يولي الناخب الوطني جمال بلماضي أهمية كبيرة للتربصات القادمة المبرمجة سنة 2022، بداية بموعد سبتمبر المقبل، والذي على ضوئه ستتضح بنسبة كبيرة معالم التشكيلة التي سيراهن عليها مدرب الخضر في "كان كوت ديفوار"، وذلك بعد ضمان التواجد في العرس القاري، الذي لم يعد يفصل عنه رفقاء محرز إلا أربع نقاط على الأقل، بعد البداية الموفقة، واحتلال صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة من جولتين.
وما يؤكد القيمة الكبيرة للتربص المقبل، هو البرنامج المسطر من قبل الناخب الوطني، والذي أكدت مصادر مقربة منه للنصر، بأنه يعتبره بداية محطة جديدة، لبناء تشكيلة قوية يمكنها العودة مجددا لمعانقة اللقب القاري، والذي يعتبر الهدف الأسمى بالنسبة لمدرب الخضر في الفترة القادمة، خاصة بعد الخروج المبكر من دورة الكاميرون الأخيرة، أين راجع بلماضي حساباته واقتنع ببعض الأخطاء التي قام بها، من بينها عدم الاستفادة الجيدة من التوقفات الدولية في الفترة ما بعد التربع على عرش القارة في 2019، بعد الفوز بكان مصر، أين حاول بلماضي المحافظة على نفس التعداد، ودون ضخ دماء جديدة قادرة على تقديم الإضافة، وهو ما انعكس سلبا على نتائج المنتخب الوطني، خاصة وأنه وجد نفسه في عديد الأحيان دون بدائل من نفس مستوى العناصر الأساسية، الأمر الذي جعله يبحث عن لاعبين من المستوى الأول، بدليل استهدافه كل من عدلي وعوار وآيت نوري، الذي يرى فيهم جميع المواصفات التي تسمح له بتشكيل منتخب قوي.
وحسب ذات المصادر، فإن زفيزف منح بلماضي جميع الصلاحيات في الجانب الفني، وأكثر من ذلك فهو من يتولى عملية التواصل مع المعنيين بالأمر مباشرة ودون وسطاء، خاصة وأن رئيس الفاف يثق فيه كثيرا، ومتفائل بقدرته على إعادة قطار الخضر إلى السكة، بدليل أن مهندس التتويج بالنجمة الإفريقية الثانية متكفل شخصيا بملف المغتربين، ويستغل فرصة تواجده في الفترة الحالية بفرنسا لإنهاء موضوع التحاق بعض الأسماء الجديدة بالمنتخب بداية من تربص سبتمبر.
واستنادا إلى ذات المصادر، فإن بلماضي كلف عضو من الطاقم الفني بملف أحد اللاعبين المغتربين، بحكم العلاقة الجيدة التي تربطه بأحد أفراد عائلة هذا اللاعب، وتحصل على الموافقة المبدئية، ولم تبق إلا تفاصيل بسيطة من أجل إنهاء الإجراءات الإدارية وتحويل الجنسية الرياضية، ما يسمح له بتقمص ألوان المنتخب الوطني بداية من التربص المقبل.
وفي السياق ذاته، فإن بلماضي اقتنع بضرورة القيام بتدعيمات نوعية في جميع المناصب، بداية بحراسة المرمى، في ظل الوضعية المعقدة التي يعيشها الحارس رقم واحد وهاب مبولحي، والذي يتجه نحو تضييع التربص المقبل، في حال لم يتمكن من إيجاد فريق ينقده من شبح البطالة، وخط الدفاع الذي يعرف بعض النقائص، سواء على مستوى الظهيرين أو المحور، وإلا كيف نفسر ما حدث في لقاء العودة من الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، عندما وجد بلماضي نفسه يحول عطال إلى ظهير أيسر، بسبب العقوبة الآلية المسلطة على بن سبعيني، بعد تلقيه الإنذار في مواجهة الذهاب، دون أن ننسى تراجع أداء بعض العناصر على مستوى محور الدفاع، في صورة بلعمري وبدرجة أقل ماندي.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن التربصات المتبقية من سنة 2022، سيتضح على ضوئها تعداد الخضر، أين سيحاول بلماضي الاستفادة قدر المستطاع من التوقفات الدولية، لبرمجة أكبر عدد من المواجهات الودية، بدليل إصراره على خوض مباراتين وديتين في تربص سبتمبر، أين اتفقت الفاف مع منتخب غينيا للعب يوم 24 سبتمبر المقبل بملعب المرحوم ميلود هدفي بوهران، في انتظار ترسيم الموعد الثاني، بعد الطلب الذي وصل إلى الاتحادية الجزائرية من طرف اتحادية غانا، لكن إلى غاية الآن لم يتم الاتفاق النهائي بعد، ما يجعل احتمال مواجهة منتخب آخر وارد، مع التأكيد على أن مدرب الخضر يتمنى لعب الوديتين في الجزائر، وكان يفضل منتخب عالمي في الموعد الثاني في نهاية التربص يوم 27 سبتمبر المقبل.
حمزة.س