توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة السادسة بإمكانية حدوث تغيير على مستوى قمة هرم ترتيب المجموعة الشرقية، وذلك بالنظر إلى الاختبارات العسيرة التي سيخوضها الرواد الثلاثة، والذين يتواجدون في هذه المحطة على نفس الموجة، من خلال التنقل للدفاع عن الحظوظ خارج الديار، مما يجعل الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة بملعبي برحال وبومرداس، بحكم أن كل مباراة ستكون عبارة عن قمة بين رائد وملاحق، فضلا عن القمة الواعدة التي سيكون ملعب بشير خبازة بالتلاغمة مسرحا لها. وتتجه أنظار المتتبعين صوب ملعب برحال، أين سينزل فريق جمعية الخروب في ضيافة اتحاد عنابة، في مقابلة تعد بالكثير، بالنظر إلى حصاد كل طرف، خاصة وأن "لايسكا" ستخوض هذه المواجهة في ثوب أحد الرواد، والمسعى يبقى منحصرا في مواصلة المشوار بنفس "الديناميكية"، دون تذوق مرارة الهزيمة، ولو أن المأمورية ليست سهلة، لأن "الطلبة" يتواجدون أمام حتمية الفوز، خاصة بعد الانتفاضة المحققة قبل أيام بسكيكدة، مما يضع تشكيلة المدرب مواسة أمام اختبار التأكيد، مع المراهنة على ورقتي الأرض والجمهور سعيا لتحقيق المبتغى، وتعبيد الطريق نحو الصدارة من جديد.
معطيات قمة برحال، يمكن إسقاطها على اللقاء الواعد الذي سيجمع الاتحاد السوفي بمستضيفه شباب برج منايل، لأن "الأعشاش" سرقوا الأضواء بفضل الانطلاقة المميزة التي سجلوها، والتي تربعوا بفضلها على عرش الصدارة، إلا أن مهمتهم ستكون معقدة جدا ببومرداس، بالنظر إلى وضعية "الكوكليكو" في بداية الموسم، على اعتبار أن الشباب بدوره لم ينهزم إلى حد الآن، وهو يتأخر بخطوتين عن ثلاثي الصدارة، ولو أن غياب الحارس الدولي السابق شاوشي بداعي العقوبة كفيل بخلط أوراق أهل الدار، خاصة وأن الضيوف تأقلموا بسرعة من أجواء هذه الحظيرة، واعتادوا على حسن التفاوض خارج القواعد.
من جهة أخرى، سيكون الرائد الثالث وفاق سور الغزلان على المحك بالتلاغمة، ومواصلة التألق تمر عبر تفجير مفاجأة مدوية، لن تختلف كثيرا عن الانجاز المحقق قبل أسبوع بقسنطينة، رغم أن المعطيات مغايرة كلية، لأن "التلاغمية" لا يملكون أي خيار سوى انتزاع النقاط الثلاث، بعد الاكتفاء بفوز وحيد هذا الموسم.
بقاء مصير مشعل القيادة مقترنا بنتائج مباريات برحال، بومرداس والتلاغمة يجعل الرواد الثلاثة في اختبارات السعي لمواصلة المشوار دون هزيمة، في الوقت الذي تبقى فيه كفة أصحاب الضيافة أرجح في باقي اللقاءات، كما هو الحال بالنسبة لمولودية قسنطينة، التي ستستقبل حمراء عنابة، في قمة كلاسيكية ليست متكافئة على الورق، إلا أن حقيقة الميدان تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن "الحمراء" تعاني في المؤخرة، دون النجاح في تسجيل ولو هدف إلى حد الآن، والموك اكتفت بنقطة يتيمة في آخر 3 مباريات، فضلا عن "سيناريو" الموسم المنصرم بين الفريقين، في حين تتواجد مولودية العلمة في طريق مفتوح لضخ 3 نقاط إضافية في الرصيد، وهذا بالاستثمار في أزمة شبيبة سكيكدة، بينما تبدو مهمة اتحاد الشاوية في غاية التعقيد بورقلة، والوضع ذاته ينطبق على جمعية عين مليلة التي ستحط الرحال بباتنة، في "ديربي" فاتر، تمنح حساباته الأفضلية لتشكيلة "الكاب". ص / فرطــاس