كشف قائد وفاق سطيف عبد المؤمن جابو، أنه قرر الاعتزال بنهاية الموسم الحالي، مطالبا الانتهازيين بالابتعاد عن الفريق، من أجل الحفاظ على الهدوء الموجود الذي يسمح بالوصول إلى الهدف المنشود، متمنيا الخروج من الميادين بلقب جديد في مشواره الحافل بالتتويجات.
وأكد اللاعب الدولي السابق، في تقييمه لمرحلة ذهاب الموسم الحالي، عبر إطلالة من الصفحة الرسمية للنادي، بأن الفريق كان قادرا على تحقيق الأفضل بناء على ما يملكه من مواهب وقدرات فنية، لكن "عندما نعود للمشاكل المالية والظروف، فالمرتبة الخامسة تعتبر إنجازا، وهذا بالنظر للظروف فقط، لأن هذه الكلمة لا تنطبق على الوضع بالنسبة للوفاق إلا في حال التتويج بالألقاب" مضيفا بأن الفرصة مازالت متاحة في مرحلة الإياب من أجل تحسين الترتيب.
ولم ينس جابو شُكر المدرب السابق المصري حسام البدري، على العمل الذي أنجزه، في ظروف صعبة بعد التغيير شبه الجذري للتعداد في الصيف الماضي، وشُكر خالد لموشية أيضا، الذي استلم زمام الأمور في فترة معقدة، قبل التحاق التونسي شهاب الليلي، الذي يشرف على الفريق حاليا، الذي تمنى له النجاح، مؤكدا بأن التربص الشتوي في العاصمة كان نجاحا خاصة في غياب إصابات خطيرة، موازاة مع توفر الظروف المساعدة على العمل من الإدارة وتجاوب اللاعبين مع طريق عمل المدرب الجديد.
وفي توضيحه حول الإصابة التي أرغمته على المغامرة مبكرا من التربص الأخير، أكد قائد التشكيلة السطايفية بأنها قديمة وتجددت في فترة التحضيرات، مضيفا "جابو في سن 18 عاما ليس هو نفسه في سن 36، ومن الطبيعي أن يتعرض أي لاعب في هذا السن للإصابات، لكن بعد الخضوع للعلاج المكثف في سطيف وبعد عودة الفريق من العاصمة، أثبتت نتائج الأشعة بأن الإصابة أصبحت من الماضي."، ليفصح عن موعد اعتزاله الميادين " أي لاعب يتمنى أن ينهي مشواره بلقب خاصة لما يتعلق بنادي القلب الذي نشأت وكبرت فيه، خصوصا أن النادي يحتاج العودة إلى مكانته في منصة التتويجات بعد ابتعاده عنها ما يقارب ست سنوات، وهو هدف قابل للتحقيق في ظل مستوى اللاعبين الموجودين وبالدعم القوي من الأنصار".
كما أثنى الدولي السابق، على الروح الجماعية السائدة في الفريق، مؤكدا بأن ما يميّز الموسم الحالي هو الهدوء التام "رغم المشاكل الكثيرة التي يعاني منها النادي وعدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم، لكن لا أحد يتحدث عن الإضراب والجميع مركز على العمل في صم"، مُبديا تفاؤلا كبيرا بالانتدابات التي تمت في الميركاتو الشتوي، وقال:" واثق بأن الانتدابات الجديدة التي تمت ستقدم الإضافة للمجموعة، والأكيد بأن اللاعبين الجدد وجدوا كل التسهيلات من أجل الاندماج، وهو أمر معتاد ويسير في نادي وفاق سطيف"، متابعا " عندما كان النادي يمر بفترات مريحة، فتح لنا الأبواب وفيه تعلمنا كرة القدم ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن، لهذا مهما يكن حجم تضحياتنا في النادي فلن نوفيه فضله، وهذا يجعلني أتفاعل أحيانا كمناصر وليس كلاعب في الفريق".
" قندوسي أبهـرني منذ كان صغيرا و واثق بأنه سيشرّفنا"
خص قائد الوفاق، زميله السابق الملتحق بنادي الأهلي المصري، أحمد قندوسي بالثناء، وقال : "أحمد إنسان طيب، من عائلة بسيطة، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح مع نادي الأهلي، أنا أعرفه منذ كان صغيرا وأذكر أنه أبهرني في لقاء تحضيري بين الأكابر والرديف، وفورا تحدث مع رئيس النادي وقتها حسان حمّار الذي نتمنى له العودة سالما لأهله، وطلبت منه ترقيته، وهذا ما تمّ بعد معاينته من المدرب نبيل نغيز، ومنها كانت البداية للاعب كبير، ضحّى كثيرا حتى يصل إلى هذا المستوى، بعيدا عن أهله، مضطرا أحيانا حتى للمبيت عند أصدقائه، وأنا واثق بأنه سيشرفنا."
على الانتهازيين البقاء بعيدا
فتح جابو النار على الانتهازيين الذين يحاولون الظهور لضرب استقرار النادي "بصفة قائد الفريق وابن النادي، يجب توضيح الصورة للأنصار، وكما قلت من قبل مكسب هذا الموسم هو الاستقرار والهدوء، الذي يميزه عن الموسم الماضي، رغم أن أزمة المستحقات موجودة بنسبة أكبر، فالجميع يعمل في صمت وينتظر الفرج دون كلام كثير، وهذا العامل محوري في أي فريق، والفضل يعود كذلك للإدارة الحالية، التي يجب أن نقول في حقها كلمة حق، وأعني المسيرين الذين بدؤوا معنا في هذا الموسم وعلى رأسهم عبد الحكيم سرار، الذين كانوا صادقين مع اللاعبين، رغم غياب الأموال عكس ما كان يحدث في المواسم الماضية مع الوعود الكاذبة في كل مرة، وهذه الصراحة التي ساهمت في الحفاظ على الثقة بين اللاعبين والإدارة".
ليتبع كلامه بالتطرق إلى انعكاسات إبرام صفقة تحويل قندوسي مع الأهلي " ما حدث بعد إتمام صفقة انتقال قندوسي، يجعل الناس تعتقد بأن الوفاق سيحصل على 500 مليار سنتيم، والواقع أن قيمة الصفقة لا تغطي أجور أربعة أشهر للاعبين، وهذه الصفقة أظهرت أطرافا غابت منذ الموسم الماضي، تتحدث عبر التلفزيونات وكأنها فاعلة في النادي، ورسالتي لهؤلاء الناس بأن يدَعوا الفريق يعمل بهدوء كما بدأ الموسم، وهو ليس بحاجة إليهم، ولا يحتاج إلى قدومهم الذي لا ينفع في شيء سوى ضرب الاستقرار، حتى يتمكن النادي من تحقيق هدفه الذي لا يمكن أن يقل عن ضمان مشاركة قارية، مهما تكن الظروف والأزمات التي يواجهها"، مضيفا" من الطبيعي أن يطمع اللاعبون في تسوية جزء من مستحقاتهم بعد تحويل اللاعب قندوسي، من أجل مواصلة التركيز على العمل في هدوء، خاصة أنهم صبروا كثيرا، على امتداد ستة أشهر، وشخصيا أدين بأجور 24 شهرا، لكننا جميعا نعمل في صمت من أجل تحقيق هدف مشترك".
وختم قائد وفاق سطيف كلامه برفع القبعة للأنصار، الآملين في عودة فريقهم لمنصة التتويج "من الإيجابيات أيضا هي الرغبة الشديدة لدى اللاعبين في تحقيق أفضل نتيجة في هذا الموسم، والإمكانيات الفنية موجودة، والأهم هو الدعم الكبير الذي يحظى به اللاعبون والفريق على العموم من الأنصار، الذين ندعوهم للمواصلة في نفس المسار خلال مرحلة الإياب، حتى تكون النهاية كما يتمناها الجميع.
خ. ل
