أخلط مدافع المنتخب الوطني أمين توقاي كل الأوراق على مستوى الخط الخلفي، وبات يهدد مكانة جمال الدين بالعمري، بفضل المستوى الكبير الذي ظهر به في أول مشاركة له مع المنتخب الأول، أين اختير ثاني أحسن عنصر من جانب الخضر بعد بن ناصر، على الرغم أنه كان في اختبار حقيقي أمام هجوم منتخب إيران القوي، والذي يضم عدة عناصر تنشط في أفضل الأندية الأوروبية في صورة بورتو.
وتعمد بلماضي الزج بتوقاي إلى جانب بدران في المحور، بالنظر إلى التفاهم الموجود بينهما، كونهما ينشطان في نفس الفريق الترجي التونسي، ما يعني وجود الانسجام بينهما، دون أن ننسى بأن هذه الثنائية أثبت قوتها في كأس العرب، بدليل فوز المنتخب الوطني بالبطولة العربية.
ولم يظهر على توقاي أي تأثر في أول مباراة له مع المنتخب الأول، بل على العكس تماما منح الثقة لبقية زملائه، بفعل التدخلات الموفقة، أين أنقذ الخضر من هدفين محققين.
ولم يكن توقاي الوحيد الذي أقنع في مواجهة إيران، بل حتى الحارس أنطوني ماندريا أبلى البلاء الحسن، وكان موفقا إلى أبعد الحدود، وحتى الهدف الذي سجل عليه لا يسأل عنه كثيرا، وجاء بعد خطأ في المراقبة على مستوى المحور والظهير الأيسر حماش الذي كان متأخرا في اللقطة.
تألق ماندريا وقبله زغبة في لقاء أوغندا، سيشعل المنافسة على مستوى حراسة المرمى، خاصة في وجود مبولحي الذي لن يجامله بلماضي مثلما أكده في التصريحات الأخيرة.
من جهته المدافع توبة واصل التأكيد، وحجز مكانة دائمة في كتيبة بلماضي، خاصة وأنه متعدد المناصب، أين وفق كظهير أيسر في الشوط الأول أمام إيران، أو عندما حوله مدرب الخضر إلى محور الدفاع رفقة توقاي.
ولم يكن توبة وماندريا وتوقاي فقط من تألقوا في ودية إيران، بل حتى عبد الوهاب قادري قدم أوراق اعتماده بقوة في أول ظهور له مع المنتخب الوطني، بفعل الكرة السهلة التي يطبقها والبحث عن التمريرات القصيرة، أين ساعده كثيرا معرفته لزميله السابق في نادي بارادو، إضافة إلى القائد بن ناصر.
عمورة و وناس القوة الهادئة
يعتبر محمد أمين عمورة وآدم وناس القوة الهادئة للمنتخب الوطني، بالنظر إلى الإمكانيات التي يتمتع بها كل لاعب، الأمر الذي جعل بلماضي يبحث عن الاستفادة من نقاط قوتهما، من خلال تعمد عدم الزج بهما من البداية، حيث ينتظر إلى غاية الشوط الثاني للاعتماد عليهما، من أجل إرباك دفاع المنافس، بفعل سرعتهما وقوة التوغل التي يتمتعان بها. وكانت 70 دقيقة فقط كافية بالنسبة لعمورة في مباراتي تنزانيا وإيران من أجل تسجيل هدفين، أي بمعدل هدف في كل 35 دقيقة، وهو رقم مميز بالنسبة لمهاجم شاب يشارك في خامس لقاء له مع الخضر.
وأما بالنسبة لوناس، فقد أثبت أنه كلما يشارك بديلا يقدم الإضافة، بفعل توغلاته ومهاراته التي يزعج بها دفاع المنافس، أين يجبرهم على ارتباك الأخطاء عليه.
عناصر خسرت نقاطا
وعلى عكس اللاعبين الذين قدموا أوراق اعتمادهم بقوة، في صورة ماندريا وقادري وبدرجة أقل زدادكة فإن هناك عناصر خسرت عدة نقاط، بداية بالظهير الأيسر حماش الذي لم يحسن استغلال الفرصة، بعد أن ظهر بعيدا نوعا ما عن مستوى الخضر، والحال كذلك بالنسبة للمهاجم عمراني الذي خيب في أول مشاركة له مع المنتخب الوطني، حيث كانت الدقائق التي ظهر فيها كافية للحكم على مستواه، بدليل أنه لم يترك أي بصمة في اللقاء، والمحاولة التي أتيحت له في آخر أنفاس اللقاء بعد تمريرة سحرية من وناس لم يحسن التعامل معها. وبالنظر إلى المستوى الذي ظهر به حماش وعمراني، فإن الناخب الوطني جمال بلماضي سيخرجهما من حساباته، خاصة في ظل وجود عدة أسماء تفوقهما في المستوى، ونذكر على سبيل المثال على مستوى الجهة اليسرى كل من بن سبعيني وشتي وآيت نوري المرشح للقدوم، وعلى مستوى الهجوم نجد كل من سليماني وعمورة وبونجاح وديلور المرشح للعودة في التربص القادم.
حمزة.س