إدراج استقالــــــة عمـــــارة في جــــــدول الأعمـــــال يحــــــدث انشقاقــــــا
ألقت قضية استقالة شرف الدين عمارة من رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بظلالها على النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة العادية للفاف المزمع عقدها يوم الخميس القادم بالمدرسة العليا للفندقة بعين البنيان، لأن بعض الأطراف المحسوبة على الجناح المعارض لعمارة سجلت تحفظاتها بشأن هذه القضية لدى الأمانة العامة، وطالبت بضرورة شطب هذه النقطة من جدول الأعمال، في الوقت الذي أصر فيه الأمين العام للاتحاد منير دبيشي على وضع استقالة عمارة ضمن البرنامج المقترح، ليكون القرار بيد الأغلبية من أعضاء الجمعية العامة.
المعلومات التي استقتها النصر من مصدر داخل الفاف، تشير إلى أن الرئيس المستقيل شرف الدين عمارة هو من ألح على ضرورة إدراج قضية استقالته ضمن جدول أعمال الدورة العادية التي ستقام في نهاية الأسبوع الجاري، بحكم أنه كان قد اتخذ قرار انسحابه من رئاسة الفاف عقب إخفاق المنتخب الوطني في التأهل إلى مونديال قطر، بالانهزام أمام الكاميرون، وقد جسّد ذلك بخارطة الطريق التي كان قد رسمها مع باقي أعضاء المكتب الفيدرالي خلال الاجتماع الدوري المنعقد أواخر شهر أفريل الماضي، لكن المعطيات ـ يضيف مصدرنا ـ أخذت منعرجا مغايرا بعد استقالة رشيد قاسمي والعربي أومعمر من المكتب الفيدرالي، بعد يومين فقط من انسحاب ياسين بن حمزة، الجيلالي طويل ورشيد أوكالي من الهيئة التنفيذية للفاف، والعودة لرئاسة الرابطات، تنفيذا لقرار المنع من «ازدواجية» المناصب، وهي الوضعية التي استوجبت الحل الأوتوماتيكي للمكتب الفيدرالي بكامل تركيبته.
مصدر النصر، أشار في سياق متصل إلى أن عمارة ألح على ضرورة تقديم الحصيلتين المالية والأدبية لنشاطات مكتبه خلال الفترة التي تولى فيها رئاسة الاتحادية منذ 16 أفريل 2021 إلى غاية نهاية سنة 2021، في إجراء قانوني تمليه النصوص المعمول بها، على أن يتم طرح التقريرين للمناقشة من طرف أعضاء الجمعية العامة، بينما يبقى الإشكال قائما بشأن حصيلته المقترنة بالسداسي الأول من السنة الجارية، على اعتبار أنه ظل يزاول نشاطه بصورة عادية حتى بعد حل المكتب الفيدرالي، قبل أن يتم تعليق نشاطه رسميا، ومنعه من القيام بأي مهمة إدارية على مستوى الاتحادية منذ منتصف شهر ماي المنصرم، ولو أن هذه الإشكالية ـ يؤكد مصدرنا ـ قد تستوجب تنظيم دورة استثنائية تخصص لعرض حصيلة عمارة في هذه الفترة، والتي تخللتها «انتكاسة» الكرة الجزائرية، انطلاقا من دورة «الكان» بالكاميرون، وصولا إلى الفشل في التأهل إلى مونديال قطر 2022، وهو الإخفاق الذي لم يتطرق له عمارة في حصيلته المرسلة إلى أعضاء الجمعية العامة، بحجة أن التقرير خاص بنشاط سنة 2021 فقط، لكن الجناح المعارض يسعى للاتخاذ من هذا الفشل ذريعة لتبرير مقترح رفض حصيلتي عمارة، وبالتالي إرغامه على الرحيل مباشرة، دون الوصول إلى النقطة التي تسمح له بتقديم استقالته أمام أعضاء الجمعية العامة.
من جهة أخرى، فقد تمسكت الأمانة العامة للفاف صبيحة أمس بقرار «غربلة» القائمة الرسمية للجمعية العامة، وذلك بتحيّينها وفق المعطيات القانونية الجديدة، خاصة وأن بعض أندية الرابطة الثانية فقدت بصورة آلية صفة الاحتراف، بعد انقضاء الفترة الاستثنائية التي كانت قد احتفظت فيها على هذه الصفة، على اعتبار أن الجمعية العامة للاتحادية المنعقدة في سبتمبر 2019 كانت قد زكت في دورة استثنائية مشروع نمط جديد للمنافسة، والذي من شروطه تمكين النوادي التي تسقط من الرابطة الأولى من الاحتفاظ بصفة الاحتراف بسنتين فقط، في إجراء يبقى المغزى منه تصفية الوضعية المالية، وهو القرار الذي قررت الأمانة العامة للاتحادية تطبيقه حاليا، بعد انتهاء هذه الفترة، وعليه فإن أندية اتحاد الشاوية، مولودية قسنطينة، اتحاد عنابة، مولودية العلمة، شباب باتنة، مولودية سعيدة واتحاد الحراش لن تكون معنية بالمشاركة في الدورة القادمة، بسبب فقدانها صفة العضوية «الشرعية» في الجمعية العامة للفاف، لأن المادة 21 من القانون الأساسي للاتحادية تمنح العضوية للنوادي المحترفة فقط، وعليه فإن تمثيل الرابطة الثانية في الجمعية العامة سيكون مقتصرا على الفرق الثمانية التي تدحرجت في آخر موسمين، وفي صورة الرباعي النازل هذا الموسم، أولمبي المدية، نصر حسين داي، سريع غيليزان ووداد تلمسان، وكذا جمعية عين مليلة وشبيبة سكيكدة، إضافة إلى أهلي البرج واتحاد بلعباس رغم سقوط هذا الثنائي إلى قسم ما بين الرابطات.
وفي سياق متصل، أكد مصدر النصر بأن الأمين العام للفاف منير دبيشي أبدى إصرارا كبيرا على ضرورة التقيّد بالنصوص القانونية المعمول بها، خاصة منها ما يتعلق بشرعية الأعضاء، وهو ما جعله يتمسك بقرار حرمان الأعضاء المتواجدين تحت طائلة العقوبة من المشاركة في أشغال هذه الدورة، كما هو الحال بالنسبة لرئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، مع تقديم الثنائي عمار بهلول والمولدي عيساوي تحفظا بخصوص وضعيتهما، سيما وأن بهلول سيحمل قبعة رئيس رابطة عنابة الجهوية، وعيساوي سيكون ضمن كتلة الرؤساء السابقين للفاف، مع التنازل عن قبعة عضوية المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته، على اعتبار أن هذا المكتب تم حله آليا، وقرار منعهما من مزاولة أي مهمة رياضية كان مؤقتا، ولم تكن له أي تبعات بعد ترسيم انسحاب عمارة، وعليه فإن تركيبة لجنة الانتخابات تغيّرت، مما استوجب إدراج هذه النقطة في جدول أعمال دورة هذا الخميس، وسيتم عرض هذه القضية على أعضاء الجمعية العامة.
ص/ فرطــاس