كشفت الألعاب المتوسطية بوهران عن حجم عيوب كرة اليد الجزائرية، المُتراجعة بشكل رهيب ومخيف في السنوات الأخيرة، إلى درجة جعلت عشاق ومحبي هذه الرياضة يتخوفون على مستقبلها، بالموازاة مع اقتراب بعض الاستحقاقات المهمة، بداية بالبطولة الإفريقية المقبلة المؤهلة للبطولة العالمية.
ومما لا شك فيه خيّبت الكرة الصغيرة الآمال، خلال الألعاب المتوسطية المقامة بوهران، سواء تعلق الأمر بمنتخب الرجال الذي فشل في بلوغ الدور الثاني، رغم حصده لخمسة نقاط من فوز وتعادل أو منتخب السيدات الذي تكبد ثلاث هزائم متتالية، لعّل آخرها أمام منتخب تونس وإن كان ذلك بفارق إصابة وحيدة.
وإن كانت نتائج المنتخب النسوي مُتوقعة، جراء تجميد نشاطه لثلاث سنوات كاملة، إلا أن ما تعرض له منتخب «الرجال» يعتبر ضربة موجعة لرفاق القائد بركوس، قبيل انطلاق فعاليات البطولة الإفريقية المقبلة، خاصة وأنه كان مطالبا بتجاوز دور المجموعات، بالموازاة مع اكتفاء منتخبي مقدونيا وإسبانيا بالمشاركة بالآمال، فرغم ذلك عجز أشبال المدرب الجديد رابح غربي عن اقتطاع بطاقة التأهل للمربع الذهبي، بل تعرضوا لهزيمة قاسية أمام الاسبان بنتيجة (31/19).
ورغم غياب النجمين مسعود بركوس وأيوب عابدي عن اللقاء الأخير بسبب الإصابة، ولكن هذا لا يعد حسب أهل الاختصاص مبررا للخسارة بتلك النتيجة المذلة، خاصة وأن المنتخب الوطني يستعد بعد أقل من 10 أيام لخوض البطولة الإفريقية بالقاهرة (مقررة في الفترة ما بين 11 و18 جويلية الجاري). وبالعودة إلى نتائج منتخب كرة اليد رجال، فقد أنهى دور المجموعات في المرتبة الثالثة ب5 نقاط خلف منتخب مقدونيا بذات الرصيد، غير أن الأخير انتزع تأشيرة التأهل بفارق الأهداف ( + 18)، بينما اكتفى رفاق نعيم بفارق (+ 3).
وسجل المنتخب الوطني، خلال هذه الدورة 110 إصابات في حصيلة لا بأس بها بالنسبة للهجوم، بينما استقبلت شباكه 107 إصابات، وهو ما يؤكد هشاشة الخط الخلفي لعناصر الخضر، المطالبين بمراجعة الكثير من الحسابات قبيل انطلاق البطولة الإفريقية المقبلة، إذا ما أردوا المنافسة على المراتب الأولى.
جدير بالذكر، أن الهزيمة أمام إسبانيا بنتيجة (31/ 19) كانت بأكبر فارق خسارة (12) يتعرض لها المنتخب منذ سنة 1975، عندما انهزم أمام منتخب يوغسلافيا في دورة الألعاب المتوسطية بنتيجة (36/26) أي بفارق ( 10 إصابات). ويسعى اليوم، السباعي الجزائري لحفظ ماء الوجه، عندما يواجه نظيره التونسي، من أجل الظفر بالمركز الخامس، وإن كانت مأمورية أشبال غربي، تبدو صعبة أمام منافس يتفوق عليهم من حيث العديد من النقاط، لعّل أبرزها عامل الاستقرار.
وعبر المدرب رابح غربي عن أسفه الشديد للنتائج المحققة في دورة الألعاب المتوسطية، بعد الفشل في التأهل للمربع الذهبي، مقدما اعتذاراته في معرض تصريحاته، للجماهير الجزائرية على النتيجة السلبية أمام منتخب إسبانيا، خاصة وأن السباعي الجزائري مر جانبا ولم يقدم ما يشفع له للظفر بورقة التأهل.
وسيشرع منتخب كرة اليد مباشرة بعد ختام هذه الدورة، في الاستعداد للبطولة الإفريقية المقررة بمصر، حيث سيطير بعد أيام للقاهرة على أمل النجاح في تحقيق الأهداف المنشودة، والمتمثلة في الوصول إلى المربع الذهبي على أقل تقدير.
ولحسن حظ السباعي الجزائري، فستتأهل خمسة منتخبات إفريقية للبطولة العالمية المقبلة، وبالتالي فإن حظوظ أشبال غربي وافرة، فباستثناء منتخبي مصر وتونس المتألقين في السنوات الأخير لا توجد منتخبات إفريقية أخرى أقوى من الجزائر.
وبالنسبة لكرة اليد النسوية، فهي تحاول جاهدة التعافي من المشاكل التي تعاني منها، سيما مع تجميد نشاط هذا الصنف لمدة ثلاث سنوات كاملة، وحاولت شبليات المدرب قرايشي الظهور بمستوى مقبول في الألعاب المتوسطية، غير أن الابتعاد الطويل عن البطولات الكبرى أثر على المجموعة، وجعلها تنهي دور المجموعات في المرتبة الأخيرة، في انتظار تحسين الترتيب في اللقاءات المتبقية.
سمير. ك