ينشط سهرة غد الجمعة، منتخبا السنغال وموريتانيا واحدة من قمم ربع نهائي النسخة السابعة لبطولة إفريقيا للأمم، في «ديربي» تطغى عليه أجواء الحزن، بعد وفاة نائب رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أباب أمغار ديينغ بوهران، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بظلاله على معطيات هذه المواجهة، لكن التنافس فوق المستطيل الأخضر سيكون على أشده بين «أسود التيرانغا»، الساعية لمسايرة انجازات المنتخب الأول، وكتيبة «المرابطين» التي ستنشط ربع النهائي لأول مرة في تاريخها.
هذه المقابلة تكتسي طابع «الديربي»، لأنها ستجمع بين منتخبين من غرب القارة، لكن الأفضلية على الورق تبقى لمنتخب السنغال، الذي كان قد قدم أوراق اعتماده كواحد من أكبر المرشحين للتنافس على التاج القاري، والسير على نفس درب المنتخب الأول، سيما بعد انتزاعه تأشيرة المرور إلى ربع النهائي عبر مجموعة الموت، التي ضمت زبائن تقليديين في «الشان»، في صورة الكونغو الديمقراطية، كوت ديفوار وأوغندا، وتصدر هذا الفوج كان باقتدار، بعد افتراس «فهود كينشاسا» بالقوة الثالثة، وهي النتيجة التي أكد بها السنغاليون على نواياهم الجادة في السعي للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، بعدما كانوا قد غابوا عن 4 نسخ متتالية، إلا أن العودة كانت قوية، وذكريات طبعة 2011، تبقى الأفضل إلى حد الآن، عند بلوغ نصف النهائي، واحتلال المركز الرابع.
وكان المدرب باب ثياو قد أكد على أن منتخب السنغال قصد الجزائر بنية الذهاب بعيدا في هذه الدورة، ومسايرة الانجازات التي ما فتئت تحققها الكرة السنغالية في هذه الفترة، خاصة وأنه يتخذ من زميله السابق من المنتخب أليو سيسي كنموذج في التدريب، كما أنه اعتبر البقاء في مدينة عنابة من الأوراق الرابحة لتشكيلته، وصرح في هذا الصدد بالقول: « لقد نجحنا في تصدر المجموعة، وهذا ما سمح لنا بالتأهل إلى ربع النهائي، وهي أول خطوة من هدفنا المسطر، لكننا حققنا مكسبا آخر بتصدر المجموعة، لأن اللعب في عنابة لرابع مرة تواليا يجعلنا نستغل هذه الأفضلية، بعد تعود لاعبينا على الأجواء في هذه المدينة وكذا أرضية الميدان الممتازة، كما أننا لم نغير مقر الإقامة منذ وصولنا إلى الجزائر قبل 4 أيام من انطلاق المنافسة».
من الجهة المقابلة، فإن منتخب موريتانيا سيخوض هذه المواجهة في ظروف استثنائية، وذلك بعدما خيم الحزن والأسى على البعثة، بوفاة أحد أعضاء الوفد المرافق، في حادثة حوّلت الفرحة بالانجاز التاريخي المحقق إلى حزن، لأن المنتخب تمكن من تجاوز عقبة دور المجموعات لأول مرة في تاريخه، في ثالث ظهور له في «الشان»، بعدما كان «المرابطون» قد ودعوا المنافسة مبكرا، ودون حصد أي نقطة في دورتي 2014 و2018، لكن الانتفاضة في هذه النسخة تجلت في التعادل مع أنغولا، والذي كان وراء ضخ نقطة تاريخية في الرصيد، قبل أن تتواصل الفتوحات التاريخية بالفوز على مالي، والذي كان وزنه تأهل تاريخي إلى ربع النهائي. وبصرف النظر عن أجواء الحزن التي تخيم على الوفد الموريتاني، فإن التشكيلة ستسعى سهرة غد الجمعة إلى رفع التحدي، ومواصلة التألق، بإهداء ورقة المرور إلى المربع الذهبي إلى روح الفقيد نائب رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، سيما وأن المجموعة ظهرت في لقاءيها السابقين أمام كل من أنغولا ومالي منسجمة، في وجود قرابة نصف التعداد من نادي نواذيبو، وهو أمر ساهم بشكل واضح في خلق التنسيق والانسجام بين الخطوط الثلاثة، دون تجاهل اللمسة الواضحة للمدرب أمير عبدو، الذي كان قد أشرف سابقا على قيادة منتخب بلده جزر القمر، لأن هذا التقني يحمل آمال الموريتانيين في هذه التظاهرة، وأولى الثمار قد ظهرت، بالنجاح في التأهل إلى ربع النهائي، وهو انجاز زاد في رفع عارضة طموحات الموريتانيين عاليا في هذه الدورة.
ص / فرطاس