أعطت دورة «وهران 2022» لألعاب البحر الأبيض المتوسط ، الطابع الأولمبي لهذه النسخة، بالنظر إلى الحضور الجماهيري الذي فاق حجم التظاهرة، ويعتبر الأفضل إلى غاية الآن على مر التاريخ، بالنظر إلى الحصيلة الأولية، كيف لا ومباريات المنتخب الوطني لكرة القدم وحدها عرفت حضور أكثر من 100 ألف مناصر، بين ملعبي سيق والشهيد أحمد زبانة، دون أن ننسى الجمهور الغفير الذي امتلأت به مدرجات ملعب «ميلود هدفي» في حفل الافتتاح، والذي تجاوز 32 ألف مناصر.
مبعوث النصر إلى وهران: حمزة.س
نجاح حفل الافتتاح وبعده البداية الموفقة للرياضيين الجزائريين في مختلف المنافسات، ساهما في استقطاب جمهور إضافي، قدم من مختلف المدن الجزائرية، وهو ما وقفت عليه النصر خلال حديثها مع عدة أشخاص التقينا بهم في مباراة المنتخب الوطني والمنتخب الفرنسي، أين قال لنا أحد الحضور الذين قدموا من الجزائر العاصمة:» لم أستطع مواصلة مشاهدة الصور عبر التلفزيون ووسائل الإعلام، وأردت عيش الحدث المتوسطي عن قرب»، وأما أحد القادمين من ولاية ميلة، وبالضبط من مدينة زغاية، فقد قال:» متابعة الألعاب من المدرجات لديها نكهة خاصة، وفضلت رفقة أصدقائي التنقل إلى مدينة وهران لضرب عصفورين بحجر واحد، قضاء العطلة الصيفية من جهة، ومن جهة ثانية مواكبة الحدث عن قرب».
وفي السياق ذاته، فإن النقطة الإيجابية، هي تواجد رايات عديد الأندية خارج ملعب الشهيد أحمد زبانة، حيث شاهدنا في طريقنا إلى المركب رايات النادي الرياضي القسنطيني وإتحاد الحراش ومولودية الجزائر، والجميع يلتقط صورا للذكرى وسط أجواء رائعة وإجماع على ضرورة إنجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط .
وبعيدا عن الحضور الجماهيري من مختلف الولايات، فإن تصريحات وخرجات الرياضيين الأجانب، وانبهارهم بالحضور والإقبال في كل الرياضات وليس في كرة القدم فقط، يؤكد بأن دورة وهران أعطت ألعاب البحر الأبيض المتوسط الطابع الأولمبي، وإلا كيف نفسر قيام لاعب أحد المنتخبات الأجنبية المشاركة في رياضة كرة الريشة، بالصعود إلى المدرجات والتقاط صورة مع الجمهور، دون أن ننسى الكلام الجميل من طرف المصريين والتونسيين وحتى السوريين حول الجمهور، وصولا إلى تصريحات مدرب منتخب فرنسا ليونيل روكسيل.
ورغم أننا في اليوم السادس فقط من المنافسة، إلا أن دورة وهران سجلت اسمها بأحرف من ذهب، من ناحية الحضور الجماهيري والذي كان حضاريا بأتم معنى الكلمة، وهو ما يعكس الوجه الحقيقي للشعب الجزائري، المضياف والذي يسع قلبه الجميع.