باشر مساء أول أمس، فريق حمراء عنابة تحضيراته للموسم الجديد، بإجراء أول حصة تدريبية بملعب تامرابط بحي الصفصاف، وذلك بعد إقدام إدارة الرئيس يزيد بن تومي على تجديد الثقة في المدرب كمال بوعصيدة للموسم الثاني تواليا، مقابل تغيير تركيبة طاقمه، في الوقت الذي شهد فيه التعداد هجرة العديد من العناصر، ولو أن الاعتماد على أبناء "المدينة" يبقى الخيار الذي فضلت اللجنة المسيرة المراهنة عليه، بانتهاج استراتيجية عمل تتماشى والوضعية المالية التي يمر بها النادي، في ظل الاحتفاظ بخدمات 13 عنصرا من تعداد الموسم الفارط، واستقدام 9 لاعبين، غالبيتهم بصم على عودته إلى صفوف "الحمراء"
الشروع في التحضيرات جاء بعد مخاض عسير، على اعتبار أن المشكل المادي الذي واجهه الفريق في النصف الثاني من الموسم المنصرم ألقى بظلاله على المرحلة الراهنة، لكن قرار السلطات المحلية القاضي بتخصيص إعانات للنادي بقيمة 3 ملايير سنتيم كان بمثابة جرعة الأوكسجين التي مكنت الطاقم المسير من مباشرة العمل، وذلك بتقديم وعود للاعبين بشأن مستحقاتهم العالقة منذ الموسم الماضي، ليتم على ضوء ذلك وضع القطار على السكة، مع انتهاج سياسة تراعي هذه الظروف، خاصة وأن الهدف المسطر يبقى دوما منحصرا في السعي لضمان البقاء في الرابطة الثانية.
على هذا الأساس، فقد تم ضبط تعداد من 24 لاعبا، بعد النجاح في الاحتفاظ بالنواة الأساسية لتشكيلة الموسم الفارط، من خلال تجديد 13 عنصرا، في صورة الحارس بوعزيزي، القائد مراح، وكذا مصدق، مناصر، رابط، عبود، بن فرحات، بوعصيدة، بن سليمان والحارس الشاب رزايقية، وهي قائمة كانت قد تقمصت ألوان "الحمراء" منذ موسمين، وحققت الصعود من قسم ما بين الرابطات إلى الوطني الثاني، وهناك بعض الأسماء التي ساهمت في رسم خروج الفريق من الجهوي، الأمر الذي من شأنه أن يجسد الاستقرار الكبير على مستوى النواة الأساسية للتعداد، مع انتقال بعلي إلى جمعية الخروب وطايف إلى فرفوس بئر العاتر، وكذا المهاجم مخالفة إلى أولمبي أقبو، فضلا عن ترسيم عدم تجديد كل من مواس، بوعافية، العابد، عفايفية، خروبي، شخريط وبورزام، بخروج هؤلاء اللاعبين من دائرة الحسابات.
بالموازاة مع ذلك، فإن استقدامات حمراء عنابة كانت في غالبيتها في شكل "استعادة"، لأن إدارة النادي استهدفت العناصر التي سبق لها تقمص ألوان الفريق، ونجحت في إقناعها بالعودة مجددا إلى صفوف "الحمراء"، وقد كانت نتيجة هذه الإستراتيجية استعادة الثنائي كنون ورحيم تامر من جمعية الخروب، وكذا فيصل عماري، لمين شاحي وياسين سعداوي، بعدما كان هذا الثلاثي قد ساهم في صعود نجم البسباس من الجهوي الأول الموسم المنصرم، فضلا عن عودة المهاجم حسام برباق، بعد موسم واحد قضاه في أولمبي الطارف، مع تدعيم قائمة المستقدمين بالمهاجم الشاب أكرم أوصايفية من شباب الذرعان وكذا الظهير الأيسر مسيعد، خريج مدرسة ترجي قالمة، الذي لعب لموسمين في رديف نجم مقرة. وجددت إدارة الرئيس بن تومي ثقتها في اللاعب الدولي السابق كمال بوعصيدة، لقيادة الفريق كمدرب رئيسي للموسم الثاني تواليا، بعد تواجده ضمن الطاقم الفني للحمراء منذ 4 سنوات، لكن مع تغيير تركيبة طاقمه، حيث تقرر تعيين مازوز مباركي في منصب مدرب مساعد، وكذا رابح كحول كمدرب للحراس، وهو الطاقم الذي باشر مهامه بصفة رسمية مع انطلاق التحضيرات، ولو أن المدرب بوعصيدة اعترف باستحالة ضمان الجاهزية من جميع الجوانب عند انطلاق المنافسة الرسمية، وأكد في تصريح خص به النصر على أن 3 أسابيع لا تكفي للتحضير، مما جعله يضبط برنامجا يتماشى وهذه الوضعية الاستثنائية، وعليه فإن الفريق سيواصل التدرب بملعب تامرابط لمدة 12 يوما، قبل الدخول في تربص مغلق بمركز سيرايدي، يخصص بالأساس للعمل البدني، مع السعي لخوض بعض اللقاءات الودية خلال فترة التربص.
ص / فرطـاس
