كشفت توصيات المؤتمر الدولي في علوم الرياضة الذي اختتم أول أمس، عن ضرورة إطلاق مشروع لرقمنة القطاع الرياضي في الجزائر حتى يتوافق ومتطلبات المرحلة القادمة، وكذا التوصية بتأهيل الكوادر البشرية لإدارة وتسيير المنشآت الرياضية تماشيا والتحديات المحتملة، كما أوصى المؤتمرون بمراجعة وتحديث المواد القانونية التي لها علاقة بالصحافة الإلكترونية، وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة لإنشاء مختبرات علمية رياضية لخدمة النخبة الرياضية.
المؤتمر الدولي الذي دام يومين واحتضنه فندق رودينا بوهران، كان تحت شعار «التكنولوجيا في خدمة الرياضة»، وحرص منشطوه وضيوفه على التوصية بضرورة التكفل ببعض المختبرات العلمية على غرار مخبر الميكانيك ، مخبر الأداء الرياضي وتحليل البيانات.
كما خصت التوصيات هذا المؤتمر، بالدعوة لضرورة مرافقة رياضة النخبة بالدرجة الأولى، بهدف ترقية ودعم هذه الرياضة من طرف السلطات الوصية، ودعا أيضا الحاضرون للعمل من أجل النهوض بالرياضة العربية عموما والرياضة الجزائرية على وجه الخصوص.
وفي ذات السياق، قال منظم المؤتمر الدكتور محمد دحماني مدير مخبر البحوث ودراسات الميديا الجديدة بجامعة المسيلة، إن المؤتمر يندرج في إطار فعاليات الألعاب المتوسطية التي تم اعتبارها نموذجا حيا لشعار المؤتمر، المتمحور حول الصحافة الرقمية والتغطية الإعلامية للأحداث في ظل التكنولوجيات الجديدة، ومنها الوسائط المتعددة التي أصبحت ضرورية في معالجة ومتابعة الأحداث الرياضية، مشيرا أن اليوم يجب التفكير فيما بعد الألعاب المتوسطية من ترويج وتسويق وإشهار للمكونات الاقتصادية والاجتماعية، وطرح محدثنا سؤالا «هل ستتحول وهران لأيقونة الحوض المتوسطي؟» ومن أجل أن تصبح الباهية قطبا سياحيا وحضاريا بامتياز، بالنظر لوفرة الهياكل والمنشآت المتنوعة، أبرز الدكتور دحماني أنه على الإعلام سواء التقليدي أو التكنولوجي أن يلعب دورا مهما في إحداث النقلة النوعية في هذه المرحلة التي تعقب الألعاب المتوسطية، وهذا من خلال الترويج والتسويق لصورة وهران والجزائر عامة، لأنها مقبلة على تظاهرات رياضية قارية ودولية كبيرة، وكذلك يمكن للإعلام العمل على التعبئة والتحسيس واسترجاع ثقته بقدراته في هذا المجال، خاصة وأن الوسائط المتعددة اليوم، لا تتطلب الكثير مثل الإعلام التقليدي ووسائل العمل سابقا التي كانت متعبة.
من جهته، ركز الصحفي محمد الوضاحي من قناة «بي إن سبورتس» في تدخله أمام الحاضرين، على ضرورة المزاوجة بين الإعلام والاقتصاد في هذا النوع من الصحافة التي ترتكز على التكنولوجيا، لأن هدفها اقتصادي بالدرجة الأولى، رغم تأثيراتها على اليد العاملة في المهن الإعلامية، حيث أصبح الصحفي عن طريق تطبيقات عبر هاتفه النقال، يصور وينقل الخبر ويمزج الصوت والصورة ويعمل المونتاج في آن واحد، وبهذا يرسل مادته الإعلامية جاهزة في وقت قياسي، وهنا أضاف صحفي قناة «بي إن سبورتس» جمال جبالي، أنه قديما كان صحفي التلفزيون يغرق في أشرطة التسجيلات، ويقضي عدة أيام من أجل تقديم مادة عمرها الزمني لا يتجاوز بعض الدقائق، واليوم التكنولوجيا سهلت العمل ولكنها من جانب آخر أدخلت الإعلام في دوامة الصدق والمصداقية، خاصة المعلومات المنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي تفتقد لهذه العناصر ويغلب عليها طابع افتقاد المصداقية.
أما الصحفي محمودي العربي فقد قال إن الإعلام الرقمي، يتحكم فيه الجمهور من خلال عدد المتابعين الذين بواسطتهم يحدد مالك الموقع الإعلامي المضمون والمحتوى، وعلى صعيد آخر، لا يمكن كذلك أن نصدر حكما دقيقا على الإعلام الرقمي، لأن الصحافة الإلكترونية ضرورة رغم أنها مطالبة بالتأقلم مع الوضع، وهي بحاجة لقوانين كي تتطور في محيط سليم، وتضبط مضمونها بالطريقة التي تخدم المجتمع والرياضة.
أما رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور حمزة غضبان، فأوضح أن فعاليات المؤتمر التي دامت يومين، جرت بالتنسيق مع محافظة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وبمشاركة قامات إعلامية ورياضية قدمت محاضرات قيمة في محور المؤتمر أي «التكنولوجيا في خدمة الرياضة»، كما حضر الحدث العلمي، مكونين من 25 معهد تكوين في علوم الرياضة على المستوى الوطني.
بن ودان خيرة