تتجه الأنظار مساء اليوم، صوب استديوهات شبكة "سوبر سبور" بجوهانسبورغ، أين تسحب قرعة التصفيات المؤهلة إلى النسخة 34 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، المزمع إقامتها خلال الفترة الممتدة ما بين 23 جوان و23 جويلية 2023 بكوت ديفوار، وعليه فإن المنتخب الوطني سيتعرف على منافسيه في هذه المرحلة التصفوية، في رحلة بحث الخضر عن المشاركة رقم 20 في العرس الكروي القاري.
وتنطلق عملية سحب القرعة بداية من الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت الجزائر، وسيشرف عليها مسؤولون من الكاف، إضافة إلى نجمين سابقين من القارة السمراء، ويتعلق الأمر بالجنوب إفريقي لوكاس رادبي والإيفواري سالومون كالو، وقد ارتأت لجنة تنظيم المنافسة اعتماد نفس نظام تصفيات "كان 2021"، وذلك بتوزيع المنتخبات على 12 مجموعة، على أن يتأهل الأول والثاني من كل فوج، مع تطبيق إجراء "استثنائي" بالنسبة للمجموعة التي سيتواجد فيها مستضيف الدورة منتخب كوت ديفوار، وذلك من خلال عدم أخذ نتائج "الفيلة" بعين الاعتبار، وتأهل منتخب واحد من بين المنتخبات الثلاثة.
وتحسبا لعملية سحب القرعة، فإن الكاف اتخذت من ترتيب الفيفا لشهر مارس معيارا لتوزيع المنتخبات على 4 مستويات، الأمر الذي من شأنه أن يعبّد الطريق أمام "كبار القارة" للمرور إلى المرحلة النهائية.
ويتواجد المنتخب الوطني في المستوى الأول، الذي يضم المنتخبات العشرة التي كانت قد خاضت الدور الفاصل المؤهل للمونديال، إضافة إلى بوركينافاسو وكوت ديفوار، لكن منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية يصنع الاستثناء في هذا المستوى، باعتباره الوحيد الذي لم يشارك في "كان 2021" بالكاميرون.
إلى ذلك، فإن المستوى الثاني يتشكل من منتخبات متعودة على ضمان الحضور، ولو من دون انتظام في النهائيات القارية، بدليل أن 5 منها كانت قد نشطت النسخة الأخيرة بالكاميرون، على غرار الرأس الأخضر، غينيا، الغابون، غينيا الإستوائية وسيراليون، وهو ما يعني بأن المنتخب الجزائري سيتفادى منتخبين على الأقل من المنتخبات التي كان قد واجهها في دورة "كان 2021"، وذلك بحكم تواجد منتخبي غينيا الإستوائية وسيراليون في نفس المستوى، فضلا عن تواجد كوت ديفوار في نفس مستوى الخضر، ولو أن المستوى الثاني يضم أيضا منتخبات قوية، كانت قد غابت عن الطبعة الماضية من العرس الكروي القاري، أمثال جنوب إفريقيا، البنين، زامبيا، الكونغو ومدغشقر.
وفي سياق متصل، فإن تركيبة المستوى الثالث يتمثل نصفها في منتخبات كانت قد شاركت في دورة الكاميرون، ويتعلق الأمر بكل من موريتانيا، غينيا بيساو، مالاوي، زيمبابوي، غامبيا وجزر القمر، بينما يصنع منتخبات السودان وإثيوبيا الاستثناء في تركيبة المستوى الرابع، باعتبار أن هذا الثنائي كان قد شارك في النسخة الأخيرة من "الكان"، إلا أن ذلك لم يشفع له بالخروج من كوكبة "الضعفاء"، لأن هذا المستوى مخصص بالأساس لمنتخبات لم تشارك إلا في مرات نادرة في النهائيات الإفريقية، وبعضها مازال يواصل رحلة البحث عن مشاركة تاريخية في العرس القاري، بدليل أن 6 منها اضطرت إلى خوض دور تمهيدي لبلوغ هذه المحطة، في صورة اللوزوطو، بوتسوانا، جنوب السودان، إيسواتيني وساو تومي، وهو الخماسي الذي يبقى عاجزا عن تسجيل حضوره في "الكان".
وانطلاقا من هذا التقسيم، فإن تواجد الخضر في مجموعة "عربية" خالصة يبقى أمرا مستحيلا، في ظل عدم وجود أي منتخب عربي في المستوى الثاني، في حين أن "الكاف" عمدت إلى ضبط برنامج المباريات بمراعاة تواريخ الفيفا، مع منح الفرصة للمنتخبات المعنية بتنشيط مونديال قطر لخوض لقاءات إعدادية تحضيرية، وعليه فإن المرحلة التصفوية ستكون موزعة على 3 فترات، كل فترة ستعرف إجراء جولتين.
ص / فرطاس