سارت أمس، جولة إسدال الستار على بطولة الرابطة الثانية على وقع "سيناريو" جنوني بخصوص حسابات النجاة، لأن النهاية كانت كابوسا على الكرة البجاوية، بإكمال الثنائي الشبيبة والمولودية أضلاع مربع النزول إلى قسم ما بين الرابطات، في "معركة" عن بعد خرجت منها مولودية قسنطينة بسلام في آخر لحظة من عمر البطولة، وكانت بهدية من التلاغمة.
أسرار معادلة السقوط بقت مجهولة ومعلقة إلى غاية الثواني الأخيرة من الموسم، لأن التنافس كان عن بعد بين 3 أطراف إلى غاية اللحظات الأخيرة، ومفتاح بوابة "النجاة" كان بملعب خبازة بالتلاغمة، لأن مولودية قسنطينة، كان لزاما عليها انتظار "هدية" من الجار نادي التلاغمة، وهو ما تجسد بعد 90 دقيقة، تلاعبت بمشاعر أنصار المولوديتين القسنطينية والبجاوية على حد سواء، لكن النهاية كانت بقلب الموازين، ويكون مهاجم التلاغمة كرميش معبد طريق نجاة الموك، برباعية في مرمى شبيبة بجاية، مقابل دفع الموب إلى اللحاق بالجار الشبيبة على متن قطار النزول.
نجاح مولودية قسنطينة في المحافظة على مقعدها في هذا القسم، كان بالاحتكام إلى معادلة ثلاثية الأطراف مع كل من مولودية العلمة ومولودية بجاية، لأن صراع "المولوديات" الثلاث نصب "البابية" في صدارة ترتيب البطولة المصغرة برصيد 7 نقاط، مقابل 4 نقاط الموك و3 للموب، وهذا كله بعد خروج شبيبة بجاية رسميا من دائرة الحسابات بتعادلها في التلاغمة، لأن ذلك نصبها في خانة ثالث النازلين، وكان له تأثير مباشر على وضعية مولودية بجاية في المعادلة، التي تقلصت من رباعية إلى ثلاثية، لأن الموك فازت على أهلي البرج، إلا أنها ظلت تنتظر مصيرها بالتلاغمة، وكذلك الشأن بالنسبة لمولودية بجاية التي أطلقت بارودا شرفيا بالفوز على اتحاد ورقلة بخماسية، غير أن "السوبر هاتريك" الذي سجله كرميش التلاغمة قلب المعطيات رأسا على عقب، بتحول حسرة أنصار الموك إلى فرحة هيستيرية، بينما عاشت بجاية على وقع كابوس، بسقوط قطبي المدينة إلى الدرجة الثالثة.
وتقلصت أطراف معادلة السقوط، إثر خروج شبيبة سكيكدة من منطقة الخطر بفوزها في بومرداس، أين أحسنت الاستثمار في الأزمة التي طفت على السطح في بيت شباب برج منايل عشية آخر جولة، لتحقق انتصارا كان بوزن "النجاة"، والأمر ذاته ينطبق على مولودية العلمة، التي كان مصيرها بأرجل لاعبيها، وقد حسمت الأمور بالفوز على جمعية عين مليلة.
وفي سياق متصل، فإن حسابات السقوط كانت مقترنة بنتيجتي أم البواقي وبرحال، لكن انتهاء اللقاءين دون فائز أخرج حمراء عنابة واتحاد الشاوية من دائرة الحسابات، بتجاوزهما عتبة 38 نقطة.
على صعيد آخر، فقد رسم اتحاد خنشلة صعوده إلى الرابطة المحترفة، إثر تعادله مع حمراء عنابة، في نقطة كانت "شكلية" بحكم أن الوصيف شباب برج منايل انهزم بملعبه، لكن هذا التعادل مكن "الخناشلة" من ترسيم عودتهم إلى قسم "النخبة" بتقدير ممتاز، بانهزام وحيد طيلة الموسم، وبسلسلة خالية من الهزائم على مدار 22 مباراة متتالية، ليحقق الاتحاد صعودا انتظره أبناء "ماسكولا" على مدار 46 سنة، في ثاني مغامرة للفريق مع "الكبار"، بعد تلك التي كانت قد دامت موسمين في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهو الإنجاز الذي فجر أجواء الفرحة في معاقل "سيسكاوة"، بتخصيص استقبال رسمي على متن حافلة مفتوحة يليق بمقام أبطال الرابطة الثانية.
ص / فرطاس