تعود ظهيرة اليوم، عجلة بطولة الرابطة الثانية إلى الدوران بعد توقف اضطراري دام أسبوعين، والاستئناف سيكون بواحد من أهم المنعرجات في سباق الصعود، لأن الثنائي المتنافس على التذكرة المؤدية إلى حظيرة الاحتراف عبر فوج الشرق، الاتحاد السوفي وجمعية الخروب، مقبل على امتحانات نتائجها كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر حول هوية البطل، على اعتبار أن كل فريق تنتظره 3 سفريات في الجولات الخمسة الأخيرة من المشوار وفرص التدارك تقلصت، الأمر الذي يجعل الفوز الخيار الحتمي لكل طرف، رغم أن المهمة في غاية الصعوبة، كما أن "معركة النجاة" ستكون على أشدها، وبمعطيات قد تطيل "السوسبانس" أكثر بشأن هوية الزبون الثالث على متن قطار النزول.
وتتجه أنظار المتتبعين إلى ملعبي بن عبد المالك بقسنطينة وزروقي بخميس الخشنة، أين سيكون الصراع عن بعد بين الرائد الاتحاد السوفي والوصيف جمعية الخروب، لأن كل فريق سيجبر على الدفاع عن حظوظه خارج القواعد، لكن بشعار البحث عن فوز وترقب هدية تكفي لإثراء الحظوظ أكثر في التتويج باللقب، ولو أن مصير الصدارة يبقى بيد "السوافة"، الذين أحكموا قبضتهم على مشعل القيادة في آخر 4 جولات، والاحتفاظ بعرش المقدمة يمر عبر شرط أساسي، يتمثل في ضرورة النجاح في العودة من قسنطينة بكامل الزاد، مهما كان حصاد "لايسكا" في هذه المحطة، إلا أن التجسيد الميداني لهذا الشرط يبقى أمرا صعبا، لأن الموك ستخوض هذه المواجهة دون ضغط بعد تبخر حلم الصعود، بعدما كانت المولودية قد فرضت التعادل على ضيوف هذه الأمسية، مع اختلاف كلي في المعطيات مقارنة بموقعة الذهاب، بينما سيكون الزوار تحت تأثير ضغوطات نفسية كبيرة، خوفا من العواقب الوخيمة لأي تعثر، وما لذلك من انعكاسات على معطيات معادلة الصعود، رغم أن الاتحاد السوفي، لم ينهزم على سوى مرتين منذ بداية الموسم، آخرها كانت بعنابة قبل 16 جولة.
من جهة أخرى، فإن الوصيف فريق جمعية الخروب سيجبر على الدفاع عن حظوظه خارج القواعد، والرحلة إلى خميس الخشنة ليست مضمونة العواقب، لأن النزول في ضيافة منافس مازال يصارع من أجل الخروج نهائيا من دائرة السقوط كفيل برفع قيمة الرهان في قمة النقيضين، و"بورصة" النقاط مرشحة لبلوغ الدورة، مادام أهل الدار يتواجدون على مشارف منطقة الجاذبية، وأي تعثر سيعود بهم مجددا إلى كوكبة المهددين بالتدحرج إلى قسم ما بين الرابطات، في حين أن "لايسكا" أدركت منعرج اللارجوع، لأن معالم العودة إلى حضيرة الاحتراف ارتسمت، وأصبحت تمر عبر شرط رئيسي ووحيد، ينحصر في ضرورة الفوز بالمباريات الخمسة المتبقية، لاستكمال إجراءات حجز تذكرة الصعود، وهو الشرط الذي يضع "الخروبية" أمام حتمية العودة بكامل الزاد، وترقب هدية من "الجيران" بعاصمة الولاية، لإحداث انقلاب في الصدارة، خاصة وأن الجمعية لم تنهزم سوى مرة واحدة طيلة المشوار، وكان ذلك بسكيكدة، ولو أن الوضعية الراهنة تقلل نسبيا من قيمة التعادلات خارج الديار.
أما على مستوى القاعدة الخلفية، فإن كوكبة المهددين بالسقوط ستكون على صفيح ساخن، والقمة سيحتضن أطوارها ملعب الحراش، ويلتقي من خلالها الاتحاد المحلي مع ضيفه اتحاد الشاوية في مقابلة "مفصلية"، تكتسي نتيجتها أهمية بالغة في حسابات النجاة، خاصة وأن الزوار أصبحوا بمثابة الضلع الثالث لمثلث النزول، وأي تعثر آخر قد يكلفهم غاليا، لأن الوضعية الحالية تنصبهم في خانة أكبر المهددين بمرافقة حمراء عنابة وشبيبة سكيكدة إلى القسم الأسفل، والانتفاضة تبقى حتمية، للتمسك بكامل الحظوظ في النجاة، رغم أن المهمة في هذه السفرية صعبة للغاية، لأن أبناء "لافيجري" يتقدمون بخطوة واحدة عن ضيفهم هذه الأمسية، والتعثر يبقى ممنوعا عليهم، كما أن فوزهم بهذه القمة كفيل بتوضيح الرؤية أكثر حول هوية ثالث النازلين، من خلال ضرب عدة عصافير بحجر واحد.
وفي نفس السياق، فإن بقاء 9 فرق معنية بحسابات السقوط، يكفي لزيادة قيمة الرهان في العديد من المباريات، خاصة بملعبي طاشة والتلاغمة، أين سيكون شباب برج منايل وجمعية عين مليلة على المحك، ولو أن مهمة "الكوكليكو" أصعب، مادام اتحاد عنابة لم يرسّم نجاته بعد، مع طفو أزمة المستحقات على السطح، في حين تسعى "لاصام" للاستثمار في "راحة" الجار نادي التلاغمة، على أمل النجاح في تكرار "سيناريو" الموسم الماضي، وإذاقة تشكيلة المدرب زمامطة طعم الهزيمة بملعب خبازة لأول مرة هذا الموسم، على اعتبار أن أهل الدار يعيشون على وقع أزمة نتجت عن الخروج من سباق الصعود، بينما تتواجد فرق مولودية العلمة، اتحاد ورقلة وشباب باتنة أمام فرصة مواتية للخروج من هذه المحطة بثلاث نقاط، مادامت رحلة "الكاب" إلى سكيكدة تبقى مجرد إجراء شكلي.
ص / فرطــاس