من أراد تحطيم الإنجـــــاز
•جددت الثقة في بوقرة وتحصلت على موافقة 24 لاعبا •علينا استخلاص الدروس والهدف واضح
أكد رئيس شباب ميلة صابر بن حمادة، بأن موافقته على مواصلة المهام وقيادة النادي لموسم آخر كانت من النتائج الحتمية للظروف الاستثنائية التي يعيش على وقعها الفريق، مضيفا بأن التخوف من تكرار "سيناريو" الموسم الفارط، دفع به إلى البقاء في رئاسة الشباب إلى غاية نهاية العهدة.
وأوضح بن حمادة في حوار خص به النصر، بأن المعالم الأساسية للموسم القادم قد ارتسمت، خاصة في الشق المتعلق بالتركيبة، معتبرا تجديد الثقة في المدرب عبد الحق بوقرة الخطوة الأولى التي كان من الضروري قطعها، مع تحديد ضمان البقاء بكل أريحية كهدف رئيسي للموسم.
كيف هي الأوضاع داخل بيت الشباب، سيما وأن الفريق مازال لم يشرع بعد في التحضير للموسم المقبل؟
لقد كنت قد أعربت عن النوايا الجادة في الاستقالة من رئاسة النادي، بمجرد نهاية الموسم المنصرم، لأنني كنت قد وافقت على العودة في منتصف المشوار من أجل هدف وحيد، وهو إخراج "السيبيام" من قائمة النازلين إلى الجهوي، بحكم أنني كنت من بين المساهمين في تحقيق الصعود قبل 5 سنوات، وفي كل مرة أجد نفسي مرغما على ارتداء ثوب "رجل الإنقاذ"، والنجاح في تحقيق المبتغى، وضمان البقاء بشق الأنفس في آخر جولة من البطولة جعلني أتمسك بموقفي، لأن المهم بالنسبة لي يكمن في تمكين الفريق من المحافظة على مقعده في قسم ما بين الرابطات، وقد اعتمدت على المال الخاص لتجسيد هذا الهدف، لكن تعلقي بالشباب كان السر الوحيد الذي جرّني إلى العدول عن فكرة الاستقالة، والموافقة على مواصلة المهام، لأن جلسة العمل التي عقدتها مع السلطات المحلية أمسية الأربعاء الماضي، كانت نتيجتها ترسيم بقائي لموسم آخر كرئيس للنادي.
نفهم من هذا الكلام، بأن الموافقة على مواصلة المهام كانت على مضض، بعد تلويحك بالاستقالة؟
الجميع في ميلة، يدرك جيدا درجة العلاقة التي تربطني بشباب ميلة منذ الصغر، والتي يمكن أن تصل حد الجنون، وهذه "الشوفينية" كانت وراء موافقتي على البقاء لموسم آخر، بعدما كنت قد فتحت المجال أمام كل من يرغب في رئاسة النادي، ولو أن تجربة الموسم المنصرم كانت قاسية، وأجبرتني على استخلاص الدروس، وذلك من خلال اشتراط بعض المعايير لتولي منصب الرئاسة، وعزوف الجميع عن الترشح وضعنا أمام خيار حتمي ووحيد، وذلك باستئناف النشاط، سيما بعد الوعود التي تلقيناها من السلطات المحلية بشأن الإعانات المالية.
وماذا عن تركيبة الفريق وموعد الشروع في التحضيرات؟
لا يمكن أن ننكر التضحيات التي قدمتها عديد الأطراف الموسم الماضي، للمساهمة في انقاذ الفريق من شبح السقوط، والمدرب عبد الحق بوقرة له فضل كبير في مخطط الانقاذ الذي كنا قد رسمناه ونجحنا في تجسيده ميدانيا، لذا فإن تجديد الثقة في شخصه كان أمرا ضروريا، بإلحاح من السلطات المحلية، لأنه إبن المدينة، ووقف مع "السيبيام" في أحلك الفترات، رغم أنه مطلوب في أندية أخرى، لكن الأولوية تبقى دوما لشباب ميلة، وقد ضبطنا في المعالم الأولية للتعداد، وذلك بالاحتفاظ بعشرة عناصر من تشكيلة الموسم الماضي، الغالبية منها من أبناء المنطقة، ومفاوضاتنا جارية مع مجموعة من اللاعبين الآخرين، 14 منهم أعطوني موافقتهم المبدئية لحمل اللونين الأحمر والأبيض الموسم القادم، خاصة وأن إستراتيجيتي في العمل واضحة، وذلك بمنح كل عنصر عند الإمضاء الشطر الأول من مستحقاته، على أن تتضح الرؤية أكثر قبل نهاية مرحلة الذهاب، والبرنامج الذي سطره الطاقم الفني ينطلق في الفاتح سبتمبر القادم، موعد الشروع في التحضيرات، بينما سنسدد حقوق الانخراط في الرابطة يوم غد الأحد.
في ظل هذه المعطيات، هل رفعتم عارضة الطموحات عاليا بشأن الهدف المسطر؟
معاناة "السيبيام" ماديا، كادت أن تكلف الفريق السقوط إلى الجهوي، في وجود أطراف تسعى لتحطيم الانجاز الذي كنا قد حققناه، لأن الشباب سقط من الوطني الثاني إلى الجهوي الثاني، وتفادى الانسحاب النهائي في آخر لحظة، لكن استعادة القليل من أمجاد النادي كانت في الفترة الحالية، وقد تحدينا مشكل قلة مصادر التمويل، بتحمل مسؤولية تسيير الفريق من المال الخاص، وأغلب المتتبعين كانوا يعتقدون بأن شباب ميلة، سيكون ضمن كوكبة المتدحرجين من قسم ما بين الرابطات الموسم المنصرم، بالنظر إلى الصعوبة الكبيرة التي كان قد وجدها، إلا أننا رفعنا التحدي في آخر 4 جولات من البطولة، ونجحنا في ضمان البقاء في آخر جولة، فكانت فرحة الأنصار بالبقاء لا تختلف كثيرا عن تلك التي كنا قد عايشناها أثناء الصعود، وما علينا الآن سوى استخلاص الدروس من تلك التجربة القاسية، وهذا الأمر جعلني أوافق على مواصلة المهام، حتى أضبط التعداد بحسب اختياري، مادام الهدف يبقى في حدود ضمان البقاء بكل أريحية في قسم ما بين الرابطات.
حاوره: ص / فرطاس