لا يزال الناخب الوطني جمال بلماضي، في رحلة البحث عن ثلاثي وسط الميدان الأساسي، خاصة بعد الأداء المتواضع في ودية تونس، سيما في المرحلة الأولى، التي طغى فيها اللعب العشوائي، بالنظر إلى عدة اعتبارات، أبرزها ابتعاد راميز زروقي عن المستوى المطلوب، تاركا المجال أمام لاعبي منتخب تونس من أجل الاستحواذ على هذه المنطقة الحساسة، بل أكثر من ذلك أثر بشكل مباشر على مردود غالبية اللاعبين، بالنظر إلى الإكثار من اللعب السلبي، وإعادة الكرات إلى رباعي الخط الخلفي تارة والحارس زغبة تارة أخرى.
وكما هو متفق عليه، فإن تألق أي منتخب يرجع بالدرجة الأولى إلى امتلاك وسط ميدان قوي، مثلما يحدث مع جميع المنتخبات الكبيرة، وبعد الوجه المقبول الذي ظهر به ثلاثي وسط الميدان في مواجهة أوغندا، ويتعلق الأمر بكل من هاريس بلقبلة وعبد اللي وبدرجة أقل شيتة، فإن أداء زروقي وبن طالب وشايبي لم يرق إلى مستوى التطلعات في المرحلة الأولى من ودية تونس، قبل أن يتحسن نوعا ما في الشوط الثاني، عند دخول عوار الذي حرر أكثر بن طالب، وجعلنا نشاهد تغيرا واضحا في أدائه، وحتى شايبي لمس كرات أكثر، وكل هذا بسبب طريقة لعب عوار، ولو أن تأثره بابتعاده عن نسق اللعب ظهر جليا، إلا أنه لديه ميزة خاصة مقارنة ببقية العناصر، تتمثل في كونه من النوع الذي يبحث دائما عن تقديم كرات مفتاحية نحو الأمام، على عكس زروقي الذي يعيد كثيرا الكرات إلى الوراء، وحتى تمريراته العرضية ناحية المدافعين الأيمن والأيسر.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن غياب بن ناصر في الفترة الحالية ترك فراغا رهيبا على مستوى وسط الميدان، بالنظر إلى الإمكانات التي يتمتع بها، ووزنه في التشكيلة، ولعّل الخرجة التي قام بها أعضاء الطاقم الفني واللاعبين وحتى الجمهور، من خلال رفع صورته وتحفيزه على العودة سريعا خير دليل على ذلك، وهي المبادرة التي استحسنها وتفاعل معها نجم أسي ميلانو. حمزة.س
