يضع موعد تسوية رزنامة الجولة 21 لبطولة الرابطة المحترفة سهرة اليوم متصدر الترتيب، شباب بلوزداد أمام فرصة تعزيز مركزه الريادي، ومد خطوة إضافية نحو الاحتفاظ بالتاج للموسم الرابع تواليا، وذلك بحكم استفادته من ورقتي الأرض والجمهور، فضلا عن «الفورمة» العالية التي تتواجد فيها تشكيلة المدرب الكوكي.
هذه المعطيات مبنية بالأساس على المشوار الإيجابي الذي يبقى أبناء “العقيبة” بصدد تأديته، سيما وأنهم منتشون بالتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، زيادة على المرور إلى ثمن نهائي كأس الجمهورية، واللعب على 3 جبهات يضع تشكيلة الشباب أمام مسعى ترسيم الاحتفاظ باللقب “المحلي” مبكرا، والتفرغ أكثر للمنافسة القارية، وعليه فإن استقبال شبيبة الساورة يعد فرصة مواتية لتدشين العودة إلى أجواء البطولة، بريتم يواكب المسيرة المميزة في المغامرة الإفريقية، لأن الشباب سيخوض ثاني مقابلة له في مرحلة الإياب من البطولة، بعد غياب دام 34 يوما، ويعمل على توظيف ورقتي الأرض والجمهور، وكذا المعنويات العالية لكداد ورفاقه، لأن التألق قاريا أعطى الفريق المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات، مع الإيمان بالقدرات، ورفع عارضة الطموحات عاليا، بالمراهنة على أبعد محطة ممكنة في دوري أبطال إفريقيا، مادامت معالم الاحتفاظ بلقب البطولة للموسم الرابع على التوالي، قد ارتسمت مبكرا.
بالموازاة مع ذلك، فإن فريق شبيبة الساورة سيخوض هذه المواجهة في ظروف استثنائية، لأن “نكسة” الإقصاء المبكر من المنافسة العربية للأندية، ألقت بظلالها على أجواء الفريق، خاصة بعد التخلي عن الطاقم الفني، ولو أن هذه الانتكاسة تزامنت وتراجع “نسور الجنوب” في البطولة، خاصة بعد فقدان مكانة فوق “البوديوم”، والتقهقر إلى المركز السابع، بفارق 3 خطوات فقط عن صاحب الصف الثالث، وهذا بعد تعادل في عقر الديار مع اتحاد بسكرة، وكذا هزيمة بالأربعاء، رغم أن مهمة تشكيلة الساورة سهرة اليوم صعبة، لكن طموح تكرار “سيناريو” المواسم الفارطة يبقى يراود أبناء الجنوب، الذين اعتادوا على إجبار بلوزداد على اقتسام الزاد معهم في معقله، مقابل فشلهم في الصمود أمامه ببشار، والفصل الأول من هذا المشهد حدث في موقعة الذهاب، لما عاد أبناء العقيبة بكامل الزاد.
على صعيد آخر، فإن ثاني مقابلة في موعد التسوية ستكون بحسابات أولية تصب كلها في رصيد فريق شبيبة القبائل، الساعي للخروج من منطقة الجاذبية، والفرصة جد مناسبة لتعزيز الرصيدين النقطي والمعنوي، وهذا عند استضافة هلال شلغوم العيد، في لقاء يضع ثنائي القاعدة الخلفية وجها لوجه، لكن أبناء “الشاطو” استسلموا مبكرا لأمر السقوط، بعد حصدهم نقطتين فقط منذ بداية الموسم، في حين أن الشبيبة المنتشية بتأهلها إلى ربع نهائي دوري الأبطال تراهن كثيرا على هذه المقابلة لإثراء الحظوظ في النجاة من شبح السقوط، باعتبارها الفريق الوحيد في الجزائر الذي مازال لم يتجرع مرارة النزول من الرابطة الأولى منذ صعوده، وتجاوز عقبة الهلال سهرة اليوم، سيمكن “الكناري” من إبرام عقد شراكة مع نادي بارادو، في انتظار استكمال باقي مباريات تسوية الرزنامة، لأن ذلك كفيل بخلط الأوراق بشأن معركة تفادي التأشيرة الثانية على متن القطار المؤدي إلى حظيرة الهواة.
ص / فرطــاس