تتواصل عشية غد الجمعة، الجولة الثالثة من بطولة الرابطة المحترفة، بإجراء 3 مباريات تكتسي نتائجها أهمية بالغة، وحتى وإن كان المشوار لا يزال في بدايته، إلا أن «بورصة» النقاط أخذت في التصاعد، في وجود أندية تسعى لتأكيد انطلاقتها الموفقة، وأخرى تعمل على تدارك ما ضاع منها قبل فوات الأوان.
ويطغى طابع «الديربي» على القمة التي ستجمع نجم مقرة بالجار وفاق سطيف، في مواجهة لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن النجم يواصل البحث عن أول فوز له هذا الموسم، بعدما استهل مشواره بهزيمة في عقر الديار، ولو أنه تدارك الوضع بفضل النقطة التي عاد بها من وهران، إلا أن الانطلاقة الفعلية تمر عبر تذوق نشوة الانتصار، والمأمورية ليست سهلة، خاصة وأن «سيناريو» الموسم الماضي يبقى راسخا في أذهان الأنصار، بعد الاكتفاء بنقطة وحيدة في الجولات السبعة الأولى، فضلا عن كون ضيف أمسية الغد من العيار الثقيل و بحجم الوفاق السطايفي، الذي اعتاد التألق في مقرة، بدليل أنه لم ينهزم سوى في مناسبة واحدة في المواجهات الرسمية الستة السابقة بين الفريقين، وكانت في إياب الموسم المنصرم بسطيف، بصرف النظر عن وضعية «النسر الأسود» وسعيه لتأكيد الدخول الموفق هذا الموسم، لأن الوفاق يراهن دوما على لعب الأدوار الأولى، والريتم السريع الذي فرضه أصحاب الصدارة يحتم عليه الانتفاضة، للبقاء على صلة بكوكبة المقدمة.
إلى ذلك، فإن ضغط النتيجة سيلقي بظلاله على المواجهة التي تجمع أمل الأربعاء بمولودية الجزائر، خاصة وأن الزوار يتواجدون في وضعية استثنائية، تجبرهم على التمرد على عامل الأرض، لامتصاص غضب الأنصار، على اعتبار أن «الشناوة» كانوا يعلقون أمالا عريضة على فريقهم لتحقيق انطلاقة «نموذجية»، بالنظر إلى الاستقدامات وكذا برنامج التحضيرات، لكن المعطيات انقلبت رأسا على عقب بمجرد أن دقت ساعة الحقيقة، لأن المولودية اكتفت بنقطة يتيمة في جولتين، مع الصيام عن التهديف طيلة 180 دقيقة، مما وضع اللاعبين وكذا الطاقمين الفني والإداري تحت ضغط رهيب، ومستقبل التقني البوسني فاروق هادزيبجيتش مقترن بنتيجة هذه المواجهة، كونه يجلس على كرسي قاذف، وأي تعثر سيكلفه الإقالة، بسبب سوء النتائج، في الوقت الذي سيسعى فيه أمل الأربعاء للاستثمار في هذه الوضعية واستغلال ورقتي الأرض والجمهور لاحراز الانتصار الثاني هذا الموسم.
على صعيد آخر، فإن الفرجة ستكون مضمونة بملعب الرائد زكرياء مجدوب بالبيض، لأن المولودية المحلية تتواجد أمام فرصة تحقيق الفوز الثاني تواليا في حضيرة «الكبار»، وبالمرة كسب شحنة معنوية كبيرة، مادامت الرزنامة قد منحتها أفضية الأرض مرة أخرى، وذلك باستقبال مرافقتها على متن قطار الصعود اتحاد خنشلة، في قمة الضيفين الجديدين، والتي تبدو للوهلة الأولى غير متكافئة على الورق، لأن أصحاب الضيافة سيعملون على تأكيد الانتصار التاريخي المحقق في الجولة الفارطة على حساب شبيبة الساورة، بينما تبدو مهمة «الخناشلة» جد معقدة، بعد الفشل في أول جولتين، ورحلة البحث عن أول نقطة في الموسم قد تطول لأسبوع آخر على أقل تقدير، باعتبار أن الرزنامة ستجبر الاتحاد على التنقل في الجولة الموالية إلى تيزي وزو، وهي معطيات تضع الفريقين على طرفي نقيض، ومستقبل المدرب نغيز مع أبناء «ماسكولا» على المحك، لأن الانطلاقة المتعثرة قد تكفي لإطلاق صفارات الإنذار مبكرا.
ص / فرطــاس
