اضطر منتخب جنوب السودان، إلى توديع النسخة 14 لكأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة قبل انطلاقتها، وذلك بسبب اكتشاف حالات التلاعب في أعمار اللاعبين، لأن الكاف قررت إقصاء هذا المنتخب من المنافسة، وفقا لتقرير اللجنة الطبية، والذي أوضحت فيه بأن الكشوفات بالرنين المغناطيسي أظهرت تواجد 7 لاعبين من منتخب جنوب السودان تتجاوز أعمارهم السن القانوني المحدد لهذه المنافسة، الأمر الذي دفع بالاتحاد الإفريقي إلى الإعلان عن قرار منع هذا المنتخب من المشاركة في الدورة، وإرغامه على مغادرة الجزائر.
هذه الحالة، نتجت بالأساس عن التدابير التي أقرتها الكاف عملا بتوصيات الفيفا، لأن إخضاع جميع اللاعبين لكشوفات الرنين المغناطيسي على مستوى عظم المعصم أصبح إجباريا قبل انطلاق كل تظاهرة تخص الأصناف الشبانية، وهذا للحد من ظاهرة التلاعب بأعمار اللاعبين، والتي كانت قد أبعدت أبعادا أخرى، وتفاقمت في القارة السمراء، وعليه فإن 11 منتخبا كانوا قد خضعوا بكامل التعداد لفحص طبي على مستوى المركز المتخصص بدرارية، والذي عمل بالتنسيق مع مصحة خاصة تتواجد بولاية البليدة، كانت اللجنة الطبية للاتحاد الإفريقي قد تعاقدت معها لإجراء كشوفات الرنين المغناطيسي، بينما كانت الكاف قد أوفدت طاقما طبيا متخصصا إلى قسنطينة لإجراء الكشوفات المقترنة بهذه العملية على لاعبي المنتخب المغربي، وذلك على خلفية مخطط الرحلة الاستثنائي، مما يعني بأن اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الإفريقي قد استكمل كافة التدابير الخاصة بأعمار اللاعبين قبل التاريخ المحدد لانطلاق الدورة.
وإذا كانت الكاف، قد أشارت في بيانها إلى تواجد 4 لاعبين على أقل تقدير من تعداد منتخب السودان خارج الفئة العمرية المعنية بتنشيط "كان" الأشبال، فإن المعلومات التي استقتها النصر من لجنة التنظيم على مستوى قطب عنابة، تفيد بأن 7 عناصر من هذا المنتخب كانوا محل تحفظ من طرف اللجنة الطبية للكاف، بعد سقوطهم في المحظور، لأن كشوفات عظم المعصم باستعمال الرنين المغناطيسي أبانت عن تخطي اللاعبين السبعة سن 17 عاما، ولو أن مسؤولي وفد جنوب السودان رفضوا في بادئ الأمر القرار، وسجلوا في بادئ الأمر تحفظهم لدى اللجنة المكلفة بالتنظيم الممثلة للكاف بعنابة، لكن إرسال نتائج الكشوفات إلى ممثل اللجنة الطبية بقطب عنابة وضع نقطة النهاية لهذه الإشكالية.
من هذا المنطلق، فقد تم إلغاء البرنامج الذي كان مسطرا لمنتخب جنوب السودان بعنابة، واكتفى الوفد برحلة استكشافية مساء أول أمس قادته إلى الشريط الساحلي بمدينة بونة، قبل التوجه ظهيرة أمس إلى قسنطينة، بعدما تعذر ضبط مخطط استثنائي لتنقل منتخب جنوب السودان على متن رحلة جوية من مطار رابح بيطاط بعنابة باتجاه الجزائر العاصمة، تحسبا لمغادرة هذا المنتخب أرض الوطن صبيحة اليوم.
هذه الحالة "الاستثنائية"، أجبرت لجنة تنظيم المنافسة على تكييف برنامج الدورة مع المادتين 39 و60 من قوانين تنظيم بطولات الشبان على مستوى الكاف، وذلك بتقليص تركيبة المجموعة الثالثة إلى 3 منتخبات فقط، مقابل الإعلان المسبق من الطريقة المعتمدة لتعيين منتخبين من أصحاب المركز الثالث والتحاقهما بركب المتأهلين إلى ربع النهائي، لأن القوانين المعمول بها تمر تحيّين ترتيب فوجي قسنطينة وبراقي وفق معطيات تركيبة مجموعة تتشكل من 3 منتخبات، وذلك بإلغاء نتيجة المباراة التي تجمع صاحب الصف الثالث في الفوج من نظيره صاحب الصف الأخير، وضبط الترتيب بحسب الرصيد النقطي المحصل من مواجهة المنتخب المعني مع متصدر ووصيف فوجه، على أن يتم اتخاذ أكبر عدد من النقاط كمعيار أول لتحديد المتأهل، وبعد ذلك يتم الاحتكام إلى فارق الأهداف الاجمالي، وفق الترتيب المعدل، بينما تأتي حصيلة أفضل هجوم في المقام الثالث، وفي حال تسجيل التساوي بين منتخبين أو أكثر يتم اللجوء إلى عملية سحب القرعة، وهي وضعية تمنح الفرصة لمنتخبات فوج عنابة للتأهل سويا، خاصة وأن هذه المجموعة تتشكل من ثلاثي سبق له التتويج باللقب القاري لهذه الفئة، انطلاقا من حامل التاج منتخب الكاميرون، مرورا بسابقه، المنتخب المالي، وصولا إلى منتخب بوركينافاسو.
صالح / ف
