توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة 25 لبطولة الرابطة الثانية، ببقاء دار لقمان على حالها على مستوى قمة هرم الترتيب، بتواصل جدلية الصراع الثنائي من أجل التربع على عرش الصدارة بين القائد الحالي للقافلة الاتحاد السوفي، والمطارد المباشر جمعية الخروب، في ظل تواجد الطرفين على نفس الموجة، بالاستفادة من أفضلية الأرض والجمهور، الأمر الذي يجعل تكريس الوضع القائم الطرح الأقرب إلى المنطق، بينما قد تشهد هذه المحطة إجراء عملية «غربلة» في قائمة الطامحين لاقتطاع تذكرة الصعود، مادام نادي التلاغمة سيلعب فرصة الحظ الأخير بباتنة، وأي مكسب غير النقاط الثلاث من سفوحي، ستكون عواقبه تبخر حلم الارتقاء إلى حظيرة الاحتراف، في الوقت الذي ستكون فيه القاعدة الخلفية على صفيح ساخن، بقمتين واعدتين في إقليم الولاية الرابعة، لكن احتمال دخول اتحاد ورقلة إلى مثلث السقوط يبقى أكبر احتمال وارد.
ولعل ما يرجح كفة الاتحاد السوفي، للمحافظة على مشعل القيادة للجولة الرابعة تواليا استفادته من فرصة اللعب داخل الديار، وكذا هشاشة الضيف اتحاد عنابة في السفريات، مع دخول «الطلبة» في أجواء العطلة مبكرا، بعد ترسيم البقاء، مما يرشح «الأعشاش» لكسب الرهان، وانتزاع الفوز السادس تواليا، لمواصلة المشوار على وقع «ديناميكية» الفوز، وبلوغ المقابلة على التوالي دون هزيمة، خاصة وأن البطولة أدركت منعرجا حاسما، ونقاط الديار أصبحت غير قابلة للتفاوض، بصرف النظر عن كون الوصيف فريق جمعية الخروب يتواجد فوق بساط حريري، لأن استقبال شبيبة سكيكدة يعد فرصة مواتية للمرور إلى السرعة القصوى، واستعراض القدرات الهجومية، على اعتبار أن الشبيبة لم تعد قادرة على الصمود، بعد تلقي 13 هزيمة متتالية، ولو أنها نالت شرف إذاقة «لايسكا» طعم الهزيمة، للمرة الأولى والوحيدة إلى غاية هذه الجولة، وكان ذلك في موقعة الذهاب، في «سيناريو» مفاجئ مازال يلقي بظلاله على معطيات سباق الصعود.
على النقيض من الرائد والوصيف، فإن الطرف الثالث لمعادلة الصعود، نادي التلاغمة مقبل على خوض اختبار عسير، لأن النزول في ضيافة شباب باتنة يعد بمثابة فرصة الحظ الأخير، و»التلاغمية» لا يملكون أي خيار سوى التمرد على كرم الضيافة، والعودة بكامل الزاد، وإلا فإن عواقب ذلك ستكون نهاية المغامرة، والخروج نهائيا من السباق المؤدي إلى الرابطة المحترفة، لأن تشكيلة المدرب زمامطة تتأخر حاليا بخمس خطوات عن الرائد، وعدم الفوز في سفوحي يعني اتساع الهوة أكثر، رغم أن المهمة ليست سهلة، لأن «الكاب» مطالب بعدم التفريط في النقاط، حتى يتسنى له الابتعاد أكثر عن منطقة الخطر، بصرف النظر عن أن نادي التلاغمة حقق انتصارا وحيدا في السفريات السابقة، وكان قبل 16 جولة بعنابة، أمام «الحمراء»، لكنه اختصاصي في التعادلات بعيدا عن دياره.
أما بخصوص القاعدة الخلفية، فإن الحسابات من أجل تفادي المعقد الثالث على متن قطار النزول معقدة ومتشعبة، بتواجد كوكبة من الفرق ضمن دائرة المهددين، انطلاقا من اتحاد الشاوية، الذي سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، في قمة يستضيف فيه اتحاد خميس الخشنة، الذي مازال يصارع بدوره للابتعاد أكثر عن الجاذبية، لكن أهل الدار لا يملكون أي خيار سوى الانتصار، وإلا فإن المصير سيكون الانهيار، والمعطيات ذاتها تنطبق على الممثل الثاني لولاية أم البواقي في هذا القسم، فريق جمعية عين مليلة، الذي سيكون على موعد مع قمة واعدة، يلاقي فيها الضيف اتحاد الحراش، بمعطيات تلقي بظلالها على حسابات السقوط، إلا أن «لاصام» مجبرة على كسب الرهان.
ويبقى اتحاد ورقلة أكبر مهدد بدخول مثلث ذيل الترتيب، لأن تنقله إلى سور الغزلان غير محمود العواقب، بينما يراهن فريق مولودية العلمة كثيرا على هذه المحطة لمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، لأن الاستثمار في عطلة حمراء عنابة كفيل بوضع «البابية» على عتبة النجاة، بإحراز ثاني انتصار خارج الديار في مرحلة الإياب، في الوقت الذي أصبح فيه شباب برج منايل ملزم باستغلال ورقتي الأرض والجمهور بحثا عن خطوات إضافية تبعده عن الجاذبية، لأن «سيناريو» الجولة الفارطة عقد من وضعيته، واستقبال مولودية قسنطينة يضع «الكوكليكو» أمام فرصة التدارك، مادامت الموك قد خرجت كلية من دائرة حسابات الصعود والسقوط.
ص / فرطــاس