نال الحديث عن الوافدين الجدد على بيت الخضر حصة الأسد من الندوة الصحفية، التي نشطها الناخب الوطني جمال بلماضي، صبيحة أمس بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، خاصة وأن الأخير حاول وضع النقاط على الحروف، بخصوص عديد التفاصيل المهمة التي شهدتها هذه العملية، التي استحسنها الجميع، كونها مكنت المنتخب من الاستفادة من نجوم في شاكلة حسام عوار.
بلماضي، ورغم نجاحه في تدعيم المنتخب بخدمات العديد من النجوم الواعدة، إلا أنه ظهر في أغلب فترات الندوة الصحفية غاضبا، كونه لم يتقبل الأخبار المتداولة عن مساهمة بعض الأطراف في إقناع هؤلاء اللاعبين بالانضمام إلى الخضر، مُرجعا الفضل بالدرجة الأولى إليه وإلى مسؤولي الفاف، ولئن كان بلماضي لم يغفل الأدوار المهمة التي قام بها بعض الوسطاء، على غرار دوليين سابقين كانوا وراء ربط الاتصالات بهذه العناصر، التي حظيت بثناء الناخب الوطني، وهي التي اتخذت حسبه موقفا تاريخيا برفضها دعوة منتخب فرنسا، مُفضلة منتخب بلدها الأصلي، في تلميح مباشر إلى ما جرى في قضية جلب موهبة نادي نانت جوان حجام، الذي أدار ظهره لأولمبيي الديكة، من أجل التواجد مع رفقاء محرز.
وقال بلماضي في مستهل ندوته الصحفية عن التدعيمات النوعية التي كانت حديث الجماهير الجزائرية على مدار الأسابيع الأخيرة، نظرا لأهمية رؤية عناصر من مستوى عوار وآيت نوري وبوعناني بألوان المنتخب الوطني:» حاولنا جلب روح مغايرة للمنتخب بجلب العديد من الأسماء الجديدة، ولقد تمت العملية بنجاح ولا دخل لأي كان فيها، والفضل بالدرجة الأولى يعود إلى اللاعبين الذين لبوا نداء الوطن دون تردد، وأعني بالذكر هنا بوعناني وشعيبي وحجام».
وتابع:» صدقوني هناك عنصر من بين اللاعبين الشباب المستدعين للتربص الحالي (يقصد جوان حجام)، وصلته دعوتين تواليا من المنتخب الفرنسي للشباب (منتخبا أقل من 20 و23 سنة ) بالموازاة مع استدعاء المنتخب الوطني، ولبى نداء الجزائر دون تردد، وأنا فخور به وبالقرار الجريء الذي اتخذه، والذي لم يسبق وإن عشنا مثله، فهذه المرة الأولى في تاريخ كرة القدم الجزائرية التي أرى فيها مثل هذه القرارات القوية والجريئة من لاعبين في مستهل مشوارهم الكروي، كما أن هناك لاعب آخر يستحق الثناء، فقد ذهب لمناقشة مسؤولي ناديه، بسبب غضبهم منه على خياره الجزائر، وقلت له ألا يرتبك وأن يكون هادئا (شعيبي الذي دخل في سوء تفاهم مع مسوؤلي تولوز بعد أن حاولوا إرغامه على اللعب لأولمبيي الديكة، غير أنه ظل متمسكا بالقرار الذي اتخذه شهر نوفمبر الماضي).
وأكد بلماضي في نفس السياق، إن مثل هكذا مواقف رجولية ذكرته بما قام به ثنائي منتخب جبهة التحرير الوطني رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني، اللذين قال لا لمنتخب فرنسا الأول، من أجل الالتحاق بالكتيبة الوطنية، وهنا أضاف: «جل اللاعبين الجدد الذين التحقوا بالمنتخب الوطني رفضوا دعوات المنتخب الأولمبي الفرنسي، وهذه لم تحدث منذ عهد لاعبي جبهة التحرير الوطني، وصدقوني هؤلاء اللاعبين قدموا للمنتخب حبا في البلد والأوان الوطنية، وأشعر بمسؤولية كبيرة اتجاههم، وأنا سعيد الآن لتدعيم المنتخب بهكذا نوعية من اللاعبين، فمردود الجدد ورفضهم لفرنسا يدعو للفخر، وواثق بأن هؤلاء الشبان سيصنعون لهم اسما مع المنتخب، ولذلك سنحاول فقط تقديمهم بالشكل المطلوب للجمهور».
المحادثات مع بوعناني وشعيبي وحجام لم تستغرق وقتا طويلا
وأكد الناخب الوطني أن مهمة إقناع الثلاثي بدر الدين بوعناني وجوان حجام وفارس شعيبي لم تستغرق وقتا طويلا، نظير الرغبة الجامحة التي كانت تحذو هذه العناصر، من أجل تمثيل بلدها الأصلي، مشيرا بأنهم معجب بجرأة هذه الأسماء التي لم تهتم للإغراءات ولم تستسلم للضغوطات، وفي هذا الصدد قال:» ملف مزدوجي الجنسية مازال طويلا، ولاعبين مثل بوعناني حجام وشعيبي كانت المحادثات معهم سهلة وسريعة، كونهم كانوا مناصرين أوفياء للخضر في سن صغيرة، ولذلك لم نواجه معهم أي متاعب لإقناعهم بالقدوم، خاصة وأننا وقفنا على نقطة مهمة، وهي أن لديهم تربية وثقافة جزائرية، مكنتنا من جلبهم بسرعة».
وتابع:» الوافدون الجدد لديهم مستوى مقبولا، ولكن لن أجزم بنجاحهم، وأفضل أن يترك لهم الوقت للتعود على أجواء إفريقيا والانسجام مع منظومة المنتخب».
الاتصالات مع عوار وآيت نوري دامت 4 سنوات
وحاول الناخب الوطني في معرض حديثه عن ملف المغتربين، توضيح الأسباب الخفية وراء تأخر قدوم حسام عوار وريان آيت نوري، مشيرا أن وضعيتهما مغايرة تماما عن بقية الزملاء، كونهما تأخرا في اتخاذ القرار المناسب، وفي هذا الصدد قال:» منذ استلامي زمام العارضة الفنية للخضر، كنت دوما في اتصالات مع عديد المغتربين، والدليل أن المباحثات مع الثنائي حسام عوار وآيت نوري قد دامت أربع سنوات كاملة، قبل نيل موافقتهما النهائية على عكس بوعناني وحجام وشعيبي الذين وافقوا من أول اتصال تقريبا، علينا أن نهتم لأمر وحيد وهو أن المنتخب، سيستفيد من لاعبين متميزين بإمكانهم جلب الإضافة التي نبحث عنها».
أنا من أقنعت الجدد والفاف تكفلت بالجانب الإداري
وكان المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر مستاء للغاية من الأخبار والشائعات، التي تحدثت عن مساهمة أطراف أخرى في إقناع هؤلاء اللاعبين، مؤكدا إشرافه شخصيا على هذه العملية التي تمت بالتنسيق مع رئيس الاتحادية الحالي جهيد زفيزف، وهنا قال:» أقولها وأعيدها أنا من تحدثت شخصيا مع كل هؤلاء اللاعبين الجدد، وشرحت لهم الأهداف والطموحات التي نصبوا إليها، والفاف تكفلت بعدها بالأمور الإدارية، من خلال إقدامها على تغيير الجنسية الرياضية، لبعض العناصر على غرار بوعناني وحجام وعوار وآيت نوري.
لم أغيّر لا فلسفتي ولا طريقة عملي
كما لم يتقبل ذات المتحدث نظرة البعض بخصوص استفادة المنتخب من الفلسفة والإستراتيجية الجديدة للناخب الوطني، مؤكدا بأنه كان ولا يزال يؤمن بنفس المبادئ، غير أن بعض المعطيات السابقة كانت وراء الفشل في إقناع بعض المغتربين بارتداء زي الخضر، وفي هذا الصدد قال:» لم أغير لا من فلسفتي أو من طريقة عملي، وكل من يقول العكس يحاول التشويش علي لا أكثر ولا أقل، أنا كنت دوما في مباحثات مع المغتربين، غير أن البعض كان لديه أسبابه الخاصة لعدم القدوم، وأنا احترمها، لقد فضلت تحمل الضغط طيلة هذه الفترة».
أسماء مرشحة للالتحاق مستقبلا
واختتم مدرب الخضر تصريحاته، بخصوص ملف المغتربين بالحديث عن إمكانية رؤية عناصر أخرى مستقبلا، في إشارة وتلميح للثنائي ريان شرقي وأمين غويري القريبين من الالتحاق بزميلهما في نادي ليون حسام عوار، وقال:» بعد ضمان خدمات هؤلاء اللاعبين الذين نأمل في نجاحهم معنا، لما يمتلكونه من مستوى مقبول للغاية، نستهدف الحصول على موافقة أسماء أخرى، الأمور تسير في الطريق الصحيح، وما علينا سوى الانتظار والقيام بعملنا على أكمل وجه». سمير. ك