوالا، كونه يدرك أهميته، ولو أن واثق من مقدرة عناصره على التعامل مع الضغوطات الإضافية، في ظل الخبرة التي يمتلكونها، خاصة وأن هناك من خاض مثل هذه المواعيد، على غرار سليماني وفغولي ومبولحي وقديورة.
في سياق آخر، حسم الناخب الوطني أمره بخصوص الرسم التكتيكي، غير أنه لا يزال متردد في منصبين فقط، بداية بمركز الظهير الأيسر، حيث يفاضل بين توبة ولعوافي، إذ سيلجأ لخيار لاعب فالفيك الهولندي في خطة 4/3/3، خاصة وأن بلماضي أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل السفر إلى الكاميرون إلى هذه الفرضية بطريقة غير مباشرة، عندما تحدث عن توبة، قائلا:»توبة يستطيع اللعب في عدة مراكز»، وأكد: «توبة تكوّن كظهير أيسر، وشارك في بداية مشواره في هذا المركز، قبل أن يتحول إلى قلب الدفاع».
وسبق لأحمد توبة، الذي انضم لأول مرة إلى صفوف المنتخب الوطني شهر مارس عام 2021، أن شارك في مناسبتين فقط مع التشكيلة الوطنية، الأولى أمام منتخب موريتانيا وديا في شهر جوان من عام 2021، والثانية أمام جيبوتي في شهر سبتمبر من العام نفسه ضمن تصفيات كأس العالم، قبل أن يبعد عن الكان لأسباب شخصية.
بالمقابل، قد يفاجئ بلماضي الجميع بإشراك لعوافي، في حال حافظ على خطة 5/4/1، وإن كان ذلك مستبعدا، على اعتبار أن ذلك سيمنح الفرصة للمنافس لتهديد مرمى مبولحي، وهو ما لا يريده الناخب الوطني الذي يستعد لنزع لاعب من محور الدفاع، ويبدو بدران الأقرب، على أن يشرك لاعب وسط ميدان ثالث.
سمير. ك
