الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

كرة القدم الإفريقية الفائز الأكبر: الجمهـــور الجزائــــري يجبـر العالم على الاعتــراف

أجبر الجمهور الجزائري العالم على الاعتراف، رغم مرور ثلاثة أيام فقط من انطلاق بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وذلك بعد النجاح الباهر على جميع المستويات، بداية بحفل الافتتاح وصولا إلى المباريات التي لعبت إلى غاية الآن، سيما من ناحية الحضور الجماهيري، كيف لا وملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة سجل حضور أزيد من 35 ألف مناصر في مباراة لم يكن فيها المنتخب الوطني طرفا، بل جمعت بين منتخبي السنغال وكوت ديفوار، وهو ما جعل عديد المواقع في مختلف القارات تتطرق للموضوع، بداية بموقع "وين وين" ، الذي أشاد بالسلوك الحضاري للجمهور، وصولا إلى مواقع فرنسية وأخرى من إفريقيا، في صورة "فووت أفريكا"، الذي رفع القبعة للجمهور الجزائري.

ويرى أهل الاختصاص بأن الدولة الجزائرية ساهمت بشكل كبير في تسهيل الأمور التنظيمية، بفعل الخبرة التي اكتسبتها من خلال تنظيم أحداث دولية مختلفة، وخاصة نوعية الملاعب المخصصة لاحتضان "الشان"، ساهمت بشكل كبير في البداية الموفقة، وسهلت المأمورية على مختلف اللجان، دون ان ننسى الأرضية الرائعة في الملاعب الأربعة، والتي تعتبر عامل أساسي في إنجاح بطولات كروية.
متابعة غير مسبوقة لـ"الشان"
وتعرف بطولة إفريقيا للمحليين بالجزائر، متابعة غير مسبوقة من داخل وخارج القارة السمراء، ولعّل قيام 66 دولة بنقل حفل الافتتاح الطبعة السابعة، ناهيك عن عدد الاعتمادات الممنوحة من طرف الكاف خير دليل، ضف إلى ذلك الحضور الجماهيري في المدرجات من جنسيات أجنبية، مثلما حضر في اللقاءات الأولى من البطولة، وهو ما لم يحدث في الدورات السابقة.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن الدولة الجزائرية فتحت ذراعيها لكل البلدان، من خلال القيام بتسهيلات كبيرة للمساح للسياح بالحضور، إضافة إلى وضع برنامج مكثف لتفقد أهم وأبرز المعالم التاريخية والمناطق السياحية، في خطوة غير مسبوقة على مستوى الدورات الماضية، وهو ما يؤكد بأن "شان الجزائر" مختلفة عن سابقتها على جميع المستويات، والجزائر أرادتها لتوحيد الشعب الإفريقي.
دورة الأرقام القياسية في طريقها للتجسيد
تتجه نسخة "شان الجزائر" لتحطيم كل الأرقام القياسية، مثلما كان عليه الحال في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يعني بأن تصريحات وتوقعات رئيس الكاف باتريس موتسيبي في محلها، عندما صرح منذ أزيد على شهر، وقال:" متأكد أن دورة الجزائر ستكون استثنائي والأفضل في التاريخ"، وهو ما أكده مجددا عند حضوره مباراتي الجولة الأولى من المجموعة الثانية في عنابة، عندما أخبر رئيس الفاف جهيد زفيزف بأنه منبهر من الأجواء التي عاشها في ملعب 19 ماي، وحضور أزيد عن 35 ألف مناصر في مباراة، لم يكن فيها المنتخب الوطني طرفا فيها.
وقبل انطلاق الدورة، رفع الشعب الجزائري شعار التحدي، مثلما فعلوا ذلك في الألعاب المتوسطية بوهران، من خلال البصم على أكبر حضور جماهيري من بين جميع الطبعات السابقة، كيف لا ويومها بعض الاختصاصات أو الرياضات الفردية استقطبت عددا معتبرا، بدليل أن رئيس لجنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أثنى على دورة وهران.
عنابة سجلت أول النقاط التاريخية
وكانت مدينة عنابة وبالضبط ملعب 19 ماي 1956 شاهدا على أولى النقاط التاريخية، وذلك من خلال اللجوء لتقنية الفيديو المساعد لأول مرة في هذه الدورة، ومن محاسن الصدف أن يكون الحكم الرئيسي جزائريا ويتعلق الأمر بلطفي بوكواسة، الذي احتسب هدف اللقاء الوحيد لمنتخب السنغال بعد العودة إلى "الفار".
ولم يكن قرار احتساب هدف السنغال القرار الوحيد المتخذ من طرف غرفة "الفار"، بل أيضا أيدت غرفة الفيديو المساعد قرار احتسابه ضربة الجزاء، بعد لمس أحد مدافعي منتخب كوت ديفوار الكرة باليد، وهو القرار الذي وصفه أهل الاختصاص بالحكيم من طرف ممثل الصافرة الجزائرية في المحفل القاري.
كل الوفود امتدحت التنظيم واجواء البطولة
لم تتوقف الوفود المشاركة في البطولة الإفريقية عن توجيه عبارات الشكر إلى السلطات الجزائرية والشعب الجزائري بصفة عامة، بالنظر إلى حفاوة الاستقبال الذي خصت به كل البعثات، إضافة إلى توفير كل الإمكانيات لإنجاح العرس القاري، ولعل تصريح رئيس الوفد السوداني خير دليل، عندما قال:" نشعر وكأننا في بيتنا، بل أكثر من ذلك، نحن معززون مكرمون وهذا ليس غريب عن العشب الجزائري، بالنظر إلى العلاقة الأكثر من رائعة بيننا"، والحال كذلك بالنسبة لمناجير منتخب مدغشقر، الذي قال بصريح العبارة:" حظينا باستقبال الملوك، وكل طلباتنا أوامر هنا في الجزائر، صراحة نحن سعداء جدا بظروف الإقامة في هذا البلد الشقيق".
من جهتهم، أعضاء الكاف أشادوا بالتسهيلات التي وضعتها لهم الجزائر عبر لجنة التنظيم المحلية، بل أكثر من ذلك هناك من أكد بأن ما شاهده في الجزائر لم يسبق وأن حضره في مختلف الدورات السابقة، بل هناك من يعد بالعودة إلى الجزائر كسائح وليس في مهمة عمل، ما يعني بأنه ليس لديه الوقت الكافي، للاستمتاع بزيارة عديد الولايات.
موتسيبي والكاف المستفيدان
لا يختلف اثنان بأن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي والكنفدرالية الإفريقية ككل هما المستفيدان الأكبر من نجاح "الشان" من عديد النواحي، كيف لا والمسؤول الأول على الكاف يتجه لكسب التحدي، عندما رفع سقف الطموحات قبل انطلاق الدورة، مشيرا إلى أنه واثق من كون الطبعة السابعة ستكون الأفضل في التاريخ، وأما الكاف فهي الفائز من الناحية التسويقية، باعتراف مكن طرف الرجل الأول على  مستوى الفيفا الذي قالها بصريح العبارة، بأن حفل الافتتاح مذهل، مشيرا إلى إمكانية العودة مجددا لحضور اللقاء النهائي يوم 4 فيفري المقبل.
جدير بالذكر، أن موتسيبي من شدة إعجابه بالدورة، قرر حضور اللقاءات الأولى من كل مجموعة، من خلال التنقل إلى الملاعب الأربعة المعنية ب"الشان"، وإلى جانبه أعضاء المكتب التنفيذي، الذين عبروا عن سعادتهم بالعمل المنجز من طرف الدولة الجزائرية، والالتزام بكل الوعود التي قطعتها في وقت سابق.
الجمهور كلمة السر في ملف "كان 2025"
اقتنع الجمهور الجزائري بكونه جزئية مهمة لكسب تنظيم كأس إفريقيا 2025، وهو ما جعل الجمهور في كل المدن المعنية بمباريات البطولة الإفريقية للاعبين المحليين يرفع التحدي، من خلال البحث عن لعب دوره على أكمل وجه، وهو ما يؤكد الوعي الكبير لدى الشعب الجزائري، الذي كلما كان بلده في حاجته إلا ولبى النداء، ولعل كيف نفسر الحضور الجماهيري في جميع المباريات إلى غاية الآن، سيما بالنسبة للمدن التي تحتضن لقاءات المجموعة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، رغم أن المنتخب الوطني غير متواجد فيها.
وهناك توقعات كبيرة بأن نسبة الحضور الجماهيري سترتفع أكثر في المباريات المتبقية، خاصة وأن الإثارة تكون حاضرة أكثر مع مرور اللقاءات واتضاح الرؤية بالنسبة للمنتخبات التي تريد لعب الأدوار الأولى، في وجود عدة مدربين أكدوا استهدافهم التتويج.
ملاعب "شان الجزائر" أفضل من كأس إفريقيا
بدأ المتتبعون بمقارنة بين ملاعب الجزائر وملاعب الكاميرون التي احتضنت آخر طبعة من كاس إفريقيا للأمم، حيث هناك إجماع على أن المنشآت المخصصة للطبعة السابعة من "الشان" أفضل بكثير من جميع النواحي، سواء من ناحية جودة الأرضية أو المدرجات وخاصة الحضور الجماهيري المميز.
ولم يتوان معلقو قناة "بين سبورت" القطرية في الإشادة بالملاعب الجزائرية والتي وصفوها بأنها عالمية من خلال تعليقهم على مختلف اللقاءات، وخاصة ملعب براقي الذي تمت مقارنته مع الملاعب الأوروبية وملاعب قطر الأخيرة التي احتضنت المونديال، أين كان هناك إجماع على أن الجزائر قادرة على احتضان تظاهرات أكبر من "الشان"، في صورة كاس أمم إفريقيا.
أشبال بوقرة يريدون إنهاء العرس بأفضل صورة
يريد لاعبو المنتخب الوطني المحلي هم أيضا المساهمة بطريقتهم الخاصة في إنجاح الحدث القاري، من خلال رفع سقف الطموحات عاليا والبحث عن التتويج بالبطولة، كيف لا ومصادر من داخل المجموعة أكدت للنصر، بأن الحضور الكبير للأنصار في لقاء الافتتاح، ناهيك عن الصور التي يصنعها الأنصار في بقية الملاعب والتواجد بأعداد غفيرة، وهو ما زاد من حماس أشبال المدرب مجيد بوقرة، وسيمنحهم دفعة معنوية قوية من أجل المواصلة بنفس العزيمة، ولما لا الفوز ب "الشان" لأول مرة في التاريخ وتكرار نفس إنجاز الخضر في 1990، من خلال الفوز بأول لقب في أول تنظيم للحدث.
ويدرك جيدا رفقاء عبد اللاوي، بأن التاريخ يذكر المتوج فقط، وهو ما يجعلهم يبحثون عن جعل الدورة استثنائية على جميع المستويات، وليس من جانب التنظيم فقط، بل حتى من ناحية النتائج، مثلما كان عليه الحال في البطولة العربية في قطر.
حمزة.س

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com