السنغال ـ جنوب إفريقيا
أشبال التيرانغا لتأكيد النهضة
يُنشط عشية اليوم، منتخبا السنغال وجنوب إفريقيا المباراة الافتتاحية للدور ربع النهائي، للنسخة 14 لكأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، والتي تضع أولى تأشيرات تمثيل القارة السمراء في الطبعة المقبلة من المونديال في المزاد، وتكون بنزعة هجومية "خالصة" كونها ستجمع بين منتخبين هما الأقوى من حيث النجاعة، رغم أن المعطيات النظرية الأولية ترجح كفة "أسود التيرانغا" لكسب الرهان، خاصة وأنها تطمح لمواكبة "ديناميكية" النهضة الكروية التي يعيش على وقعها هذا البلد في هذه الفترة، لكن سعي شبان "البافانا بافانا" للعودة مجددا إلى العالمية، كفيل بقلب موازين القوى، وقطع طريق المونديال أمام النخبة السنغالية.
موعد هذه الأمسية، سيكون بمثابة أول اختبار جدي للمنتخب السنغالي، الذي ظهر كقوة ضاربة في الدور الأول، وكان من المفاجآت السارة لهذه الطبعة، بالنظر إلى المردود المميز الذي قدمه في مبارياته الثلاث الأولى، خاصة وأنه خرج من الفوج الأول بتقدير ممتاز، كونه حصد العلامة الكاملة، مع حيازته على أفضل هجوم وأقوى دفاع، إلا أن المعطيات في الأدوار المتقدمة تتغير، واللقاءات لا تخضع لأي منطق، بل إن التأهل يكون في غالب الأحيان من نصيب المنتخب الأكثر محافظة على التركيز والتوازن، رغم أن تشكيلة "الأسود" بقيادة المدرب سيرين ساليوديا كانت قد ظهرت بمستوى، يؤكد على تماسك كبير بين خطوطها الثلاثة، كما أنها قصدت الجزائر بنية التتويج باللقب، وإهداء الكرة السنغالية رابع لقب قاري في ظرف 14 شهرا، بعد تربع "الأكابر" ثم المحليين وبعدهم الأواسط على المنصة، ولو أن المنتخب السنغالي، حقق بتأهله إلى ربع النهائي إنجازا غير مسبوق له في هذه المنافسة، على اعتبار أنه كان قد أقصي من الدور الأول في مشاركتين سابقتين خلال نسختي 2011 و2019.
من الجهة المقابلة، فإن منتخب جنوب إفريقيا والذي تجاوز دور المجموعات بفضل حسابات فارق الأهداف، كأفضل صاحب مركز ثالث يبقى مطالبا بتدارك الهشاشة الدفاعية الكبيرة التي أظهرها في الدور الأول، لأنه الأضعف دفاعيا، بتلقيه 7 أهداف، ولو أنه بالموازاة مع ذلك يمتلك ثاني أقوى هجوم، وشبان "البافانا بافانا" يبحثون عن تذكرة المشاركة لثاني مرة في المونديال، بعد إنجاز 2015، والذي أعقب تنشيط نهائي دورة "الكان"، مع خسارة اللقب.
ص/ فرطاس