حقق اتحاد عنابة أمس، الأهم بفوزه على الجار فريق "الحمراء"، في" ديربي" لم يرق إلى المستوى المطلوب من الناحية الفنية، لكن "الطلبة" أحسنوا استغلال الفرصة، بالاستثمار في أزمة الجيران، وانتزاع الانتصار السادس في النسخة رقم 11 من قمة "بونة".
المقابلة سارت منذ انطلاقتها في اتجاه واحد، على وقع سيطرة الاتحاد، الذي أحسنت عناصره الاستثمار في أزمة "الحمراء" بشقيها البدني والنفسي، لأن تشكيلة بوعصيدة تأثرت بالإقصاء المبكر من منافسة الكأس، على يد فريق بئر بوحوش من الجهوي الأول، فضلا عن طفو مشكل المستحقات المالية على السطح، بمقاطعة اللاعبين للتدريبات.
هذه الوضعية، ساهمت بشكل كبير في رسم المعالم الأساسية لفيزيونومية اللعب، وذلك من خلال تحكم الاتحاد في زمام الأمور، وهي السيطرة التي وجدت طريقها إلى التجسيد في الدقيقة 17، بعد ركنية نفذها عيسى الباي، حيث أساء الحارس بوعزيزي تقدير مسار الكرة، لينجح بلهاني في افتتاح باب التسجيل برأسية محكمة.
تلقي هدف مبكر انعكس بالسلب على معنويات تشكيلة "الحمراء"، التي فقدت التوازن وحاولت الرد بسرعة، لكن محاولاتها كانت عشوائية، واقتصرت على فتحات عرضية صوب المهاجمين برباق وعزوز، إلا أنها لم تشكل خطورة على الحارس براهيمي، لأن عناصر الاتحاد عمدت إلى تحصين الدفاع، والاكتفاء بمرتدات هجومية سريعة، كاد على إثر إحداها المهاجم حراز أن يضاعف النتيجة لولا تدخل بوعزيزي.
النجاعة الهجومية كانت من جانب الاتحاد، لأن عيسى الباي تخلص من المراقبة في مرتدة سريعة، ليتعرض لعرقلة داخل منطقة العمليات، لم يتردد بعدها الحكم عبيد شارف في الإعلان عن ركلة جزاء، وقد تولى خنوسي تنفيذ الضربة بنجاح، مضاعفا النتيجة لفريقه في آخر دقيقة من المرحلة الأولى.
حسم الأمور بثنائية في الشوط الأول، جعل النصف الثاني يسير على وقع صراع تكتيكي بين الفريقين، خاصة وأن مدرب الحمراء بوعصيدة حاول تفعيل القاطرة الأمامية بإقحام 3 بدلاء دفعة واحدة، بينما فضل مواسة المراهنة على التكتل الدفاعي، وقد أنقذ بضياف فريقه من هدف محقق بعد إبعاد الكرة من على خط المرمى، إثر محاولة برباق.
ما عدا ذلك، فإن انهيار لاعبي الحمراء من الناحية المعنوية سمح للجيران بتسيير أطوار المرحلة الثانية باقتصاد في الجهد البدني، مع السعي للاحتفاظ بالتفوق، لتبقى الإصابة التي تعرض لها حرقاس أهم ما يستحق الذكر في هذا الشوط، وقد تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى برحال.
ص / فرطاس