أعلن أخيرا نجم نادي ليون الفرنسي حسام عوار عن انضمامه الرسمي للمنتخب الوطني، لينهي بذلك مسلسلا دام لأكثر من أربع سنوات كاملة تأرجحت فيه الأخبار بين التحول للخضر أو البقاء كلاعب دولي فرنسي، بعدما كان صاحب 24 عاما قد اختار في بادئ الأمر الدفاع عن الألوان الفرنسية، مسجلا حضوره في مناسبة واحدة مع تشكيلة ديديي ديشان في لقاء ودي أمام أوكرانيا عام 2020، قبل أن يغير رأيه في آخر المطاف ويلتحق بالخضر، مبديا ندمه الشديد لارتداء زي الديكة في وقت سابق، ولئن كان عوار قد فتح صفحة جديدة حسب التصريحات التي أدلى بها لموقع الفاف، الذي نشر له حوارا مطولا عاد فيه القائد الأسبق لنادي ليون إلى حيثيات التحاقه بالكتيبة الوطنية، معربا عن أمله في قيادة الخضر للألقاب والتتويجات.
وأطّل عوار، على الجماهير الجزائرية زوال الخميس الماضي، بتصريحات قوية أعرب من خلالها عن فخره واعتزازه باللعب لبلده الأصلي الجزائر، مضيفا بأنه سعيد للغاية للفرصة الثانية التي أتيحت له، مؤكدا في ذات السياق، أن الفضل في قدومه يعود إلى رئيس الفاف جهيد زفيزف والمدرب جمال بلماضي اللذين مدا أيديهما إليه، بعد أن كان مترددا بعض الشيء، خوفا من وصفه بالاستغلالي والانتهازي الذي وجد نفسه مضطرا لفتح الأبواب من جديد أمام المسؤولين الجزائريين، عقب تهميشه من الناخب الفرنسي ديديي ديشان.
واستهل عوار تصريحاته التي صنعت الحدث عبر مختلف وسائل الإعلام الجزائرية والفرنسية، جراء القيمة الكبيرة لهذا اللاعب الذي كان بالأمس القريب، على بعد خطوات قليلة من الانضمام إلى نادي ريال مدريد الإسباني، بالحديث عن كيفية التحاقه بالخضر، وفي هذا الصدد قال:«تعرفون أن جزءا كبيرا مني يحمل الثقافة الفرنسية، لأني ولدت وكبرت هناك، ولكنني أيضا من أصل جزائري وتربيتي في البيت كانت جزائرية بحتة، والمنتخب الجزائري يُمثل الكثير بالنسبة لي».
عندما مد لي زفيزف وبلماضي أيديهما قلت هي فرصتي
وعاد عوار إلى أول اتصال جمعه بمسؤولي الفاف، مشيرا أن فكرة اللعب للجزائر راودته منذ فترة، غير أنه كان يخشى القيام بأول خطوة، وقال في هذا الصدد: «الترتيبات حدثت خلال عطلة الصيف في الجزائر، حيث اتصل بي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (جهيد زفيزف)، وأعرب لي عن إمكانية الالتحاق بالمنتخب الوطني، في الواقع راودتني هذه الفكرة منذ وقت طويل، ولكنني لم أرغب أن تكون المبادرة مني، حتى لا أعطي صورة أنني استغلالي، وعندما مد لي المدرب ورئيس الاتحاد أيديهما قلت هذا قدري، وهي فرصة ثانية يجب ألا أضيعها».
اختيار الجزائر جاء من القلب ولا علاقة له باستبعادي من ديشان
وفند عوار كل الأخبار التي تحدثت عن توجهه للخضر، بعد أن فقد الأمل في العودة إلى كتيبة ديديي ديشان، مؤكدا أن اختيار الجزائر جاء من القلب وعن قناعة تامة، على أمل أن يكون عند مستوى تطلعات الجميع في السنوات المقبلة، لا سيما وأنه لا يزال في بداية مشواره، وهو الذي يبلغ من العمر 24 سنة فقط، وهنا قال حسام :«صدقوني اختيار الجزائر جاء من القلب، وموافقتي على اللعب للمنتخب الوطني ليس له علاقة بأنني سأكون خارج حسابات مدرب فرنسا ديديي ديشان، لقد شعرت بالندم لاختيار اللعب في المنتخب الفرنسي، ولم يكن اختيارا موفقا، ولا مناسبا بالنسبة لي، صدقوني اخترت الجزائر بقلبي، وأنا مقتنع تماما بهذا الاختيار، وما زلت في الرابعة والعشرين من عمري، ولذلك أريد بكل تأكيد حمل قميص الجزائر، وسأقاتل معهم في الاستحقاقات القادمة».
وتابع:« اختيار الجزائر مكتوب، ولم أعرض نفسي، حتى لا أظهر بصورة الانتهازي، ولكنني أشعر بالتقدير، بعد أن مدت الجزائر يدها من أجلي، لقد قررت ألا أضيع هذه الفرصة مرة أخرى، عمري 24 عاما وما زال أمامي 10 سنوات من اللعب، ولو كانت لي نية سيئة، لكنت انتظرت حتى سن 27 أو 28 سنة، للالتحاق بصفوف المنتخب الجزائري»، وأردف قائلا: «اخترت الجزائر بسبب أصولي هناك، والطريقة التي تربيت بها مع عائلتي، إنها تساعدني على الانسجام مع المنتخب الوطني، وتضاعف من رغبتي في ارتداء هذا القميص».
نمتلك منتخبا رائعا ومدربا متميزا
وعرج عوار في معرض تصريحاته إلى الأهداف التي يصبوا إليها مع الخضر في الاستحقاقات المقبلة، مبديا ثقته الكبيرة في مقدرة هذه التشكيلة على معانقة الألقاب، لا سيما في وجود مدرب بمواصفات جمال بلماضي الذي أثنى عليه كثيرا، وهنا قال:« علاقتي مع الجزائر قوية، وأحرص على زيارتها باستمرار، الجزائر تملك منتخبا رائعا ومجموعة متحدة ومدربا رائعا، وأريد أن أقاتل من أجلهم، وتقديم الإضافة للخضر، أهدافي هي أهداف المنتخب الوطني ذاتها، وأريد جعل الشعب الجزائري فخورا بنا، والبحث عن الألقاب، لسوء حظي تعرضت لإصابات عدة مع ليون، ولا أملك أية إجابة حول قلة مشاركاتي في الوقت الراهن، ولكنني سأقاتل من أجل استعادة مستواي المعهود في المرحلة المقبلة».
وواصل: «أنا جاهز لتقديم الإضافة المرجوة، ولدي طموحات كبيرة مع المنتخب ولما لا التأهل لمونديال 2026 والوصول لأبعد محطة ممكنة، فنحن نمتلك تشكيلة فريدة من نوعها، وأنا هنا للفوز بالألقاب».
نجوم الخضر يدعمون خياره ورسالة خاصة من ديالو
وبالموازاة مع نشر حوار عوار عبر موقع الفاف، وضع اللاعب صاحب 24 عاما، صورة له بقميص الخضر على حسابه الشخصي في موقع «إنستغرام»، وكتب عبارة:« تحيا الجزائر»، وهي الصورة التي تفاعل معها العديد من نجوم الخضر وزملاؤه في «لوال»، وحتى بعض نجوم المنتخبات الإفريقية الأخرى، على غرار الدولي السنغالي عبدو ديالو الذي وجه رسالة، خاصة لخريج أكاديمية ليون.
ورحب إسلام سليماني وإسماعيل بن ناصر وفارس شعيبي بقدوم حسام عوار، كما دعمه قائد ليون لاكازيت بتعليق مميز لفت انتباه الجميع، عندما كتب:« تحيا الجزائر»، في إشارة إلى ارتياحه بقرار عوار الذي عاش أياما عصيبة مؤخرا.
بالمقابل، وجه الدولي السنغالي عبدو ديالو رسالة تهنئة لعوار، على ضوء اختياره تمثيل المنتخب الوطني، ونشر مدافع لايبزيغ صورة تصميم لعوار، وهو يرتدي قميص الخضر، وبعدها رسالة تشجيع على حسابه في «إنستغرام» كتب فيها: «أتمنى أن يعود عليك قرار تمثيل المنتخب الجزائري بالخير أخي، كما أتمنى أن يقربك أكثر من جذورك ويجعلك أحسن، وأن يستقبلك أبناء وطنك بصدر رحب، الماضي هو الماضي، لديكم الآن مستقبل مشترك لتبنوه معا، ومتحمس لألقاك على الميادين الإفريقية، تحيا الجزائر».
سمير. ك