أعرب مدرب الدياربيتي لمين بوغرارة عن سعادته بتمكنه من قيادة فريقه إلى تحقيق انتصار تاريخي خارج الديار، على اعتبار أنه الأول خارج حدود الولاية 43 منذ ارتقاء الدفاع إلى حظيرة الكبار، وكذا وضعه بعد أربع جولات فوق المنصة في ثوب الوصيف، فوز من شأنه تحرير اللاعبين والطاقمين الفني والمسير الساعين لأداء موسم ناجح والتأكيد على أن تحقيق دفاع تاجنانت للصعود في ثلاثة مواسم متتالية لم يأت صدفة.
ورغم إيمانه بصعوبة المأمورية في قادم الجولات أين لن يكون الدفاع «مجهول» الحظيرة، أكد بوغرارة بأنه يؤمن بإمكانات ومؤهلات لاعبيه القادرين على فرض أنفسهم وتحقيق المزيد من الانتصارات والأفراح، بالنظر لانضباطهم وتفانيهم في العمل.
بداية نبارك لكم أول انتصار خارج الديار، وكيف تمكنتم من تجاوز عقبة «لازمو» على أرضه؟
شكرا، والحمد لله أننا وفقنا في مسعانا، حيث سارت المباراة وفق السيناريو الذي حضرناه خلال الحصص التدريبية على مدار الأسبوع.
فزتم بالمباراة في الشوط الثاني، بعد أن تمكنت من قراءة المنافس وأسلوب لعبه، فما هي كلمة السر في إنجاز بوعقل؟
صراحة أحسست خلال الأسبوع الماضي بأننا قادرين على تحقيق نتيجة جيدة، فحضرت المجموعة جيدا وركزت العمل على الجانب التكتيكي، سيما وأنني استعنت بشريط مباراة جمعية و هران و اتحاد البليدة، فقمت بدراسة معمقة لفرديات الجمعية، وانطلاقا من هذه المعطيات ضبطت الإستراتيجية التي لعبنا بها، أين عمدت على استغلال نقاط القوة والضعف، وقد كنت أعلم مسبقا بأن فريق جمعية وهران شاب ويتمتع بحماس الشباب فطالبت لاعبي باستغلال هذه النقطة، كون اللاعبين الشبان عادة ما يرتكبون هفوات ناتجة عن قلة الخبرة والتجربة، وهو السر الذي وقف وراء تحقيقنا الانتصار في وهران.
لاشك أنك وجدت الكلمات المناسبة بين الشوطين، بدليل تحرر لاعبيك و استغلالهم الأمثل لنقاط قوة و ضعف الجمعية، فعلى ما تم تركيزكم خلال التوجيهات؟
بخصوص إيجابيات المنافس كنا نعرف أن الجهة اليمنى مصدر خطر لتواجد لاعب المنتخب الأولمبي بركة وزميله في المنتخب الأولمبي أيضا بن قابلية فعمدنا إلى غلق تلك الجهة واللعب على الجهة اليسرى سيما و شيبان كان في لياقة جيدة، كما طلبنا من اللاعبين استغلال الخلل وغياب التنسيق على مستوى محور الدفاع، أين لم يلعب علي قشي قرابة السنة مع فريقه السابق أمل الأربعاء، وسباح لاعب رواق أيمن تم تحويله اضطراريا إلى المحور، وتكتيكيا دائما عمدنا إلى التصدي لوسط ميدان الجمعية الذي يضم لاعبين ممتازين، وفيما ضيعنا فرصتين في الشوط الأول، حاولت رفع معنويات اللاعبين بين الشوطين، حيث قلت لهم بالحرف الواحد هذا يومكم لتحقيق الفوز، سيما و فريقنا ظهر بوجه طيب، كما طالبتهم بالضغط على حامل الكرة، ما يمنحنا مساحات في منطقة المنافس، والحمد لله وفقنا في مهمتنا بتسجيل هدف السبق وكان بإمكاننا قتل اللقاء بهدف أو هدفين آخرين، والأهم في مثل هذه المباريات هو الفوز، والحمد لله أن الإرادة كانت حاضرة، وبالمناسبة أشكر اللاعبين على تطبيقهم التعليمات بحذافيرها والإدارة على وقوفها إلى جانب الفريق وتوفيرها جميع ظروف النجاح.
إذن هل يمكن القول بأن معرفتكم للمنافس قد سهلت عليكم المهمة؟
صراحة دراسة المنافس من جميع الجوانب ساعدتنا كثيرا في ربح اللقاء، علاوة على أن اللاعبين كانوا حاضرين من الناحيتين الذهنية والبدنية، ومن الناحية التكتيكية من خلال انضباطهم وإصرارهم على تحقيق نتيجة إيجابية.
ألا ترى بأن تواجدكم في مركز الوصيف سيضاعف الضغط على اللاعبين في قادم الجولات؟
الانتصارات المحققة ستمنحنا راحة نفسية أكثر وستمكن اللاعبين من اللعب بكامل إمكاناتهم في المواعيد المقبلة، أين ستختلف نظرة المنافسين لنا، حيث سيحسبون لنا ألف حساب، حيث لم نعد فريقا مجهولا، ما يجعل حملنا يزداد ثقلا، وعلى اللاعبين التركيز أكثر لأن المقابلات القادمة ستكون أمام منافسين أصحاب إمكانات وخبرة، وفي كرة القدم الضغط دائما موجود، سواء تواجدت في الواجهة الأمامية ستتعرض لضغط «البوديوم» أو في المراكز الخلفية وستعاني من ضغط السقوط، وعلينا حسن تسيير هذه الوضعيات وبخبرتنا والظروف الحسنة المحيطة بالفريق نأمل مواصلة المشوار بنجاح. نحن في أول موسم في الرابطة المحترفة الأولى ونتعلم من جولة لأخرى، كما أننا نسعى لإعطاء هوية لفريق دفاع تاجنانت والتأكيد على أن تحقيق الدفاع الصعود في ثلاثة مواسم متتالية لم يأت صدفة، بل ثمرة العمل واستقرار الجهازين الفني والمسير والتركيبة البشرية ببقاء ركائز الفريق.
حاوره: نورالدين - ت
