تضرب الأسرة الرياضية بخنشلة عشية غد الجمعة موعدا مع التاريخ، بمناسبة خوض الاتحاد أول مباراة له داخل الديار في بطولة الرابطة المحترفة، وذلك عند استقبال اتحاد الجزائر، في لقاء يبصم من خلاله أبناء «ماسكولا» على ظهورهم الأول أمام الأنصار في حظيرة «الكبار»، بعد غياب دام قرابة نصف قرن، لأن آخر مقابلة للإتحاد بملعب حمام عمار في القسم الأول كانت قبل 46 سنة و57 يوما، لما ودع الفريق الرابطة الأولى بهزيمة داخل القواعد أمام نصر حسين داي، وكان ذلك بتاريخ 04 جويلية 1976.
ويلقي البعد التاريخي بظلاله على معطيات مباراة الغد، تزامنا مع الخرجة الرسمية الأولى لاتحاد خنشلة في معقلهم بملعب حمام عمار، أمام مدرجات ستكون مكتظة عن آخرها، لأن العودة إلى حظيرة النخبة تحققت بعد انتظار طويل، رغم أن الخطوة الأولى في هذا القسم كانت متعثرة، إثر الانهزام بقسنطينة.
وتحسبا لهذا الموعد، فقد قامت صبيحة أمس، لجنة ولائية بمعاينة ملعب حمام عمار، للوقوف على آخر الروتوشات المقترنة بالجانب التنظيمي، سيما وأن الملعب اكتسى حلة جديدة، مع اعتماد مخطط جديد في تنظيم دخول الفرق والأنصار على حد سواء، الأمر الذي استوجب معاينة ميدانية لضبط الأمور التنظيمية، فضلا عن تحديد عدد التذاكر في حدود 7000 تذكرة، سيتم طرحها للبيع صبيحة المباراة، وتخصيص حصة 600 تذكرة لأنصار اتحاد الجزائر.
على صعيد آخر، فقد عمد الطاقم الفني بقيادة المدرب نبيل نغيز إلى التركيز على الجانب البسيكولوجي للمجموعة، وذلك بالعمل على تمرير الاسفنجة على هزيمة قسنطينة، والرفع من معنويات اللاعبين، في محاولة لإعطاء المجموعة المزيد من الثقة بالنفس والامكانيات، وشحن البطاريات بالمراهنة أكثر على المؤازرة الجماهيرية، بحثا عن فوز سيكون تاريخيا، وقد يكفي لتخليص اللاعبين من الضغط الذي كان مفروضا عليهم، ولو أن نغيز اعترف بعدم بلوغ تشكيلته أعلى درجات الجاهزية، خاصة من الناحية البدنية، بسبب التأخر المسجل في التحضيرات، وما لذلك من انعكاسات على الآداء الجماعي، دون تجاهل نقص التنسيق والانسجام.
هذا، وقد فضل الطاقم الفني تجريب بعض الخيارات بحثا عن حلول ناجعة في الهجوم، بالمقارنة مع اللقاء الأول بقسنطينة، دون إغفال الهفوات الدفاعية المرتكبة، والتي كانت ناتجة بالأساس عن أخطاء في التموقع، وهي جوانب ألح نغيز على ضرورة التركيز عليها، من خلالها المحافظة على توازن المجموعة بدنيا ونفسيا طيلة فترات اللقاء.
ص / فرطاس
