نجح أمس، اتحاد خنشلة في تحقيق الأهم، لأن الفوز بقمة الموسم على شباب برج منايل، مكنه من استعادة عرش الصدارة الذي كان قد تنازل عنه قبل 10 أيام، مع كسب نقطتين كهامش مناورة في حسابات الصعود، كما أن هذه النتيجة أبقت الإتحاد دون هزيمة للمباراة رقم 17 على التوالي، بينما توقفت سلسلة النتائج الإيجابية لأبناء "الكوكليكو" عند 20 مقابلة، وهذه الهزيمة هي الثالثة منذ بداية الموسم، بعد هزيمتي أم البواقي وباتنة.
المقابلة، والتي جرت بشبابيك مغلقة، بحضور جمهور قياسي ومدرجات مكتظة عن آخرها، عرفت انطلاقة سريعة جدا من جانب المحليين، الذين توجهوا منذ الوهلة الأولى صوب الهجوم، سعيا للنيل مبكرا من شباك الحارس ساعو، وقد كانت الفرصة التي صنعها بركاني في الدقيقة الثانية، بمثابة أول انذار للزوار، على اعتبار أن الكرة كانت متجهة إلى الشباك، لكن المدافع حميدة تدخل في آخر لحظة وأبعدها من على خط المرمى إلى الركنية.
سيطرة "الخناشلة" كللت بضربة جزاء، أعلنها الحكم بن شهيدة عند الدقيقة السادسة، إثر العرقلة التي تعرض لها عثماني داخل منطقة العمليات من المدافع أبعزيز، وهو القرار الذي احتج عليه الضيوف، قبل أن يتولى سامر تنفيذ الركلة بطريقة ذكية مانحا الأسبقية للإتحاد، ومفجرا فرحة عارمة في المدرجات.
الفرحة بهذا التفوق لم تدم طويلا، لأن عناصر الشباب خرجت من قوقعتها الدفاعية، وحاولت نقل الخطر إلى مرمى بولصنام، لتشهد الدقيقة 15 تسديد باشا صاروخية، اصطدمت من خلالها الكرة بالعارضة الأفقية، ليستغل زاوش الكرة المرتدة، ويقدم فتحة على طبق إلى باشا، الذي أسكن الكرة في عمق الشباك برأسية محكمة، معيدا الأمور إلى نصابها.
هذا "السيناريو" ألقى بظلاله على الجانب المعنوي لأشبال المدرب الجنحاوي، الذين مروا بفترة فراغ أثناء المباراة، وقد كاد خلالها زاوش أن يرجح كفة الشباب، بمرتدة هجومية سريعة، تخلص خلالها من المراقبة لينفرد بالحارس بولصنام، إلا أن براعة هذا الأخير، أنقذت فريقه من هدف محقق، وهو التدخل الذي كان بمثابة المنعرج الحاسم، على اعتبار أنه وخز مشاعر عثماني ورفاقه، الذين استعادوا الثقة بالنفس والإمكانيات، ورموا بكامل ثقلهم في الهجوم، وقد كان بايزيد قريبا من إعطاء الأسبقية مجددا لأهل الدار عند الدقيقة 34، لولا تدخل المدافع بوطمينة، لتكون الكرات الثابتة، المفتاح الذي راهن عليه "الخناشلة" لأن الركنية التي نفذها زياد على الجهة اليسرى، وجدت رأسية بوزيان، التي استقرت على إثرها الكرة في الزاوية العلوية اليسرى لمرمى الحارس ساعو، وكان ذلك في آخر دقيقة من المرحلة الأولى من المباراة، مما أعطى "سيسكاوة" دفعا معنويا كبيرا، بالتخلص من ضغط نفسي رهيب.
الشوط الثاني، كان في بدايته عبارة عن صراع تكتيكي بين المدربين الجنحاوي وبوزيان، لأن الإتحاد عمد إلى التكتل أكثر في منطقة وسط الميدان، في حين حاول الزوار الرد، وذلك بإقحام الثنائي بوخنة ودحماني، الأمر الذي جعل التنافس على الكرة ينحصر أكثر في حدود الدائرة المركزية، وقد كان أولى الفرص تلك التي صنعها غضبان للمحليين في الدقيقة 57 براسية محكمة، تصدى لها الحارس ساعة ببراعة، ليأتي رد الشباب عن طريق زاوش، لكن بولصنام أبطل مفعول محاولته، قبل أن يظهر "المايسترو" لمسته، بتقديمه تمريرة على طبق إلى زميلة بايزيد، الذي استغل تخلصه من المراقبة، ويهز شباك الحارس ساعو بطريقته المفضلة، براسية محكمة، مفجرا فرحة "هيستيرية في المدرجات، وكان ذلك في الدقيقة 65.
أسبقية هدفين لم تكن كافية لطمأنة "الخناشلة" على النقاط الثلاث، خاصة وأن خطورة الشباب كان عن طريق المرتدات الهجومية السريعة، والتي أثمرت بهدف سجله المدافع بوطمينة عند الدقيقة 71، وسط احتجاجات عارمة للمحليين على الحكم بن شهيدة، بحجة أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، إلا أن المساعد زرهوني أقر بشرعية الهدف، مما زاد من الإثارة في الدقائق المتبقية من عمر المباراة.
السعي للمحافظة على التفوق دفع بمدرب الاتحاد الجنحاوي إلى تعزيز الخط الخلفي، بإقحام عقيد بديلا لغضبان، الأمر الذي حد من خطورة هجوم الشباب، ولو أن ريتم اللعب انخفض في الدقائق الأخيرة، في غياب الفرص السانحة للتهديف من الجانبين، ليحافظ "الخناشلة" على تفوقهم إلى غاية إطلاق الحكم بن شهيدة صافرة النهاية وسط فرحة عارمة للاعبي وأنصار الاتحاد.
ص / ف