ألقت مخلفات "الزلزال" الذي عرفته تركيبة قسم ما بين الجهات في نهاية الموسم، بظلالها على رابطة عنابة الجهوية، لأن عودة شباب الذرعان وأولمبي الطارف إلى الجهوي الأول رفع من إجمالي "كوطة" النزول إلى 19 فريقا، في حصيلة تعد قياسية منذ تأسيس هذه الهيئة قبل 19 سنة، لكن النمط الاستثنائي الذي اعتمدته الفاف تماشيا وتكييف الصيغة مع عواقب الموسم الأبيض الذي كانت قد فرضته جائحة كورونا، انعكس بالسلب على حسابات السقوط، في ظل إصرار المكتب الفيدرالي على ضرورة العودة إلى النظام "التقليدي"، في وضعية "عكسية" لتلك التي كانت قد حصلت في جوان 2019، لما كان الصعود وفق نظام "الكوطة" من الجهوي، لتنقلب الموازين بعد 3 مواسم.
وكان الموسم الكروي (2021 / 2022)، استثنائيا على مستوى رابطة عنابة الجهوية، لأن الاجراءات التي كانت الاتحادية قد اتخذتها بسبب الأزمة الوبائية، والقاضية بإلغاء السقوط عند التوقف الاضطراري للمنافسة رفع من عدد منشطي بطولة الجهوي الأول إلى 21 فريقا، مقابل تواجد 34 ناديا في الجهوي الثاني، الأمر الذي دفع بطاقم الرابطة إلى اللجوء إلى تنظيم استشارة كتابية للحسم في نظام المنافسة، مع وضع 4 مقترحات على طاولة النقاش، إلا أن مسؤولي الفرق كان قد فضلوا الاقتراح المبني على اعتماد بطولة الجهوي الأول بفوجين، والجهوي الثاني بثلاث مجموعات، مع الاتخاذ مع التقسيم الجغرافي كمعيار أساسي في توزيع الفرق على الأفواج، بتركيبة تأرجحت بين 10 و11 فريقا في كل مجموعة.
هذه المعطيات، جعلت حسابات السقوط تنطلق من 3 فرق من كل فوج بصورة أوتوماتيكية، لضمان العودة إلى النمط "التقليدي" بداية من الموسم القادم، والحصيلة الأولية كانت قد ضمت 15 ضحية، 6 منها في الجهوي الأول، في ظل عجز كل من أمل برج صباط، أولمبي الونزة واتحاد بلخير عن مسايرة الركب في الجهوي الأول، وارتفاع القائمة في آخر جولة إلى الضعف، بالتحاق كل من أولمبي بومهرة، مولودية عين علام ونجم العقلة، بينما كانت الحصيلة أثقل في الجهوي الثاني.
"زلزال" الولاية 36 يؤدي إلى اندثار "مدرسة" الحجار
اسدال الستار على المنافسة في رابطة عنابة الجهوية، أبقى 6 فرق قابعة في قاعة الانتظار، ومصيرها ظل مرهونا بإفرازات السقوط من قسم ما بين الرابطات، ولو أن وضعية شباب الذرعان، أولمبي الطارف وترجي قالمة ضمن كوكبة المهددين، كانت بمثابة مؤشر أولي على ارتفاع عدد النازلين من الجهوي، الأمر الذي مدّد "السوسبانس" بشأن مستقبل اتحاد الحجار، اتحاد حمام الشلالة وجيل شبيطة مختار في الجهوي الأول، وكذلك الحال بالنسبة لفرق نادي الشيحاني، اتحاد سيدي عمار واتحاد الدريعة في الجهوي الثاني.
هذا، وقد امتدت أثار الزلزال "العنيف" الذي ضرب إقليم ولاية الطارف في بطولة ما بين الجهات إلى الجهوي، لأن سقوط شباب الذرعان قبل جولتين من نهاية المشوار، ألحق اتحاد الحجار بركب النازلين إلى الجهوي الثاني، باعتبار أن أبناء "القحموصية"، كانوا قد أنهوا المشوار في الصف الثامن في مجموعتهم، لكن بحسابات نصبتهم في خانة الزبون الأول في طابور الانتظار، الأمر الذي أجبرهم على حزم الحقائب، مع تبخر آمال "النجاة" التي كانوا قد تمسكوا بها على مدار شهر بعد انتهاء البطولة.
وارتسمت مؤشرات سقوط الإتحاد في مرحلة الذهاب، بعد الاكتفاء بحصد 4 نقاط فقط في 10 مباريات، وحصيلة 21 نقطة في النصف الثاني من الموسم، لم تكن كافية لإنقاذ مدرسة "الحجار" في "سيناريو" مشابه لما حصل لوفاق القل في جهوي قسنطينة.
انهيار "الشلال" في "سيناريو" دراماتيكي
التحاق أولمبي الطارف بجاره شباب الذرعان ضمن مربع السقوط من قسم ما بين الرابطات، تسبب في "انهيار" شلال حمام دباغ، وذلك بترسيم تدحرج الفريق من الجهوي الأول، كثامن ضحية في "كوطة" النزول، وكان كان ذلك بعد المكوث في قاعة الانتظار لمدة 46 يوما، لكن النهاية كانت على وقع "كابوس"، بحزم الحقائب.
سقوط اتحاد حمام الشلالة كان بعد "سيناريو" هيتشكوكي، لأن مصير الفريق كان بأرجل لاعبيه، إلا أن معطيات المنافسة جعلت من المباراة الختامية مع الجار شباب هواري بومدين بمثابة "نهائي النجاة"، وقد كان الاتحاد بحاجة إلى نقطة للاطمئنان رسميا على مكانته في الجهوي الأول الموسم القادم، غير أن الهدف القاتل الذي تلقاه في ذلك "الديربي" قلب المعطيات رأسا على عقب، مادام أنه نصّب أبناء "الحمّام" في الصف السادس في ترتيب المجموعة الأولى، مناصفة مع نجم تاملوكة، مما استوجب اللجوء إلى حسابات الفقرة 1 من المادة 69 من القوانين العامة للفاف، والتي أبقت حالة التساوي قائمة، في ظل تعادل الفريقين بنفس النتيجة في موقعتي الذهاب والإياب، ليكون فارق الأهداف الاجمالي المسجل في مرحلة الذهاب "الفيصل" في هذه الحالة، وقد كسب نجم تاملوكة الرهان، بأفضلية (+2) مقابل (-3) للاتحاد.
هذه الحسابات كان لها انعكاس كبير على مستقبل "الشلّال" في الجهوي الأول، والبقاء في المركز الثاني في طابور الانتظار ألحقه بقائمة ضحايا السقوط، بعد الزلزال الذي هز إقليم ولاية الطارف، لأن عودة الأولمبي إلى الجهوي الأول أجبرت اتحاد حمام الشلالة على التنازل الحتمي عن مكانته في هذا القسم.
نجاة "السرب الأسود" تنقذ "شبيطة" و"الدريعة" من السقوط
كان "السوسبانس" كبيرا في أوساط أنصار جيل شبيطة مختار واتحاد الدريعة، بسبب الوضعية الاستثنائية التي مر بها ترجي قالمة، لأن تواجد "السرب الأسود" ضمن كوكبة المهددين بالسقوط من قسم ما بين الرابطات وسع من دائرة المخاوف، باتساع آثار مخلفات نزول 3 أندية من إقليم رابطة عنابة الجهوية.
وتنفّس أنصار جيل شبيطة مختار الصعداء في الدقائق الأخيرة من موسم ما بين الجهات، لأن ترجي قالمة لم يضمن بقاءه سوى قبل 10 دقائق من انتهاء مباراته الأخيرة أمام مولودية باتنة، وهو الفوز الذي كان كافيا لترسيم نجاة الترجي، وبالمرة انقاذ جيل شبيطة مختار من شبح العودة إلى الجهوي الثاني، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد الدريعة، الذي كان مصيره مقترنا بوضعية ترجي قالمة في قسم ما بين الرابطات.
نكسة "قالمية" وتبسة بأخف الأضرار
نالت فرق ولاية قالمة أعلى حصة من تذاكر النزول، خاصة وأن "كوطة" السقوط من الجهوي الأول ضمت 4 فرق كانت تحمل راية تمثيل الولاية رقم 24، وهو ما يعادل نصف الزبائن الذين امتطوا قطار السقوط، لأن اتحاد بلخير كان أضعف فريق في البطولة، بحصوله على نقطة يتيمة طيلة موسم كامل، وأمل برج صباط لم يكن بأحسن حال، واكتفى بتخفيف الأضرار، لتفادي السقوط المباشر إلى الرابطة الولائية، بينما تجرع أولمبي بومهرة مرارة السقوط في آخر 10 دقائق من البطولة الجهوية، إثر انهزامه أمام جيل شبيطة مختار، ليكون "السيناريو" بطريقة أكثر "دراماتيكية" بالنسبة لاتحاد حمام الشلالة، الذي التحق بركب النازلين بعد المكوث في قاعة الانتظار لمدة قاربت الشهرين، ومصيره كان مقترن بافرازات السقوط من القسم الأعلى.
"انتكاسة" الكرة القالمية، تجلت في سقوط فريقين من عاصمة الولاية من الجهوي الثاني، لأن نادي الحماية المدينة لم يتمكن من الصمود، بعد لجوء إدارته إلى المراهنة على سياسة التشبيب، في حين فقد فريق آمال قالمة مكانته في هذا القسم، وهو الذي كان من الزبائن "التقليديين" في رابطة عنابة الجهوية منذ تأسيسها، ليرتفع بذلك عدد ضحايا السقوط من ولاية قالمة إلى 6 أندية.
بالموازاة مع ذلك، فإن الكرة التبسية فقدت مقعدين لها في الجهوي الأول، بسقوط أولمبي الونزة ونجم العقلة، لكن الحصيلة توقفت عند هذا الحد، إثر نجاح الثلاثي الذي كان يمثل الولاية في الجهوي الثاني في تفادي شبح السقوط، ويتعلق الأمر بكل من نجم ومولودية الشريعة وكذا شبيبة بئر مقدم، بينما ألقى التوزيع الذي تم اعتماده بمراعاة التقسيم الجغرافي بظلاله على وضعية أندية ولاية سوق أهراس، التي تجرعت 3 منها مرارة السقوط دفعة واحدة من الجهوي الثاني، بعد ملازمتها مؤخرة ترتيب الفوج الأول، مع "نجاة" اتحاد الدريعة في آخر لحظة.
وفي نفس الإطار، فقد خرجت ولاية الطارف بنفس الحصيلة مع نظيرتها للكرة العنابية، بسقوط فريق من الجهوي الأول، مع تدحرج 3 أندية من كل ولاية إلى الشرفي، لكن بالتحاق اتحاد سيدي عمار ونادي الشيحاني بقطار النزول، على خلفية سقوط شباب الذرعان وأولمبي الطارف من قسم ما بين
الرابطات. ص / ف