تجرعت أمس، شبيبة سكيكدة مرارة الهزيمة على أرضها أمام مولودية قسنطينة، التي عرفت بكثير من الرزانة كيف تعود بانتصار مهم وبثنائية نظيفة لبومعيزة، في مباراة طبعتها الإثارة والاحتكاك البدني، وعرفت مرحلتها الأولى انطلاقة قوية للضيوف، مع استماتة كبيرة للمحليين الذين فضلوا تحصين مواقعهم الخلفية وتجميد اللعب وعدم المغامرة كثيرا في الهجوم، ولو أن عقون كاد خطف هدف السبق، بتسديدة قوية مرت جانبا على مرمى الحارس نايلي عند الدقيقة (4).
تشكيلة المدرب بلعريبي التي أبدت استعدادا طيبا وكسبت جل الصراعات الثنائية، كانت قاب قوسين أو أدنى من التهديف عن طريق بركات عند الدقيقة (13)، رغم تواجده وجها لوجه مع الحارس زيلاي، وهو إنذار حقيقي لأصحاب الأرض الذين خرجوا من قوقعتهم وحملوا مشعل المبادرات في غياب الفعالية والتركيز، ما جعل كل محاولاتهم ضعيفة ولم تشكل خطرا على الحارس نايلي.
الانتشار الجيد للزوار وانضباطهم التكتيكي، فضلا عن حيويتهم في وسط الميدان، جعل أبناء المدرب الجديد سيد أحمد سليماني الذي تابع اللقاء من المدرجات، يسلكون منهج الحيطة والحذر، والاعتماد على المرتدات لفك شفرة دفاع الموك، حتى وإن كاد ذلك يكلفهم هدفا، لو استغل محيمداتسي الفرصة التي أتيحت له في الدقيقة (30)، حيث صوب قذفة قوية تصدى لها الحارس زيلاي، وأخرج الكرة للركنية.
رد فعل المحليين، كان محتشما في ظل غياب الجرأة الهجومية، وضعف اللياقة البدنية، بغض النظر عن التوقفات العديدة بفعل التدخلات القوية من الجانبين، فيما عرفت الخمس دقائق الأخيرة من الشوط الأول سيطرة عقيمة للضيوف، المدعمين بمجموعة كبيرة من أنصارهم، اكتظت بهم مدرجات ملعب 20 أوت.
المرحلة الثانية، عرفت ارتفاعا في ريتم اللعب، بعد أن رمى الضيوف بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل، من خلال تكثيف المحاولات بغية صنع الفارق، وهو ما جسده اللاعب بومعيزة عند الدقيقة (53)، برأسية محكمة إثر ركنية، الأمر الذي وخز شعور «السكيكدية» الذين حاولوا تدارك الأمر وتوظيف كل طاقاتهم، غير أنهم اصطدموا بدفاع منظم، تزامنا مع حالة الارتباك التي بدت عليهم، رغم مطالبتهم بضربة جزاء في الدقيقة (58).
ومع مرور الوقت، عمد رفقاء ماتيب إلى تسيير اللقاء بالاقتصاد في الجهد، حيث ضيع بن عثمان فرصتين (د68 و73)، إلى غاية الدقيقة (82)، التي نجح خلالها ذات اللاعب من مضاعفة مكسب فريقه وهز شباك زيلاي بطرقة جيدة، لتنتهي المواجهة وسط غضب أنصار الشبيبة.
كمال واسطة