تعرف المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، أجواء غير عادية هذه الأيام بمناسبة احتضان الولاية لعدد من مباريات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بعد التجاوب الكبير لسكان هذه المدينة مع أجواء المنافسة الإفريقية سواء من خلال التفاعل والمتابعة الكبيرين للمباريات وكذا التحسينات الكثيرة التي استفادت منها وجعلت منها قطبا تجاريا بامتياز.
وعرفت مختلف المقاهي الواقعة في المقاطعة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لمتابعة مباريات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين الجارية حاليا على مستوى 4 ملاعب بالوطن منها الشهيد حملاوي، حيث عاش عشاق الساحرة المستديرة الأجواء بطريقتهم الخاصة رغم التعذر عليهم حضور مباريات المجموعة الثالثة التي تحتضنها الولاية.
وجابت النصر بعض المقاهي من أجل الوقوف على مدى تفاعل سكان علي منجلي مع هذه المنافسة القارية الإفريقية، أين وقفت على امتلاء المقاهي التي تنافست في ما بينها في عرض المباريات والاستثمار في رغبة المواطنين في متابعة المباريات، من خلال عرضها عبر شاشات تلفزيون كبيرة الحجم معلقة في عدة زوايا واتجاهات من أجل إتاحة الفرصة المتواجدين في المقهى لمتابعة اللقاءات بكل أريحية، على غرار تلك الواقعة في الوحدة الجوارية 5 وبحي 400 مسكن والوحدات 9 و 7 و 8 و 6.
وشهدت المقاهي إقبالا كبيرا حتى في المباريات التي لا يكون المنتخب الوطني طرفا فيها، حيث يثير انتباه كل متنقل بين الوحدات الجوارية تفاعل الأنصار مع الأهداف والفرص الخطيرة لكل المنتخبات الإفريقية المشاركة في المحفل الكروي، لتتحول هذه المقاهي التي كانت شبه شاغرة قبل بداية «الشان» إلى قبلة المواطنين من الساعة الخامسة مساء إلى العاشرة ليلا.
وتفوّقت متابعة مباريات منتخبات غانا والسودان ومدغشقر والكونغو وغيرها من المنتخبات المشاركة، على قمم البطولات الأوروبية متمثلة في الإسبانية والإنجليزية خاصة وأن برمجتها تزامنت في نفس التاريخ والتوقيت.
عائلات تتحدى برودة الطقس
كما قامت الوالية المنتدبة لعلي منجلي بخطوة لافتة منحت إضافة للمتابعة القوية، وذلك بتخصيص شاشة عملاقة في الساحة المقابلة لمقر المقاطعة الإدارية مع تزويدها بحوالي 60 كرسيا، ليتوافد عدد كبير من المواطنين على هذه الساحة، وخاصة في الأسبوع الأول من انطلاق «الشان»، ما أضفى أجواء رائعة من خلال تجاوب الحاضرين مع مختلف الأهداف واللقطات الجميلة سواء تعلق الأمر بمباريات المنتخب الوطني أو بقية المنتخبات، وتحدت الجماهير الحاضرة برودة الطقس وتواجدت في هذا الفضاء بقوة، متمثلة في شباب وكهول وأطفال صغار حضروا لمتابعة المباريات بطريقة لم يتعودوا عليها سابقا.
ورغم نجاح هذه التجربة لأول مرة في منافسة غير معنية بالمنتخب الوطني، إلا أن المنظمين قرروا العزوف عن تخصيص الشاشة العملاقة في الأسبوع الثاني من انطلاق المنافسة الإفريقية، بسبب رداءة الأحوال الجوية وتهاطل الأمطار والثلوج، إلا أن إعادة وضعها في ذات الساحة قد يتجدد في قادم الأيام في حالة تحسن أحوال الطقس.
وتتنفس مدينة علي منجلي أجواء «الشان» من خلال اللافتات الإشهارية في مختلف الواجهات الرئيسية، أو من خلال الشرائط الملصقة التي زينت محطات وعربات الترامواي ومحطات الحافلات وهياكلها الخلفية، إضافة إلى الوحدة الجوارية 1 التي تزينت بأعلام المنتخبات المشاركة وتحديدا بمحاذاة فندق «الخيام» الذي يحتضن منتخب غانا منذ أيام. وخصصت مديرية النقل لولاية قسنطينة، 4 حافلات خاصة بالمؤسسة الولائية للنقل الحضري، من أجل نقل الأنصار القاطنين في المقاطعة الإدارية علي منجلي إلى ملعب الشهيد حملاوي لمتابعة مباريات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، وعرفت هذه الحافلات إقبالا كبيرا من طرف الجماهير القاطنة في علي منجلي، إضافة إلى العدد الكبير من سكانها الذين تنقلوا للملعب عبر مركباتهم الخاصة.
كما استفادت المدينة من حملات تنظيف مست كل الطرق الرئيسية والشوارع والأحياء ما منح منظرا جميلا لها، إضافة إلى تزيين الواجهات الرئيسية، وتزويد عدة مجمعات سكنية بالإنارة من نوع «لاد» وكذا إزالة التوسعات الفوضوية واللوحات الإشهارية غير المرخصة، ناهيك عن التواجد الأمني المكثف من أجل ضمان السلاسة المرورية أو الأمن بمختلف المراكز التجارية والمحاور الرئيسية.
وأكد المنتخب ببلدية الخروب، عزيز بشيري، أن المقاطعة الإدارية علي منجلي تطورت كثيرا في ظرف قصير وكل قاطن بها يشعر بالتحسن الكبير في عدة مجالات سواء من ناحية النظافة أو الإنارة أو تهيئة الطرق وبدرجة أقل استحداث المساحات الخضراء، مضيفا أن كل العمليات زادت من جمالية المدينة، ولم يتم إنجازها فقط من أجل إنجاح «الشان» بل جسدت في إطار برنامج السلطات الولائية والمستفيد الأول والأخير من هذه التحسينات حسبه، هو المواطن أو القاطن في علي منجلي.
حاتم/ ب