اعتبر مدرب إتحاد خنشلة فاروق الجنحاوي مباراة اليوم بباتنة، بمثابة مفتاح بوابة الصعود، وأكد بأن الفوز بها يبقى ضروريا، سعيا لتفادي المزيد من الضغوطات النفسية في آخر جولتين من المشوار.
الجنحاوي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن الحسابات تضع فريقه أمام حتمية الانتصار بكل المباريات، لكن الأمور الميدانية تبقى على حد قوله، في غاية الصعوبة، مشيرا إلى أن الجانب البسيكولوجي، أصبح من أبرز المفاتيح التي يتم الاعتماد عليها للخروج من كل الوضعيات الصعبة.
*كيف جرت تحضيراتكم تحسبا للمباراة التي تنتظركم اليوم بباتنة؟
عملنا هذا الأسبوع اقتصر على برنامج ميداني خفيف بسبب عيد الفطر، وقد حاولنا القيام بتحضيرات تكفي للحفاظ على جاهزية اللاعبين لموعد اليوم، لأننا بلغنا درجة عالية من الاطمئنان على الجانب البدني، بدليل عدم وجود إصابات، وتركيزنا كان بالأساس على الناحية البسيكولوجية، لأن الوضعية التي نتواجد فيها تتطلب حضورا ذهنيا كبيرا فوق أرضية الميدان طيلة فترات المباريات، كوننا أصبحنا ملزمين بعدم التفريط في أي نقطة لترسيم الصعود، وهذا ما جعلنا نتجه أكثر إلى العمل النفسي، من خلال تحسيس اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأن مصير الصعود يبقى بأرجلهم، وكل الآمال معلقة عليهم لصنع فرحة آلاف الأنصار، عند النجاح في تجسيد حلم الصعود.
*لكن مهمتكم اليوم ليست سهلة أمام منافس لم ينهزم بميدانه طيلة هذا الموسم؟
وضعيتنا الحالية أجبرتنا على تكرار نفس "الأسطوانة" بصفة منتظمة كل أسبوع، وهذا الأمر بدأ منذ الجولة التاسعة، لأن كل المباريات صعبة للغاية، ولا يوجد منافس استسلم بسهولة، بدليل أننا كنا قد تعادلنا بخنشلة مع أهلي البرج وشبيبة بجاية، وفزنا بصعوبة كبيرة على إتحاد ورقلة، وعليه فإننا نجد أنفسنا مرغمين على تحذير اللاعبين من السقوط في فخ السهولة والغرور، وهذا الهاجس يأخذ أبعادا أخرى في اللقاءات التي نلعبها خارج الديار، لأن التواجد في الصدارة يجعلنا مستهدفين من باقي المنافسين، بصرف النظر عن الضغط الذي يفرضه علينا الوصيف شباب برج منايل، ونحن على دراية بأن الطريق لن يكون أمامنا مفروشا بالورود، مهما كان المنافس، وهو "السيناريو" الذي أصبح نعيشه في كل المقابلات منذ اعتلائنا الصدارة، لأن البقاء في الريادة يمر عبر النجاح في الخروج من كل جولة بفوز.
*يعني هذا بأنكم متفائلون بالقدرة على الخروج من هذا "الديربي" بانتصار؟
التفاؤل أمر حتمي وضروري، لأننا بلغنا نقطة اللارجوع، ومصير الصعود بأيدينا، ومن غير المعقول أن نتنازل عن الصدارة في آخر منعرج من الموسم، والحديث عن الفوز لا ينقص من قيمة شباب باتنة، بل أننا نعترف بأن المهمة ستكون صعبة للغاية، ومع ذلك فإننا نبقى مطالبين ببذل قصارى الجهود لتحقيق المبتغى، خاصة وأن كل المتتبعين يعرفون جيدا بأن سر نجاح اتحاد خنشلة هذا الموسم يكمن النزعة الهجومية، لأننا نعتمد منذ بداية الموسم على البناء الهجومي، حتى في لقاءاتنا خارج القواعد، مما مكننا من إحراز عدة انتصارات بعيدا عن خنشلة، بصرف النظر عن الوضعية الراهنة، والتي تحتم على اللاعبين الانتفاضة، وعدم تفويت فرصة العمر، بالمساهمة في تجسيد حلم الصعود، وهذا لن يكون هدية نتلقاها، بل لأننا نبقى مجبرين على إثبات جدارتنا بالصدارة والصعود.
*وما هو "السيناريو" الذي تتوقعه لهذه المباراة؟
الحسابات الأولية تضعنا أمام حتمية الفوز للبقاء في الصدارة، بينما سيلعب شباب باتنة متحررا من كل الضغوطات، وهذه المعطيات التي قد تجعلنا نعيش تحت تأثير ضغط النتيجة في الدقائق الأولى من عمر المواجهة، في حين أن المنافس سيحاول تسيير أطوار اللقاء بالعمل على الصمود أطول فترة ممكنة، وهنا لا بد أن يظهر الجانب البسيكولوجي، لأن الحضور الذهني القوي لعناصرنا يتجلى في الإيمان بالقدرة على تحقيق الفوز في أي لحظة من عمر المواجهة، خاصة وأننا اعتدنا على فعالية أكبر في الهجوم في الأشواط الثانية، وبالتالي فإننا يجب أن نتسلح ببرودة الأعصاب، وكثير من الثقة في النفس والامكانيات، لأننا نتواجد في وضعية تمنعنا من التعثر، كما أن الفوز يفتح لنا أبواب الصعود، وعليه فإننا سنبذل قصارى الجهود لتحقيق المبتغى في هذه المباراة، لتجنب المزيد من الضغوطات في اللقائين المتبقيين.
حــاوره: صالح فرطاس