عجز أمس، شباب باتنة عن اجتياز عقبة المتصدر مستقبل الرويسات، مكتفيا بنقطة واحدة على أرضه، في مقابلة اتسمت بالإثارة والاندفاع البدني، مع كثرة فرص التهديف خاصة من جانب المحليين الذين أبانوا عن نزعة هجومية، سعيا منهم لصنع الفارق مبكرا، من خلال الاستحواذ على وسط الميدان، إلى جانب السرعة في نقل الكرة إلى منطقة المنافس. ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن أصحاب الأرض حملوا منذ البداية مشعل المبادرات، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك رحال، بعد أن ضيعوا بعض الفرص، على غرار محاولة بركاني بتسديدة قوية(د8)، وأخرى لعثماني (د11).
ومع ذلك، لم يفقد أشبال المدرب زموري ثقتهم في النفس، موازاة مع ارتفاع نسق اللعب، حتى وإن كان ميدون فوت على الزوار فرصة خطف هدف السبق، رغم أنه كان في وضعية ملائمة (د14)، فيما كان الإنذار الحقيقي للشباب في الدقيقة (18) عن طريق بن قويدر من كرة ثابتة، تطلبت تدخل الحارس رحال ببراعة لإخراج الكرة.
وفي المقابل، فضل الضيوف في هذا الشوط، تحصين مواقعهم الخلفية، ومراقبة اللعب، مع الاعتماد على المرتدات التي كثيرا ما أربكت دفاع الكاب، حيث كاد دردوري يخادع الحارس عابد لو لا التسرع (د21)، قبل أن يتلقى مدافع الشباب لعلاونة البطاقة الحمراء عند الدقيقة (23)، ويستفيد فريقه من مخالفة مباشرة نفذها بن عمارة، لكن دون تجسيد.
ومع مرور الوقت، ارتفع الضغط النفسي للمباراة في ظل صمود الزوار وانضباطهم التكتيكي، الأمر الذي جعل الكاب يسلك منهج الحيطة والحذر، حيث فرض ضغطا كبيرا على مرمى رحال الذي عاني الأمرين، جراء محاولات رفقاء بومعيزة، غير أن كل الفرص كانت تنقصها الدقة والتركيز، خاصة عن طريق بن يحي (د35)، قبل أن يخفق بركاني في هز الشباك بعد أن وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس(د41).
وفي الدقائق الأخيرة، حاول الزوار إقلاق سكينة الحارس عابد، سيما بواسطة الكرات الثابتة التي مرت بسلام حتى نهاية الشوط الأول بالتعادل.
المرحلة الثانية، عرفت ارتفاعا في ريتم اللعب، خاصة من جانب الباتنيين، بعد أن تحركت آلتهم الهجومية رغم النقص العددي، وذلك من خلال تكثيف المحاولات التي لم تشكل خطرا على مرمى الحارس رحال في غياب التركيز، والجرأة الهجومية لعثماني الذي خانته الفعالية في الدقيقة(52)، مقابل فرصة جحدو للضيوف (د55).
وبمرور الوقت صعد المحليون من هجماتهم، حيث كاد بركاني بعد عمل ثنائي مع بن قويدر، يفتتح باب التسجيل بقذفة قوية (د65)، ليتواصل ضغط الشباب على منطقة الزوار، الذين أبدوا استماتة كبيرة دون المغامرة كثيرا في الهجوم، رغم إهدار جحدو فرصة سانحة(د73).
وفي العشر دقائق الأخيرة، فرض الكاب حصارا كبيرا على منطقة الحارس رحال، الذي أنقذ فريقه من هدف محقق في الدقيقة (84)، عقب تسديدة من بركاني، لتبقى الأمور على حالها إلى غاية نهاية المقابلة بتعادل يحمل طعم الخسارة للشباب، لينجو بذلك الرائد من مصيدة مضيفه.
م ـ مداني
