سيظل يوم 26 جوان 2022 راسخا في مخيلة كل جزائري وجزائرية، خاصة متتبعي رياضة الكاراتي دو، كيف لا ولاعبو ولاعبات المنتخب الوطني تمكنوا من البصم على إنجاز تاريخي، من خلال حصد 5 ميداليات كاملة، منها أربع ذهبيات وفضية، في حصيلة غير مسبوقة في جميع المشاركات الوطنية، وهو ما جعل أهل الاختصاص والمتوجين يطالبون اللجنة المنظمة لأولمبياد «باريس 2024» بإعادة إدماج هذا الاختصاص ضمن المنافسات، بعد أن تقرر إلغاءه من الألعاب الأولمبية المقبلة، ما سيحرم الجزائر من كسب ميداليات في هذا الحدث العالمي، في ظل المستوى الذي قدمه أبطال دورة وهران.
مبعوث النصر : حمزة .س
وبالعودة إلى تتويج الكاراتي دو، فقد حضرت النصر كل النزالات، أين لفت انتباهنا التضامن الكبير الموجود بين الرياضيين، والتجاوب مع الجمهور الحاضر بالقاعات، والذي قدم دفعة معنوية مهمة، بالنسبة لرفقاء البطل زيد أسامة، إلى جانب العمل الجبار الذي قام به المدرب المصري للمنتخب الوطني محمد عبد الرجال جودة حسن، والذي يعتبر إضافة فنية قوية لعناصر المنتخب الوطني، بشهادة أهل المجال، وهذا بالنظر إلى القفزة النوعية التي تمكن من إحداثها على مستوى الكاراتي دو الجزائري في ظرف وجيز، بدليل الأرقام المسجلة لحد الآن.
مدرب المنتخب الوطني محمد عبد الرجال جودة للنصر
لن أنسب الإنجاز لشخصي وسنحقق أفضل الأرقام
رفض المدرب المصري للمنتخب الوطني للكاراتي دو محمد عبد الرجال جودة حسن نسب الإنجاز إلى شخصه، بل أرجع الفضل إلى الرياضيين والقائمين على تسيير الاتحادية الجزائرية للكاراتي، الذين وفروا لهم كل الإمكانيات، مشيرا في تصريحه للنصر إلى أن النتائج المحققة تعتبر ردا حقيقيا على كل من انتقد العمل الذي قاموا به، وقال:»ردنا كان فوق حلبات النزال، ولسنا من الأشخاص الذين يحبذون الكلام كثيرا، بل نحن نعمل في صمت، واليوم نجحنا في إحراز أربع ميداليات ذهبية، مكنت الجزائر من احتلال صدارة البطولة في أول يوم».
وأضاف محدثنا:» لا أريد الحديث عن نفسي، لأن سيرتي تسبقني، والتتويجات التي تحصلت عليها من قبل مع منتخب مصر خير دليل، لقد تحصلت على الميدالية الأولمبية والعالمية، واليوم أنا بطل متوسطي مع أربعة رياضيين ونائب بطل، وما أريد قوله إن الجزائر تمتلك خزانا من الرياضيين، والجزائر يمكنها أن تفعل أكثر من هذا، خاصة في الكاراتي دو، شريطة تركنا نواصل العمل الذي نقوم به مع رئيس الاتحادية الحالي، والذي أشكره بالمناسبة على الثقة التي وضعها في شخصي، دون أن ننسى دعم اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة والدولة ككل».
وختم المدرب المصري تصريحاته بالقول: »الجزائر دولة جميلة وشعبها طيب جدا، وأتمنى لها كل الخير والتوفيق في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وأنا واثق من قدرتها على تنظيم تظاهرات أكبر».
البطلة سيليا ويكان للنصر
فخورة بإهداء الجزائر أول ميدالية ذهبية
عبرت البطلة في الكاراتي دو في وزن أقل من 50 كغ سيليا ويكان عن فخرها، كونها أول رياضية أهدت الجزائر ميدالية ذهبية، مؤكدة في حوار أجرته مع النصر أنها لا تريد التوقف عند هذه المحطة، خاصة وأنها لم تتجاوز 18 ربيعا.
كلمة عن التتويج المحقق؟
الميدالية الذهبية التي حققتها لم تأت من العدم، بل بعد عمل كبير وتضحيات جسام، لقد عانيت كثيرا في الفترة الماضية، ولعبة الكاراتي دو يمكنك أن تتعرض فيها للإصابات الخطيرة، لكن الشيء الإيجابي هي الإرادة التي كانت تحدوني وحرصت على النهوض من جديد، وأشكر كل الأشخاص الذين حمسوني، والشعب الجزائري الذي وقف إلى جانبي، وخاصة الجمهور الذي حضر إلى القاعة.
ما هو إحساسك كونك أول رياضية تتوج بالميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية؟
شعوري لا يوصف، وأنا سعيدة للغاية، كوني أول رياضية تتوج بميدالية ذهبية، ما سيجعل التاريخ يكتب اسمي بأحرف من ذهب، وأتمنى أن لا تتوقف الحصيلة عند هذا الحد، خاصة وأننا نمتلك عدة رياضيين في المستوى في عدة اختصاصات، ولا يجب تضييع فرصة إقامة الدورة في الجزائر وبالضبط بمدينة وهران، من أجل تحقيق مشاركة تاريخية.
هل توقعت تحقيق هذا الإنجاز؟
دخلت المنافسة بنية الفوز، ووعدت الشعب الجزائري بتحقيق ميدالية، واليوم أنا أتربع على الرياضة المتوسطية، والحمد لله مثلما يقال وعدت ووفيت، رغم صعوبة المنافسة في وجود عدة رياضيات من المستوى العالمي، وشرف لي الفوز أمام المصرية التي تمتلك خبرة طويلة في المجال، ولا تنسوا بأنني أبلغ من السن 18 سنة فقط، ما يعني أن المستقبل كله أمامي.
ما هي طموحاتك المستقبلية؟
هناك عدة منافسات قادمة، بداية ببطولة العالم، إضافة إلى بطولة إفريقيا، في انتظار تراجع اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 عن قرار إلغاء اختصاص الكاراتي دو من الحدث العالمي.
كلمة أخيرة؟
أود أن أشكر كل من ساعدني للوصول إلى هذا المستوى، وأخص بالذكر مدربتي في النادي دهية التي تعبت معي كثيرا، والمدرب الوطني المصري محمد عبد الرجال الذي ساعدني كثيرا، دون أن ننسى رئيس الاتحادية، والشعب الجزائري بصفة عامة والجمهور الوهراني بصفة خاصة.
رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي ياسين قوري للنصر
الإنجاز أحسن رد على المنتقدين
وجه رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي رسالة قوية إلى المنتقدين، عندما أكد في تصريحه للنصر أن المشروع المسطر يسير في الطريق الصحيح، وقال:» الإنجاز غير المسبوق هو أولا تأهل خمسة رياضيين إلى النهائي، أين تعودنا على الوصول مرة واحدة على الأكثر إلى النهائي، لكن هذه المرة تمكنا في يوم واحد من التتويج بأربع ميداليات ذهبية وميدالية فضية، وأمام أبطال العالم في وزن أقل من 75 كغ وأقل من 55 كغ، وفي التصفيات تجاوزنا حتى أبطالا أولمبيين، اليوم الكاراتي أثبت أنه يمتلك إمكانات وزاد بشري هائل قادر على تشريف الراية الوطنية». وأضاف محدثنا:» النتائج المحققة أحسن رد، وتؤكد أن البرنامج المسطر من طرف الاتحادية يسير في الطريق الصحيح، خاصة بعد التعاقد مع المدرب المصري محمد عبد الرجال جودة حسن، والذي أعطى دفعة قوية، ومكن الجزائر من البصم على إنجاز تاريخي، كما أن هناك نقطة مهمة وهي أننا لم نعر اهتمام للانتقادات التي طالتنا، فهناك من تحدث عن سوء اختيار الطاقم الفني ومكان إقامة التربص في مصر، بسبب المناخ أو لسبب آخر، ولكن اليوم الرد كان قويا ويؤكد أن كل شيء كان مخططا له ومدروسا بعناية». وختم قوري تصريحاته بالقول:» أقول للمنتقدين اتركونا نعمل وسترون ما يمكننا القيام به، والنتائج المحققة في دورة وهران ما هي إلا بداية لكتابة عهد جديد».
البطل العالمي حمزة عصماني للنصر
مطالبون بالحفاظ على هذه المكاسب
» الإنجاز المحقق أسعد كل الشعب الجزائري، وأسعدني شخصيا، فلقد دخلنا المنافسة بستة رياضيين وتمكنا من الوصول بخمسة عناصر إلى النهائيات، وهو رقم ليس بالهين، وأكثر من ذلك توجنا بأربع ميداليات ذهبية وأخرى فضية، وهو رقم يتحدث عن نفسه، ونبارك لكل الشعب الجزائري والقادم أفضل بحول الله».
وردا على سؤالنا المتعلق بتقييمه للمستوى بصفة عامة، قال:»أعتقد بأن لاعبي المنتخب كانوا أكثر واقعية، والنزالات كانت تكتيكية بالدرجة الأولى، وبعيدة عن الجانب الاستعراضي، باستثناء الرياضية سيليا ويكان التي قامت بحركة فنية، وهو ما يعكس رغبة الناخب الوطني وتوجيهاته التي كانت تصب في البحث عن الفوز بعيدا عن الاستعراض، ونجح في الرهان». وواصل محدثنا:» يجب التركيز على عامل الاستقرار، والبحث عن الحفاظ على التركيبة الحالية، خاصة وأن التواصل موجود والتيار يمر جيدا بين المدرب واللاعبين».
وختم عصماني كلامه بالعودة إلى حفل الافتتاح، أين أصر على توجيه نصيحة:» كل الظروف رائعة وحفل الافتتاح عالمي، ولكن نصيحتي للسلطات المحلية هي ضرورة الحفاظ على هذه المكاسب، وعدم التفريط فيها، ووجب البقاء على نفس الوتيرة، والتفكير فيما هو أبعد من ألعاب البحر المتوسط، خاصة وأننا نمتلك كل الإمكانات».
قالوا عن الإنجاز
البطل زيد أسامة
الميدالية بنكهة خاصة
أصر البطل زيد أسامة على إهداء التتويج بالميدالية الذهبية إلى الجمهور الوهراني بصفة خاصة والشعب الجزائري عامة، معتبرا في تصريحه للنصر الإنجاز المحقق بادرة خير، وقال:» كنت أمام حتمية تحقيق الفوز، كيف لا والدورة تقام في بلدي ومدينتي بصفة خاصة، وحضور سكان الحي الذي أقيم به وأصدقائي ودعمهم لي منحني قوة إضافية، والميدالية مهداة لهم جميعا ولكل الشعب الجزائري، صراحة ما شعرت به لحظة عزف النشيد الوطني ورفع الراية إحساس لا يوصف».
وأضاف:» علينا الاحتفال بهذا الإنجاز، وبعدها التفكير في قادم المواعيد، وأتمنى المزيد من الميداليات لبقية الرياضيين، وهم أهل لها».
البطلة شيماء ميدي
بحثت عن التتويج بعيدا عن الاستعراض
أكدت البطلة ميدي شيماء أنها بحثت عن التتويج بالميدالية الذهبية، بعيدا عن الاستعراض، وقالت في تصريح للنصر بعد نهاية النزال:» التتويج لم يكن سهلا، ودخلت المنافسة بنية الفوز وليس البحث عن الاستعراض، وهذا الإنجاز مهدى لكل أفراد العائلة والطاقم الفني وكل من ساندني سواء من قريب أو من بعيد».
وأضافت:» أطمح لتحقيق أرقام أفضل مستقبلا، ولن أتوقف عند هذا الحد، خاصة وأنني أشعر بأنني قادرة على تقديم الأفضل، والتتويج بالذهب في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سيمنحني دفعة قوية».
البطلة لويزة أبو ريش
حصدنا ثمرة عمل سنتين
وصفت البطلة لويزة أبو ريش التتويج المحقق بحصاد عمل قامت به على مدار سنتين، مؤكدة في تصريح للنصر أنها تشعر بإحساس خاص، بعد نهاية المنافسة، وقال:» التتويج ثمرة عمل على مدار سنتين، سواء مع المنتخب أو النادي، لقد تعبنا كثيرا وضحينا بالكثير من الأشياء من أجل رفع الراية الوطنية».
وأضافت:» لا أخفي عليكم بعد نهاية المنافسة شعرت بإحساس غريب وفريد من نوعه، وأشكر الجمهور الذي حضر بقوة وساندنا».
أصداء من وهران
الدورة تعرف حضورا جماهيريا قياسيا
تتجه دورة وهران لكسر كل الأرقام بخصوص الحضور الجماهيري في منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، فبعد الجمهور الغفير الذي غصت به مدرجات ملعب ميلود هدفي، بمناسبة حفل الافتتاح(أكثـر من 48 ألف مشجع)، فقد تواصل التوافد القوي في اليوم الثاني والثالث، وأكثـر من ذلك فإن الجمهور الغفير الذي سجل حضوره بمدرجات ملعب الشهيد أحمد زبانة، بمناسبة لقاء البرتغال وإيطاليا في منافسة كرة القدم، خير دليل على إصرار أبناء «الباهية» على إنجاح الحدث المتوسطي.
تسهيلات بالجملة لولوج الملاعب والقاعات
حرصت اللجنة المنظمة للألعاب المتوسطية على تسهيل عملية دخول الجماهير إلى الملاعب والقاعات التي تحتضن مختلف المنافسات، وذلك بعد التراجع عن اعتماد فكرة التسجيل في المنصة الرقمية الخاصة بالجمهور، وهذا في خطوة لقيت استحسانا كبيرا، في وقت ستتغير فيه الإجراءات التنظيمية في الأيام القادمة.
قاعة الكاراتي لم تسع الجمهور
يبدو أن النتائج المحققة من طرف المنتخب الوطني في رياضة الكاراتي دو في أول يوم من المنافسات وحصد خمس ميداليات أربع منها ذهبية، كان له الوقع الإيجابي على الجمهور الوهراني، كيف لا والقاعة المخصصة لاحتضان المنافسات الخاصة بهذه اللعبة لم تسع الجمهور الذي توافد بقوة على فندق «الميرديان».
التحاق وفد ألعاب القوى
كان الموعد أمس مع التحاق وفد المنتخب الوطني لألعاب القوى، والذي يضم ما لا يقل عن 66 رياضيا ( 28 عنصرا نسويا)، تحسبا لخوض المنافسة المقررة بملعب وهران الجديد ميلود هدفي في الفترة الممتدة ما بين 30 جوان و3 جويلية، أين يحدو المشاركين في «أم الرياضات» تفاؤل كبير لتحقيق عدة ميداليات، خاصة بعد النتائج المحققة في البطولة الإفريقية التي أقيمت قبل أسابيع قليلة في جزر موريس.
رصدها مبعوث النصر إلى وهران: حمزة.س