يشهد سهرة اليوم، ملعب "البيت" مواجهة مثيرة بين بطل النسخة الماضية من المونديال منتخب فرنسا وأحد أبرز المرشحين للذهاب بعيدا في الدورة الحالية منتخب إنجلترا، في مواجهة صنفت بالنهائي قبل الأوان، بالنظر إلى المشوار المقدم من طرفهما، بعد تحقيق الصدارة في دور المجموعات، قبل حجز التأهل إلى دور الثمانية عن جدارة واستحقاق.
ويأمل مبابي في مواصلة هوايته في هز الشباك، من أجل تعزيز صدارته لقائمة هدافي النسخة الحالية للمونديال، حيث سجل 5 أهداف حتى الآن، علما بأنه أصبح ثاني فرنسي يصل لهذا العدد من الأهداف في نسخة واحدة بعد غوست فونتان، الذي أحرز 13 هدفا في مونديال 1958.
ومن جهته، المنتخب الإنجليزي يمتلك ترسانة هجومية لا يستهان بها، حيث أحرز 12 هدفا خلال المباريات الأربع التي خاضها في النسخة الحالية، ليتقاسم صدارة أكثر منتخبات دور الثمانية إحرازا للأهداف مع البرتغال.
ويطمح منتخب إنجلترا في مواصلة تفوقه على نظيره الفرنسي في لقائهما الثالث الذي يقام بكأس العالم، بعدما سبق لمنتخب "الأسود الثلاثة" الفوز في مواجهتي المنتخبين السابقتين بالمونديال.
وفاز المنتخب الإنجليزي بهدفين دون رد على فرنسا في لقائهما الأول بكأس العالم، الذي جرى بنسخة 1966، قبل أن يتغلب مرة أخرى على منافسه الأوروبي اللدود، حينما فاز عليه 3-1 بنسخة 1982.
وتميل الكفة بشكل كبير لمنتخب إنجلترا في لقاءات المنتخبين السابقة، حيث حقق المنتخب الإنجليزي 17 فوزا مقابل 9 انتصارات لفرنسا، فيما خيم التعادل على 5 لقاءات.
وستكون هذه المباراة هي الأولى بين إنجلترا وفرنسا منذ الودية الأخيرة في 13 جوان 2017، والتي انتهت بفوز فرنسا 3-2، لكن هذه المرة، يتعين على أشبال ساوتغيت، التعامل مع خطورة وسرعة مبابي، فيما ينتظر الجميع بفارغ الصبر، الرد على هذا التهديد.
وتملك إنجلترا في صفوفها، كايل والكر الذي يستطيع مقارعة مبابي، وسبق له مواجهة النجم الفرنسي في دوري أبطال أوروبا.
وحذر والكر من خطورة مبابي، قائلا: "يجب أن أراقبه كما في جميع المباريات، واحترمه كما يستحق ولكن دون الكثير من الاحترام، المباراة ليست إنجلترا في مواجهة مبابي، إنها إنجلترا أمام فرنسا".
وأقر والكر: "نحن لا نفكر فقط في مبابي، هو سلاح في ترسانتهم الجيدة، لكنهم يملكون كوكبة من اللاعبين الجيدين الذين لا يمكننا التقليل من شأنهم".
كما طالب مدرب المنتخب الإنجليزي غاريت ساوتغيت، لاعبي فريقه بإثبات معدنهم الحقيقي أمام فرنسا، وكتابة التاريخ في مونديال قطر.
وقال ساوتغيت، الذي قاد منتخب إنجلترا لبلوغ المربع الذهبي في المونديال الماضي: "لقد صنعنا التاريخ في آخر 4 أو 5 أعوام، اكتسبنا خبرات كثيرة من مشاركاتنا السابقة، واللاعبون يعرفون أنه يتعين عليهم الفوز بالمباريات بطرق مختلفة، لقد عادوا بعد تأخرهم خلال مباريات كبيرة".
من جهته، اعتبر مدرب منتخب فرنسا ديديي ديشان أن لاعبي فريقه هادئين ويتعاملون مع المباراة المقبلة بجدية وثقة عالية.
وقال ديشان خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق المواجهة بين المنتخبين، إن لاعبيه لن يلعبوا بتحفظ كبير وذلك من أجل الفوز، مشددا على أن المنتخب الإنجليزي قوي في الارتداد الهجومي ويمتلك ميزات كثيرة وليس هناك فرصة للأخطاء أمامهم.
واعتبر أن الإنجليز ليس لديهم نقاط ضعف كثيرة، ويمتلكون نقاط قوة أكبر، مشيرا إلى أنه يركز على صعيد اللعب ويوجد بعض الإضافات إلى جلسات التدريب من أجل التحسن في المباريات القادمة، معتبرا أن إحدى نقاط القوة لدى الإنجليز هي الركلات الثابتة.
وقبل هذا اللقاء، يحتضن ملعب الثمامة لقاء الدور ربع نهائي بين البرتغال والمغرب، في مواجهة تخطف فيها قضية كريستيانو رونالدو الأضواء، حول إمكانية اعتماد المدرب سانتوس عليه اليوم من البداية من عدمه، وما حدث في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المواجهة خير دليل، عندما صبت جميع أسئلة الصحفيين في هذا السياق، رغم أن كريستاينو سارع لنفي الأخبار المتداولة حول تهديده بالرحيل، عندما وضع منشورا في شبكة التواصل الاجتماعي "أنستغرام": "تتميز هذه المجموعة بلحمة كبيرة ومن الصعب على أي قوة خارجية تحطيمها، هذا فريق حقيقي سيدافع عن الحلم حتى النهاية، أمتنا شجاعة للغاية ولا يمكن تخويفها من قبل أي خصم".
ق.ر