تجسّدت أمس، القبضة الحديدية داخل المكتب الفيدرالي بين الرئيس عمارة وبعض أعضاء طاقمه، وذلك بتواجد الطرفين على مستوى مقر الفاف، لكن دون مرور التيار، الأمر الذي يوحي بتطوّر الأوضاع، في ظل تمسّك كل طرف بموقفه.
وأكد مصدر من الاتحادية للنصر، بأن عمارة التحق صبيحة أمس بمقر الفاف، وتوجه مباشرة إلى مكتبه، معتبرا نفسه الرئيس الشرعي، رغم أنه كان قد أعلن عن استقالته يوم الخميس الفارط خلال اجتماع استثنائي للمكتب الفيدرالي، لكن عمارة تراجع عن هذا القرار يوم الأحد الماضي، وأشعر أعضاء المكتب بأنه يزاول مهامه بصورة عادية، حجته في ذلك أن ترسيم الاستقالة يكون بعد المصادقة عليها من طرف أعضاء الجمعية العامة، في خطوة تم تعليقها على مشجب «الشرعية»، إلا أنها فجرت الوضع داخل المكتب الفيدرالي.
وإذا كان عمارة قد جسّد عدوله عن الاستقالة بتواجده أمس، بمكتبه فإن بعض أعضاء المكتب الفيدرالي سارعوا إلى تشكيل «جناح منشق»، أصبح لا يعترف بشرعية تولي عمارة رئاسة الاتحادية، وهو الجناح» الذي يتشكل من محمد معوش، الذي تم تنصيبه كرئيس بالنيابة منذ الخميس الماضي، مباشرة بعد إعلان عمارة عن استقالته، إضافة إلى عمار بهلول، العربي أومعمر والجيلالي طويل، وقد سجل بهلول تواجده صبيحة أمس بمقر الفاف في نفس التوقيت مع دخول عمارة إلى مكتبه، غير أن معالم الانقسام ارتسمت بين الجناحين، بإقدام كل طرف على تفادي الحديث مع الآخر، في صورة تؤكد حقيقة الصراع الذي أصبح يهز أركان أعلى هيئة في المنظومة الكروية الوطنية.
مصدر النصر أوضح في سياق متصل بأن الجناح المنشق على عمارة ألح على ضرورة عقد اجتماع استثنائي للمكتب الفيدرالي يوم الإثنين القادم، وفقا للرزنامة التي تم ضبطها خلال جلسة «الإستقالة الإدارية» لعمارة في نهاية الأسبوع الماضي، على أن يتولى محمد معوش ترأس الاجتماع، وتسيير الأشغال، طبقا لما هو منصوص عليه في المرسوم التنفيذي رقم 14-330 المؤرخ في 27 نوفمبر 2014، والذي يحدد كيفيات تنظيم الاتحاديات الرياضية الوطنية وقانونها الأساسي، سيما وأن هذا الاجتماع سيخصص بالأساس لتحديد موعد انعقاد الجمعية العامة الاستثنائية، وكذا الدورة الانتخابية، تحسبا لانتخاب خليفة شرف الدين عمارة على رأس الفاف، وهذا بعد مصادقة المكتب الفيدرالي على الاستقالة التي كان قد أعلن عنها يوم الخميس الفارط.
وفي نفس الإطار فقد اعتبر الأعضاء المتموقعون في الجناح المنشق حديث عمارة عن الاستقالة الجماعية أمرا غير قانوني، وأكد عمار بهلول في اتصال مع النصر ظهيرة أمس بأن المادة 23 من القانون الأساسي تعد بمثابة السلاح القانوني الذي يبطل مفعول الحجة التي يسعى عمارة إلى استعمالها لكسب المزيد من الوقت في هذه القضية، وصرح قائلا: « نحن لم ندفع بعمارة إلى اعلان استقالته، بل أنه هو من فاجأنا بتوجيه استدعاء عاجل لعقد جلسة طارئة للمكتب الفيدرالي، وقد أعلن عن انسحابه من رئاسة الفاف بمحض إرادته، والغريب في الأمر أنه رسم معنا خارطة الطريق الخاصة بالمرحلة المقبلة، تحسبا لانتخابات جديدة، وهذا الاجراء لا يشمل كل أعضاء المكتب الفيدرالي، بل أنه يخص شخص عمارة فقط، لأنه الوحيد الذي كان قد أعلن عن استقالته، بينما يحتفظ باقي الأعضاء بصفة العضوية طبقا لما هو منصوص عليه في القانون الأساسي، لأن فقدان العضوية لا يكون إلا في حالات الوفاة، الاستقالة أو الغياب غير المبرر عن 23 اجتماعا، وعليه فإننا سنعقد اجتماعنا القادم بصورة عادية، وعمارة بالنسبة لنا لم يعد رئيسا للفاف منذ الخميس الماضي» ص / فرطــاس
