تتواصل عشية اليوم، الجولة 30 ، بإجراء 5 مباريات تكتسي نتائجها أهمية قصوى، سواء في حسابات اللقب، أو التنافس على مراكز فوق «البوديوم»، وكذا سباق النجاة، لأن تراجع شباب بلوزداد في الجولات الأخيرة، ومروره بفترة فراغ سرّب دابر الشك، وأعاد خلط الأوراق من جديد، بفتح شهية الملاحقين، مع تقاسم 10 فرق طموح الظفر بإحدى تأشيرات المشاركة القارية والإقليمية، ولو بدرجات متفاوتة، في الوقت الذي سيلعب فيه أولمبي المدية فرصة الحظ الأخير في معركة «البقاء» من خلال «ديربي» ساخن مع أمل الأربعاء، في ظل تواجد هلال شلغوم العيد ومولودية وهران، في أفضل رواق لإحراز انتصارات خارج الديار، الأمر الذي قد يوضح الرؤية أكثر بشأن هوية رابع النازلين.
فرائد الترتيب شباب بلوزداد يتواجد في منعرج حاسم، وذلك بخوض واحد من أعسر الامتحانات، في رحلة البحث عن انجاز تاريخي، بالاحتفاظ بتاج البطولة للموسم الثالث على التوالي، لأن أبناء “العقيبة” يمرون بفترة فراغ تجلت في تراجع نتائجهم بشكل ملفت للإنتباه في آخر 3 جولات، سيما بعد الاكتفاء بنقطة يتيمة في آخر لقاءين داخل الديار، ويتزامن تسرب دابر الشك مع استضافة أقوى فريق في المرحلة الراهنة من البطولة، لأن جمعية الشلف عادت بقوة في النصف الثاني من الموسم، وحصدت 25 نقطة في الإياب، مع انهزامها خلال هذه المرحلة في لقاء واحد، مما مكنها من تحقيق قفزة عملاقة في سلم الترتيب، بالخروج من كوكبة المهددين بالسقوط، والارتقاء إلى الصف السادس، المؤهل إلى المشاركة العربية، وبالتالي فإن “الشلفاوة” بإمكانهم رفع عارضة الطموحات، والمراهنة على مقعد فوق “البوديوم”، وتأكيد النوايا في آخر منعرج من المشوار يستوجب الاستثمار في “الفراغ” الذي يعيش على وقعه بطل آخر نسختين، والتعقيد من وضعيته، في حين أن الشباب يسعى لوضع حد لنزيف النقاط، والاهتداء مجددا إلى سكة الانتصارات، لأن الفوز على الشلف سيسمح بمد خطوة عملاقة نحو ضمان اللقب، بالنظر إلى الرزنامة المتبقية.
على صعيد آخر فإن حسابات المشاركة الإفريقية والعربية تلقي بظلالها على القمة التقليدية التي ستجمع شباب قسنطينة بالضيف اتحاد بسكرة، مع حيازة السنافر على أفضلية كبيرة لكسب الرهان، في ظل الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، فضلا عن تواجد تشكيلة المدرب ماضوي في وضعية تحتم عليها تمرير الاسفنجة على آخر تعثرين، ولو أن “البساكرة” تراجعوا نسبيا في مرحلة الإياب، بعدما أدوا أفضل موسم لهم مع “الكبار” بتفادي التواجد ضمن كوكبة المؤخرة، في “سيناريو” غير مسبوق.
بالموازاة مع ذلك، فإن حسابات السقوط تطغى على المواجهات الثلاث الأخرى المبرمجة لهذه الأمسية، انطلاقا من القمة التي ستجمع أولمبي المدية بالجار أمل الأربعاء، في “ديربي” لا يقبل القسمة على إثنين، لأن الأولمبي لا يملك أي خيار سوى الفوز للتمسك ببصيص من الأمل في القدرة على تفادي السقوط، والتعثر سيجبر أبناء “التيطري” على حزم الحقائب، في حين سيعمل الضيوف على تجنب الهزيمة، حتى يتسنى لهم ضرب عدة عصافير بحجر واحد، وذلك بالاطمئنان على مكانتهم لموسم آخر، وبالتالي إنهاء “معركة النجاة” مسبقا، مع التأكيد على العودة القوية في آخر ثلث من الموسم، خاصة بعد التعادل الأخير ببلوزداد.
ولعل ما يزيد من الرفع من “بورصة” النقاط في حسابات قمة المدية تواجد هلال شلغوم العيد ومولودية وهران في وضعية جد مواتية للعودة بكامل الزاد من خارج الديار، وذلك بالاستثمار في أزمة وداد تلمسان وسريع غليزان تواليا، وعليه فإن أبناء “الشاطو” و”الحمراوة” مرشحون لكسب 3 نقاط إضافية، الأمر الذي قد يدفع بهم إلى توجيه الأذان صوب ملعب إمام إلياس، لترقب معطيات جديدة لمعادلة السقوط.
ص / فرطــاس